انتقد وزير في الحكومة اليمنية استخدام طائرات أمريكية بدون طيار ضد متشددين مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في اليمن، وهو تكتيك أثار غضب السكان المحليين في المناطق المستهدفة، وحث على التحرك لعمليات برية لتجنب إيذاء المدنيين. واستغلت القاعدة الفراغ الأمني في اليمن للقيام بهجمات ضد أهداف غربية مما زاد من وتيرة الضربات الصاروخية الأميركية في الأسابيع الأخيرة. وقالت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور ل«رويترز» أثناء زيارتها للإمارات العربية المتحدة أن سقوط أي شخص بريء يعد «خرقا كبيرا»، وأعربت عن رفضها العلني للهجمات وهو رفض نادر من قبل عضو في مجلس الوزراء. تصريحات مشهور، وهي من الناشطين الكبار الذين شاركوا في الاحتجاجات الشاملة التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح قبل عام، تعكس القلق العام المتزايد بشأن الضربات وبلغت إلى حد الانتقادات النادرة من داخل الحكومة اليمنية نفسها. لم تعلق الولاياتالمتحدة مطلقا على هجمات الطائرات بدون طيار، والتي تستخدم لمطاردة المسلحين في اليمن منذ سنوات. الحكومة اليمنية سمحت لمثل هذه الضربات الجوية ولكن عادة لا تعلق على دور الولاياتالمتحدة في حوادث محددة. وعند ما طلب من مشهور موقفا من الضربات لم تحدد الضربات التي استهدفت المدنيين. ولكنها قالت «أنا أؤيد تغيير إستراتيجية مكافحة الإرهاب وأعتقد أن هناك استراتيجيات أكثر فعالية». وقالت على هامش اجتماع للأمم المتحدة بشأن اليمن في دبي «نحن ملتزمون بمحاربة الإرهاب ولكننا ندعو إلى تغيير الوسائل والإستراتيجيات»، وأضافت «يمكن تطبيق هذه الوسائل والاستراتيجيات على أرض الواقع دون إصابة المدنيين ودون أن يؤدي ذلك إلى انتهاكات حقوق الإنسان». ومنذ هجمات ال11 من سبتمبر على الولاياتالمتحدة، زادت واشنطن من مساعدتها لليمن في مجال مكافحة القاعدة في المنطقة، حيث زاد نفوذها خلال الانتفاضة التي شهدتها اليمن ضد الرئيس السابق علي صالح. وأضافت الجاريان البريطانية أن الحكومات الغربية تعتبر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أكثر الأجنحة نشاطاً، وخطورة من بقية الأجنحة التي أسسها أسامة بن لادن في بقية المناطق، حيث حاول مهاجمة المصالح الأميركية عدة مرات. وجاء في تسريبات للبرقيات الدبلوماسية الأمريكية إن صالح وافق في عام 2009 على الحرب الأمريكية السرية على متشددين إسلاميين وأن اليمن قبلت تحمل المسئولية عن هذه الهجمات. وأضافت الصحيفة أن عبدربه منصور هادي تحدث علنا عن هذه الهجمات عند زيارته للولايات المتحدة، وقد أشاد به السفير الأمريكي في صنعاء وقال أنه يتعاون مع الأمريكيين في مجال مكافحة الإرهاب. مشهور قالت إنها أيضا تريد أن ترى محاكمة عادلة لأي شخص يشتبه في تورطه «في نشاطات إرهابية». وأضافت مشهور بالقول أن هذه هي الفكرة لدينا، للقيام بذلك من خلال القضاء، ولكن الولاياتالمتحدة قالت إنها في حرب مفتوحة مع القاعدة وأعلنت القاعدة أمريكا كعدو لها. وقالت مشهور «كل ما ندعو إليه هو العدالة والاعتماد على القواعد الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وأن نكون صادقين في التزاماتنا في أن يجد المتشددون محاكمة عادلة». المصدر: الجارديان البريطانية