أخي الحبيب مهيب النواتي ، برغم أنني متأكد أنك لن تقرأ مقالي ، لكنني مُجبر أن أكتب لك ، مُجبر لأن الفلسطيني لا يقف معه إلا الفلسطيني ، الذي عاش معه المأساة بصورتها الحقيقية ، وذاق الموت اليومي واللجوء وقهر السجان . اسمح لي يا صديقي البعيد أن أشكو لك ظلم ذوي القربي ، فأشقائنا العرب مازالوا يتعاملون معنا على أننا غير بني البشر ، والسجون العربية لا تحلو لها إلا أن تستضيف الفلسطيني بحجة أنه يُهدد الأمن القومي العربي ، والمطارات العربية لا تحتجز سوى الفلسطيني لأنه بحاجة لمزيد من جرعات المعاناة لأنه يعيش بدولة ليس فيها حواجز ، ولا يوجد بها حصار . نحاول منذ فترة أن نسأل عنك كُل جهة نستطيع الوصول إليها ، لكن بدون فائدة ، حتى الصليب الأحمر اعتذر عندما توجهت له شخصياً لإقامة اعتصام لزملائك الصحفيين في غزة بحجة أن سوريا لا يوجد بها مقر للصليب الأحمر الدولي ، فسوريا الشقيقة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وترفض حتى وجود الصليب الأحمر على أراضيها . لا نعلم لماذا لا يتم الإستجابة لكُل الدعوات التي وُجهت للسلطات السورية ، سواءاً كانت دعوات رسمية من خلال القنوات السياسية ، أو إعلامية من خلال الإتحادات الصحافية العربية والدولية ، أو الإنسانية من خلال العائلة والأصدقاء ، على كُل الأحوال إن من الواضح أن هناك سياسة واضحة لدى البعض ، وهي الاستمرار في قمع الفلسطيني بدون تهمه ، أو هناك خطة لزيادة الضغط على هذا الشعب المقهور ، فالخارج إلى إحدى الدول العربية الشقيقة يعتقد أنه سيلقى كُل الترحيب ، لكنه يتفاجئ بالمزيد من التعقيدات في كُل شيئ ، في الحصول على التأشيرات ، والمعاملة السيئة ، والتأخير في المعاملات ، واحتقار حاملي الجواز الفلسطيني .. إلخ من القضايا . هذا جزء من الضريبة التي يدفعها شعبنا ، ففي الوقت الذي يُحترم فيه الفلسطيني في دول أوروبا ، يتم وضع المزيد من التعقيدات والإجراءات الخاصة على الفلسطيني فقط ، وكأن الجنسية الفلسطينية أصبحت تهمه ، وهذا هو العيب بعينه ، فشعبنا يناضل من أجل أن يُعيد للأمة العربية كرامتها وشرفها الذي تم فقدانهما بعد احتلال فلسطين عام 1948م . سامحنا يا صديقي مهيب ، فليس أمامنا الآن سوى الاستمرار في نهجنا المُطالب للإفراج عنك ، من سجن عربي شقيق ، وليس أمام كُل الأصدقاء والأحبة إلا الدعاء لك برفع الظُلم عنك في وطن عربي يحمل شعار المقاومة لأجل فلسطين . صحفي وكاتب فلسطيني [email protected]