جدد زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، هجومه على السياسات التي يتبعها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، على المسارين الداخلي والخارجي، وطالبه بالكف عن إطلاق التصريحات التي تسببت للبلاد في أزمات مع الدول الأخرى. جاء ذلك في كلمة ألقاها قليجدار أوغلو، زعيم الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، خلال مؤتمر عقده فرع حزبه بالعاصمة أنقرة، مساء الأحد، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة. وقال المعارض التركي إن هناك خمس أزمات رئيسية تعاني منها بلاده، وهي الديمقراطية، والتعليم، والسلام الاجتماعي، والسياسة الخارجية، والاقتصاد. وتعهد قليجدار أوغلو بالعمل كحزب من أجل حل هذه الأزمات من خلال تبني استراتيجية قائمة على أربعة محاور.. المحور الأول يتمثل في تطوير الديمقراطية؛ والثاني تأسيس دولة اجتماعية قوية، والثالث يتمثل في تطوير الإنتاج، أما المحور الرابع فسيكون خاصا بتعزيز مسألة الكفاءة في تولي المناصب بالدولة. واقتصاديا، قال المعارض التركي إن بلاده تمر بأزمة اقتصادية لم تشهد لها مثيلا من قبل، لافتا إلى أن الأوضاع المعيشية للمواطنين في غاية السوء. وتابع قائلا: "المشهد مأساوي للغاية؛ فهناك 8 ملايين و647 ألفا و283 شخصا دخولهم أقل من 673 ليرة شهريا، كما أن عدد الأرامل والأيتام الذين يتقاضون أقل من ألف ليرة شهريا يبلغ 847 ألفا و643 شخصا". وأضاف قائلا: "كما أن هناك مليونين و136 ألف شخص يتقاضون نصف الحد الأدنى للأجور وأقل. وهناك 6 ملايين و850 ألفا و513 متقاعدا يتقاضون أقل من ألفي ليرة". وأوضح قليجدار أوغلو أن "الأشهر التسعة الأولى من 2019 شهدت فصل الكهرباء عن 3 ملايين و365 ألفا و784 منزلا؛ لعجز أصحابها عن سداد الفواتير. فلكم أن تفكروا في أوضاع الأطفال الذين يعيشون في هذه المنازل". واستطرد قائلا: "كما أن هناك 710 آلاف و364 منزلا قطع عنها الغاز بسبب عدم سداد الفواتير أيضا. ففي هذا البرد القارس أصحاب هذه المنازل يعانون بكل تأكيد". ولفت إلى أن معظم الناس بدأوا يشعلون الفحم للتدفئة بسبب ارتفاع أسعار الغاز بشكل فاحش، على حد تعبيره؛ مضيفا: "فهل يعجبكم يا أصحاب الضمائر هذا المشهد؟!". وشدد كذلك على تفشي الفقر في معظم أنحاء البلاد؛ مضيفا: "فهناك عشرات الآلاف من المواطنين يأكلون من القمامة وبقايا الأسواق!". وتابع زعيم المعارضة التركية قائلا: "نحن مضطرون لتأسيس دولة اجتماعية قوية يتساوى فيها الجميع لنقضي على كل هذه السلبيات ونضع حدًّا للفقر الذي لا يعاني منه سوى البسطاء". وخارجيا، جدد زعيم المعارضة انتقاده للسياسات التي تبناها نظام أردوغان حيال عدد من القضايا؛ ولا سيما الشأن السوري، وتدخل جيش بلاده بالمعارك هناك، مضيفا: "قتل حتى الآن 122 جنديا لنا بالأراضي السورية وما كان لنا أن نذهب إلى هناك". وتابع قائلا: "سبق وأن قلنا لذلك النظام ما شأنكم ومستنقع الشرق الأوسط؟"، موجها سؤالا للرئيس التركي قال فيه: "لماذا ندخل في صراعات وبالإمكان أن نعيش في سلام مع جيراننا؟! حتى دخلنا كذلك في صراع مع مصر!". وأضاف: "والآن بدأنا الصدام مع الهند؛ ولم لا والسيد الحاكم (في إشارة لأردوغان) لا يعرف أن يمسك لسانه. امسك عليك لسانك يا أخي؛ واجلس وفكر مليا، واترك الشأن الخارجي لوزارة الخارجية ولا تتدخل بالأمر". وعن أردوغان أيضًا تابع قائلا: "دأب ذلك الشخص على إطلاق شعارات رنانة لاستمالة قلوب المواطنين، ولا ننسى أن تلك الشعارات هي السبب الرئيس فيما وصلت إليه سوريا الآن؛ ففي بداية الأزمة قال للمعارضين السوريين سنصلي الجمعة المقبلة في المسجد الأموي وانتهى الأمر ب3.6 مليون لاجئ بتركيا وحدها". وتابع: "والآن انحصر جنودنا بإدلب، كل هذا بسبب شخص لا يعرف أن يمسك لسانه".