مؤخراً أقرت حكومة الوفاق الوطني تعديلاً على قانون الحصانة يقتضي بمنح الرئيس الفخري علي عبدالله صالح حصانة قانونية وقضائية, بينما أقرت منح الحصانة من الملاحقة الجنائية للمسئولين الذين عملوا مع الرئيس في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية فيما يتصل بأعمال ذات دوافع سياسية قاموا بها أثناء أدائهم لمهامهم الرسمية, وسيتم إحالة قانون الحصانة إلى البرلمان للموافقة عليه. قانون الحصانة من شأنه أن يجنب اليمن بعض المتاهات التي يسعى صقور المؤتمر الشعبي العام إلى إدخاله فيها غير مكترثين بالنتائج, وفي المقابل فانه إقرار رسمي بان صالح شخص مجرم, فالحصانة لاتعطى إلا للقتلة والمجرمين. وكعادة بعض المواقع الموغلة في سفه الكلام, والباحثة عن زور الحديث, والمتخندقة في خنادق الارتزاق والتملق, سارعت تلك المواقع " اللقطة " إلى نشرها أخبار مغلوطة تقول أن اللواء علي محسن الأحمر طلب حصانة مماثلة لحصانة صالح, وهو مانفاه قائد أنصار الثورة في بلاغ صحفي. حصانة علي محسن الأحمر ليس إقرار برلماني, فهو شخص محصن بنزاهته التي عرف بها, فتاريخه ابيض وسيرته ناصعة, ووطنيته ظاهره, يده من دماء الأبرياء طاهرة, ويكفي الثورة فخراً انه كان نجاحها مرهون بوجوده فيها, وبه حقن الله دماء الشباب, ودحر عصابة القتل والفساد, ومهما تكن عليه من ملاحظات فان دعمه للثورة يجب ماقبله, فهو درعها المتين وحاميها الأمين. كم من ليلة مرت علينا نحن الشباب في منافذ ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء ونحن ندعو " اللهم من أمنا من بلاطجة علي صالح فأمنه من الفزع الأكبر, ومن أرادنا أو أراد ثورتنا بسوء فجعل كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره" تلك الدعوات الطاهرة من شباب أتقياء انقيا هي الحصانة التي يبحث عنها الجنرال الأحمر, وتحقيق العدل والمساواة, وإرساء دولة النظام والقانون, دولة المؤسسات التي لاتخضع لملكية فرد, وإشاعة روح المحبة والتآخي, واختفاء الثارات ونبذ الطائفية والمناطقية والفئوية هي الحلم الذي يتمناه قائد أنصار الثورة. وحده من قتل الشباب في جمعة الكرامة وأمر بقطف الرؤوس في " كنتاكي " وشرد النساء والأطفال في أرحب, واحرق المعاقين في تعز, وسرق على الشباب أحلامهم الوردية, واختطف رواد التغيير في " القاع " هو من يبحث عن الحصانة, خوفاً من شبح المحاكمة. لكن هل يعقل أن شخصاً تكفل بعلاج الجرحى, وناصر ثورة الشباب بكل مايملك, وذاد عن ساحة التغيير بطش بلاطجة القتل وقراصنة القنص, وتسامى فوق سفاهات بعض شركاء الثورة, وكان هدفاً لصواريخ صالح التي تتسابق نحو مقر إقامته, واعطاء كل وقته وجهده للثورة, وعمل على عرض مطالب الشباب على كل المستويات الدولية والإقليمية والمحلية, واقنع الكثير بأهمية الثورة ودورهم في التغيير, وساند القبائل في حماية الشباب في أكثر من محافظة, هل يعقل أن يطلب حصانة؟ في حوار لي مع مع الشيخ عبدالله علي صعتر كنت ابحث معه دور اللواء علي محسن الأحمر في الثورة فقال لي بالنص على محسن لايحتاج للثورة, وتسائل صعتر هل ينقصه منصب؟ هل يبحث عن وظيفة؟ هل يبحث عن مال في الثورة؟ مردفاً جاء انضمامه للثورة عن مبدأ واقتناع وعزيمة على حماية هؤلاء الثوار من بطش نظام صالح بعد ماشاهد مذبحة جمعة الكرامة في صنعاء. علي محسن لايبحث عن حصانة فحصانة علي محسن دعوات من الخير, وسحائب من المحبة, ورصيد تاريخي بمؤازرة ثورة الشباب, وسجل من العظمة, ولكل مواقع السفه والخفة اقول ماقاله ابو الطيب المتنبي :- ومن يكن فوق محل الشمس موضعه فليس يرفعه شيء ولايضع. سيضاف اسم اللواء علي محسن الأحمر إلى القادة الفاتحين والثائرين الأبطال أمثال محمد محمود الزبيرى وعمر المختار ويوسف العظمة, أما علي عبدالله صالح فالحصانة له سجل اسود تؤكد صحة الدعوى على إجرامه, ولعنات من السخط التي تتفوه بها السنة الأيتام والأرامل, وسيدخل ضمن قائمة قتلة الشعوب المطاردين بملفات الإجرام في محاكم العالم, فالحصانة ليست الا اعتراف بالجريمة.