تضاربت الأنباء حول زيارة محافظ محافظة صعدة فارس مناع والقيادي في جماعة الحوثي يحيى بدرالدين الحوثي (شقيق زعيم الحوثيين) إلى المملكة العربية السعودية. ونقل موقع "نشوان نيوز"، السبت، عن مصادر وصفها بالموثوقة قولها إن يحيى الحوثي وفارس مناع يتواجدان حاليا في السعودية لتقديم الاعتذار عن الاعتداء الحوثي على الأراضي السعودية مطلع نوفمبر الثاني 2009 وأنهما عرضا على الداخلية السعودية خدمات جماعة الحوثي ضمن ما يسمى الحرب على الارهاب والتكفل بمراقبة وحراسة المناطق الحدودية الواقعة تحت سيطرة الجماعة والتعهد بتسليم مهربي مخدرات وسلاح، لسلطات الضبط السعودية –وفقا للموقع.
الموقع قال إن الزيارة تمت بتنسيق من أحد المشائخ في صعدة وضابط في وزارة الداخلية اليمنية (قال إنه يحتفظ بالأسماء) وأنها جاءت بعد رفض أطراف في الحكومة السعودية.
ووفقا للموقع فإن الزيارة التي أحاطها الجانبان الحوثي والسعودي بتكتم شديد، تزامنت مع جولة ميدانية قام بها زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إلى الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية في مناطق شدا ورازح والظاهر وعاد منها إلى الجميمة. ونفى يحيى الحوثي أن يكون قد سافر إلى السعودية، وقال إنه متواجد في ألمانيا التي يقيم فيها منذ عام 2009م.
ووصف في صفحته على موقع "فيس بوك"، مساء السبت، تلك الأخبار بالكاذبة، مشيرا إلى أنه لا يقدر على الخروج من ألمانيا "لتعميم عفاش ووهابيته علي في الانتربول" –حد قوله.
من جهته، رفض مدير مكتب الإعلام بمحافظة صعدة عيسى عاطف في اتصال مع "الأهالي" الإدلاء بأي تصريح حول زيارة مناع للسعودية.
في وقت نشرت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" مساء الأحد، تصريحا منسوبا لفارس مناع قال فيه إن الفترة القادمة "ستشهد تنفيذ عدد من المشاريع التنموية والخدمية بالمحافظة بتمويل ألماني"، أشار فيه إلى أنه التقى بعدد من ممثلي الجهات الألمانية المانحة "الذين أكدوا له استعدادهم تمويل عدد من المشاريع التنموية والخدمية التي تحتاجها محافظة صعدة وفي مقدمتها مشروع الصرف الصحي".
ولم تحدد الوكالة ما إذا كان مناع قد عاد إلى البلاد أم انه لا يزال في ألمانيا، فيما رفض عاطف الحديث حول الموضوع، ولم يتسن الحصول على معلومات حول مكان إقامة المحافظ حاليا أو تأكيدات بعودته إلى البلاد.
وكان محافظ صعدة فارس مناع غادر مطلع فبراير الراهن إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية في ظل تكتم عن أهداف وبرنامج الزيارة.
وكانت صحيفة "الهوية" المقربة من جماعة الحوثي قالت إن الزيارة تمت بتكليف "خاص" من الرئيس هادي، وأن هدفها إجراء مناع مباحثات مع يحيى الحوثي تتعلق بمشاركته في مؤتمر الحوار القادم.. إضافة إلى إشراف مناع على سير عمليات الفحوصات التي تجرى للتأكد من صحة الجثة التي سبق وتسلمتها جماعة الحوثي –وفقا للصحيفة.
فيما كانت مصادر إعلامية قالت إن سفر مناع تمت "تحت غطاء البحث عن تمويل مشاريع ألمانية في محافظة صعدة، لكنه في حقيقة الأمر ذهب لإيجاد سند دولي يقف إلى جانب جماعة الحوثيين المصنفة ضمن الجماعات المسلحة". وقالت إن الزيارة تمت بعد تنسيق مع يحيى الحوثي. وجاء سفر مناع إلى خارج البلاد رغم أن اسمه أدرج ضمن القائمة السوداء التي أعلنها مجلس الأمن الدولي والسلطات اليمنية.
وأصدرت جهات رسمية يمنية في أكتوبر 2009 قائمة سوداء بعدد من تجار الأسلحة والمستوردين لها من الخارج وعلى رأس تلك القائمة فارس مناع.
فيما قررت لجنة مجلس الأمن الدولي في أبريل 2010م إدراج اسم (فارس محمد مناع) ضمن قائمة المتهمين بتهريب الأسلحة للصومال وارتيريا رغم المنع الاممي بحسب القرار 751 لعام 1992، والقرار 1907 لعام 2009م.
وأضاف قرار مجلس الأمن: إنه منذ عام 2008 هرب شحنات أسلحة غير مشروعة للقرن الأفريقي وشحنه أخرى للصومال عن طريق القوراب، بالإضافة إلى استيراد شحنه أسلحة من شرق أوروبا يعتقد أنها دخلت إلى الصومال، كما أنه بذل جهودا لشراء الأسلحة من أوروبا الشرقية، وخطط لبيعها إلى الصومال. تلى ذلك إعلان وزارة الخزانة الأمريكية تجميد أرصدة وأصول فارس محمد مناع، بموجب قرار الأممالمتحدة.
وكانت السلطات اليمنية قد اعتقلت مناع في ال28 من يناير 2010 على خلفية تورطه بتهريب الأسلحة لجماعة الحوثي، إلا أنه تم الإفراج عنه منتصف يونيو 2010م بطريقة غامضة ومفاجئة.
وسبق وترأس مناع اللجنة الرئاسية لإحلال السلام في صعدة خلال 2009م. ويعد أحد قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام حتى مارس 2011 وكان حليفًا سابقًا لصالح.
ويعتبر مناع –مواليد 8 فبراير 1965- من أكبر تجار الأسلحة على مستوى الشرق الأوسط، وقد نصبه الحوثيون في مارس 2011 محافظاً لصعدة، لإدارة الشئون المدنية واحتفظوا بإدارة الشئون الأمنية والعسكرية، ولم يصدر حتى الآن قراراً جمهورياً بتعيينه رسميا.
يشار إلى أن سفر مناع جاء بعد أيام من الكشف عن إبرام جماعة الحوثي معه اتفاقا لتوريد شحنات من الأسلحة المختلفة وإدخالها إلى العاصمة صنعاء. فيما كان مناع قد نجا (الثلاثاء 4 ديسمبر 2012) من محاولة اغتيال استهدفته في منطقة حرف سفيان بمحافظة صعدة.