كنت أتحدث مع ابن عمي الفيلسوف عبدالقادر محمد عن ذكريات الوجود البريطاني في عدن واطلق عبارتة الشهيرة كلام يا بريطانيا سلسلة ما تنقطع وهذا ما يوحي عن قوة وجبروت تلك الامبراطوية التي سيطرت على العالم منها دخولها الى عدن في 19 يناير من عام 1839 وبقائها حتى الثلاثين من نوفمبر 1967. وهذا العام نحتفل بالذكرى 45 لرحيل اخر جندي بريطاني من ارض الجنوب وقد دشن قادتنا الجدد مرحلة جديدة اتسمت بصراع مرير بين رفاق السلاح تحولت الى دوامة عصف بالوطن حيث فتحت جراح عميق في الجسد اليمني فانتهى اول رئيس يمني قحطان الشعبي من السجن الى القبر وبعدها توالت حلقة التصفيات والتي توجت بمجازر 13 يناير 1986والتي مثلت نقطة الانزلاق نحو الهاوية ومازات اثارها قائمة وهذا ما جعل الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو بوجة سؤالة الى علي سالم البيض اثناء احدى لقاتة لماذا تتقاتلون دوما؟¬ .هكذا حال المواطن والوطن لقد تركتنا بريطانيا العظمى واصبح قادتنا يتقاتلون لسنوات متناسين لهموم الوطن والمواطن في تحسين معيشتة والنهضة بالبنية التحتية للوطن واين انتي يا عدن الجميلة منفذ الملاحة العالمية لموقعها الاستراتيجي في البحر الاحمر والبحر العربي او مطار عدن الدولي من اوائل المطارات في منطقة الشرق الاوسط وكذلك اذاعة عدن من اوئل الاذاعات في منطقة الجزيرة والخليج ,واذا ما هو السر بعد لتقدم الدول المجاورة لنا. والجواب سهل جدا ليس لانهم اغنياء بل لديهم قادة احسنوا ادارة دفة بلدانهم بعيدا عن الصراعات الجانبية وسخروا كل امكانياتهم في النهضة الشاملة. 45 عاما من استقلال الجنوب ماذا حققنا اذا. فالوطن مازال ينزف من جروحة والصراعات ما زالت قائمة وخاصة وانها تعمقت بعد حرب المنتصرين في عام 1994 والتي اسهمت وبشكل بارز في هز اركان الوحدة التي تحققت في مايو عام 1990 واليوم ماتشهدة الساحة اليمنية ما هوا الى برهان على ذلك معاناة المواطن وهو يشاهد انعدام ابسط مقومات الحياة الكريمة من عمل بسيط يستطيع من خلالة ان يصمد امام عواصف الحياة اليومية وفي نفس الوقت يرى خيرات ومقدرات الوطن تذهب الى جيوب قلة وهذا هو الظلم الحقيقي الذي يرفضة الجميع واذا يراد لاي حوار ان ينجح فلا بد من احقاق العدل والمساواة بين الجميع وطمس مصطلح تصنيف المواطنة. مشاكل اليمن لاتحل بتغيير ا لقادة السياسيون او بالخطاب السياسي او تفريخ الاحزاب او الهرولة في انشاء الامبراطوريات الاعلامية من اموال الشعب المنهوبة بل بوجود النوايا الحسنة وروح الفريق الواحد من اجل النهوض بالمواطن والوطن وتسخير المقدرات المالية في بناء الوطن واتنشال المواطن من هذا الوضع الصعب. فهذة الارض الطيبة تختزن كل الخيرات ويجب تسخيرها لكل المواطنين واذا ظلينا ننحت على صخرة الكراهية والعداء فلن ينهض الوطن من غفوتة وستظل اليمن تخطوا خطواتها الى الخلف . لابد من الوصول الى صيغة توافقية بين القادة السياسيين في عموم اليمن حتى يستقر ويعم البلد الامن والسلام ولايوجد اي مشكلة بين ابناء الشعب اليمني شمالا او جنوبا شرقا او غربا واقول هذا الكلام لان المواطن العادي اصبح بين مطرقة السياسي وسندان المعاناة, وحان الوقت ان يتفهم قادتنا بان الشعب ينتظر منهم روح المبادرة من خلال الحوار الصريح وطرح كل مشاكل وهموم اليمن على طاولة البحث والمناقشة من اجل الخروج برؤية تساعد الجميع في ازالة نفق الظلام وتحويلة الى نور الامل وحتى لا نتخبط لسنوات قادمة وفي نهاية المطاف ندور على نفس الدوامة؟وبعد 45 عاما من خروج البريطانيين اين نقف الان .....وهل فعلا جسدنا بسلوكنا تضحيات اولئك الرجال الشجعان والذين قدموا دمائهم من اجل ان تنعم الاجيال القادمة بالحياة الكريمة والامن والسلام المستديم ولكن للاسف الشديد فد ابتلى هذا الوطن بصنف من السياسيين والذين هم بعيدون جدا عن تطلعات شعوبهم. الوطن اليوم بحاجة ماسة لعقول متنورة ترى الافق البعيد من منظار الواقعية وخاصة واننا نعيش في عالم يشهد تحولات سريعة لا تقاس بالزمن. يوم 30 نوفمبر,عيد الجلاء, علينا ان نتذكر بكل اجلال وتقدير لتضحيات كل يمني اراد ان يغير خارطة الصراع الى وئام وخارطة الجهل الى نور وواقع الظلم الى عدالة ولوحة اليأس الى امل وحتى لانردد عبارة كلام يا بريطانيا سلسلة ما تنقطع. *كاتب يمني مقيم في أسبانيا