واصل التحالف الدولي شن غارات جوية جديدة على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق شرق سوريا وعلى الحدود السورية التركية، في حين أكد مسؤول أميركي أن عدد الطلعات الجوية التي نفذها الطيران الحربي لبلاده بلغ 4100 طلعة منذ أغسطس/آب الماضي. وقال مراسل الجزيرة إن غارات جديدة استهدفت مواقع في إنجبل طابوس والشّميطية والحوايِج بريف دير الزور (شرق سوريا)، كما شُنت غارات على بلدة عين العروس جنوب تل أبيض الواقعة على الحدود السورية التركية، حيث استهدفت الغارات إحدى مصافي النفط في البلدة، مما تسبب في تدميرها. وفي وقت سابق الاثنين، شنت قوات التحالف الدولي غارات على مواقع نفطية بريف الحسكة (شمال شرق سوريا) يُعتقد أنها خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، وذلك بعد تعرض مواقع ومنشأة للغاز بالرقة (شمال شرق سوريا) ودير الزور لغارات مماثلة. وأفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات التحالف قصفت بعض مصافي النفط في منطقة الهول ورجم الطوقجي في ريف الحسكة المتاخم لحدود العراق، حيث يسيطر تنظيم الدولة على قرى هناك.
قصف المصافي وكثفت قوات التحالف قصفها على هذه المصافي محلية الصنع في مناطق سيطرة تنظيم الدولة بريف دير الزور والرقة وحلب، حيث تعتبر حقول النفط بشرقي سوريا من أهم مصادر تمويل تنظيم الدولة. وكانت مواقع عدة ومنشأة للغاز يسيطر عليها تنظيم الدولة بالرقة ودير الزور قد تعرضت لقصف من طائرات التحالف، كما استُهدفت صوامع للحبوب خاضعة للتنظيم في بلدة منبج بريف حلب شمال البلاد، مما أدى إلى مقتل مدنيين. وقال مراسل الجزيرة إن غارة جوية للتحالف استهدفت مصفاة للنفط في مدينة تل أبيض بريف الرقة يملكها أحد الأهالي، مما أدى إلى تدميرها. وأضاف أن طيران التحالف شن غارة جوية على مبنى القصر العدلي في تل أبيض الذي حوّله تنظيم الدولة إلى سجن. وكانت طائرات تابعة للتحالف قصفت في وقت سابق الاثنين مدرسة عين العروس بتل أبيض، التي يتخذها التنظيم مقرا له، كما قصفت مبنى آخر في المنطقة. ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية. وفي محافظة الرقة، شنت طائرات تابعة للتحالف خمس غارات على مطار الطبقة العسكري الذي يسيطر عليه التنظيم، كما قصفت محيط المطار، وأفاد ناشطون بمقتل عدد من مقاتلي التنظيم جراء القصف. وفي سياق ذي صلة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن غارة ضربت محطة غاز كونيكو التي تزود محطة لتوليد الطاقة في حمص وسط سوريا تمد عددا من المحافظات بالكهرباء وتزود مولدات حقول النفط.
4100 طلعة جوية من جانب آخر، أعلن مسؤول عسكري أميركي شن أكثر من أربعة آلاف طلعة جوية منذ الثامن من أغسطس/آب الماضي، تاريخ بدء الحملة العسكرية لقوات التحالف الدولي على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق بالعراقوسوريا.
ويشمل هذا العدد الذي أدلى به الاثنين مسؤول عسكري -فضل عدم الكشف عن هويته- طلعات المراقبة والإمداد بالوقود والغارات. وتضاف إليه أربعون طلعة جوية قامت بها مقاتلات تابعة للدول العربية الخمس التي انضمت إلى التحالف بقيادة واشنطن منذ 23 سبتمبر/أيلول الحالي. وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الأردن والسعودية والإمارات والبحرين وقطر شنت 23 غارة جوية في سوريا، بينما شن الطيران الأميركي 66. وأوضح المسؤول المذكور أنه من أصل الطلعات الأميركية ال4100، هدفت نحو 1400 طلعة إلى التزود بالوقود للمقاتلات يوم 27 سبتمبر/أيلول من دون أن يحدد عدد طلعات المراقبة. وإذا استمرت العملية على هذه الوتيرة، فإن عدد الطلعات الجوية في العراقوسوريا سيتجاوز تلك التي نفذت إبان التدخل الأميركي الجوي في ليبيا. وبين أبريل/نيسان ونهاية أغسطس/آب 2011، قامت الولاياتالمتحدة ب5300 طلعة جوية في إطار الحملة التي قادها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا. وفي سياق هذه الحملة الجوية، أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن أجهزة الاستخبارات أخفقت في تقدير الحجم الحقيقي لتنظيم الدولة، عندما اجتاح فجأة مساحات واسعة من العراق، في الأشهر الماض