تجاوزت الجهود المبذولة لانجاز المصالحة الفلسطينية النطاق المحلي والعربي بعد أن دخلت دولة جنوب إفريقيا على الخط، وطرحت مؤخرا مبادرة لحل الانقسام الفلسطيني بالاستفادة من التجربة الإفريقية بهذا الخصوص. وأعلن الرئيس السابق للجنة المصالحة في جنوب إفريقيا اليكسندر بوراين عن انطلاق جملة من الخطوات مع أطراف الصراع الفلسطيني الداخلي وخاصة حركتي حماس وفتح للتعرف على تجربة جنوب إفريقيا في إنهاء الصراع الداخلي. وقال بوراين في مؤتمر صحفي عقده برام الله الأربعاء :إنه التقى خلال الأيام الأخيرة مجموعة من القيادات الفلسطينية من حماس وفتح والمستقلين بغية إقناعهم بالسفر إلى جنوب إفريقيا والاستماع لتجارب الناس التي عانت الاضطهاد والقتل وتجاوزت الأمر واقتنعت بضرورة المصالحة . وتطرق بوراين إلى المنع الإسرائيلي له ولممثل جنوب إفريقيا في رام الله ال اس تي بيكان من الوصول إلى قطاع غزة بغية لقاء قيادات حركة حماس هناك وإطلاعهم على المبادرة الجنوب افريقية. وعبر الرئيس السابق للجنة المصالحة في جنوب إفريقيا عن أسفه لحركة حماس لعدم تمكنه من الوصول على قطاع غزة، لكنه تحدث عن لقاءات تمت بهذا الخصوص في رام الله مع قيادات حماس لكنه رفض الحديث عن أسماء هذه القيادات. وأكد بوراين، الذي قاد جهودًا ناجحة للمصالحة المحلية في أكثر من ست دول أبرزها ايرلندا، على أنه تلقى ردود فعل ايجابية من جانبي حركتي فتح وحماس بخصوص مبادرة المصالحة. غير أنه تحدث عن سلسلة عقبات ومشاكل لا زالت تعيق المصالحة الفلسطينية وأبرزها ملفات الأمن والانتخابات وكذلك المفاوضات مع الإسرائيليين. وفي السياق ذاته، شدد بوراين على أن جهود جنوب إفريقيا لإتمام المصالحة الفلسطينية لن تتناقض بأي شكل من الأشكال مع الوساطة المصرية بل ستكون مكملة لها.
