تستأنف اليوم الأربعاء في فيينا جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست في وقت حذر فيه وزير الخارجية الأمريكي من أن إيران ما زال يتعين عليها أن تثبت أن طموحاتها النووية سلمية بالكامل في جولات المحادثات المتعددة بين الطرفين مع اقتراب نهاية مهلة في 20 يوليو المقبل. وواصل الرئيس الايراني حسن روحاني موقفه العلني المتفائل بشأن المفاوضات قائلا في كلمة في طهران ان العقوبات الغربية التي فرضت لتقييد البرنامج النووي الايراني تتهاوى بالفعل. وتسعى المحادثات في فيينا الى التوصل الى حل لمواجهة مستمرة منذ أكثر من عقد مع ايران زادت من مخاوف اندلاع حرب جديدة في الشرق الاوسط وسباق تسلح نووي اقليمي. وتشتبه واشنطن وبعض حلفائها في ان البرنامج الايراني مصمم لانتاج أسلحة نووية وهو اتهام تنفيه ايران التي تقول إن البرنامج مخصص للاغراض السلمية. وجاءت تعليقات كيري التي نشرت مساء الاثنين في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الامريكية بعد وقت قليل من معرفة أن نائب وزير الخارجية الامريكي بيل بيرنز من المتوقع أن يحضر المحادثات الجديدة. وسيفتح حضور بيرنز -الذي تزعم مفاوضات سرية بين ايران والولايات المتحدة ساعدت في التوصل الى الاتفاق النووي المؤقت في نوفمبر مع طهران- إمكانية إجراء مباحثات ثنائية بين البلدين. وانتقد كيري في مقاله إيران بقوله إن "تفاؤلها العلني بشأن النتيجة المحتملة لهذه المفاوضات لم يباريه حتى اليوم المواقف التي يتم التعبير عنها خلف الأبواب المغلقة." وقال كيري "هذه الاختلافات (في المواقف) لم تحدث نتيجة لافراط في المطالب من جانبنا" مضيفا أن القوى الست "أظهرت مرونة الى أقصى حد ممكن." وقال وزير الخارجية الامريكي إن مهلة 20 يوليو المقبل للتوصل الى اتفاق "تقترب بسرعة". وأضاف أن إيران يمكنها إما أن تنتهز الفرصة لعمل ما هناك حاجة اليه لتهدئة مخاوف بشأن برنامجها النووي أو "يمكنها أن تهدر فرصة تاريخية لانهاء عزلة إيران الاقتصادية والدبلوماسية وتحسين حياة شعبها." وقال "ما زال هناك تناقض بين نوايا إيران المعلنة فيما يتعلق ببرنامجها النووي والمحتوى الفعلي لذلك البرنامج حتى اليوم." وتعهد روحاني بمواصلة الجهود لرفع العقوبات من اجل تحسين القطاع الصناعي في ايران. وقال روحاني في طهران "اليوم ازيلت بعض العقوبات وسترفع عقوبات أخرى. وأقول هذا مرة أخرى : كأس العقوبات تحطم ولن يكون بامكان أحد ان يعيد الوضع الى ما كان عليه." وطلب من الايرانيين عدم القلق بشأن المحادثات النووية قائلا ان فريق التفاوض الايراني يتمتع بكفاءة كبيرة. وقال "نعلم انه أمر صعب لكننا سنواصل السير في هذا المسار حتى النهاية." والضغط على الوفد الإيراني ليغير موقفه التفاوضي ربما يكون أحد أهداف بيرنز هذا الاسبوع. واجتمع بيرنز مرتين مع الايرانيين الشهر الماضي الأولى في جنيف في محادثات ثنائية في اطار جهود للخروج من الطريق المسدود في القضية النووية ثم في فيينا حيث تجري المحادثات النووية الموسعة. وأثناء المحادثات الأخيرة تطرق الى احتمال التعاون الامريكي والايراني لمحاولة جلب الاستقرار الى العراق في مواجهة هجوم المسلحين . والهدف من جولة المحادثات الجديدة هو التوصل الى اتفاق نووي شامل بحلول 20 يوليو المقبل لكن محللين ودبلوماسيين تنتابهم شكوك قوية بأنه يمكن تحقيق ذلك. وتستمر جولة المحادثات الجديدة حتى 15 يوليو المقبل على الأقل. ولم تحرز الجولة الخامسة من المفاوضات النووية التي جرت نهاية الشهر الماضي أي تقدم في المفاوضات النووية من أجل البدء في كتابة نص الاتفاق النهائي.