عاش عبد الله محمد عبدالله في زنجبار عاصمة محافظة أبين اليمنية كامل حياته، لكن بعد اندلاع القتال بين الجيش وعناصر أنصار الشريعة في وقت سابق من عام 2011 سيطر تنظيم القاعدة على أجزاء واسعة من المدينة، فر بعدها السيد عبدالله من القتال مع عائلته إلى لودر أولاً ثم إلى عدن العاصمة التجارية للبلاد. اليوم يعيش المدرس السابق مع عائلته المكونة من 6 أفراد في فصول مدرسة ابتدائية في حي خور مكسر في المدينة، وعلى الرغم من أن الميليشيات المحلية، والمعروفة باسم اللجان الشعبية، أخرجت جماعة أنصار الشريعة من أبين بدعم من الجيش اليمني في العام الماضي فإن السيد عبدالله لا يخطط للعودة، ففي مدينة عدن يجدون ما يغطي رؤوسهم من البرد على الأقل. يقول السيد عبدالله «دمر بيتي، ولا يوجد هناك كهرباء ولا ماء ولا مدارس لأطفالي وقد دمرت حياتنا بأكملها»، وهذا هو السبب الكافي للبقاء في عدن. أزمة أبين هي مجرد حلقة في سلسلة من الأزمات الإنسانية التي تمر بها اليمن في السنوات الأخيرة، حيث أن هناك أكثر من 100,000 ألف شخص لاجئ بلا مأوى بسبب القتال الذي دار بين الحكومة والمتمردين الشيعة في محافظة صعدة الشمالية بين عامي 2004 و 2010و لا يزالون يعيشون في منازل مؤقتة في منطقة حرض الشمالية وما يبقيهم على قيد الحياة هي المساعدات التي تقدمها وكالات التنمية. وفقا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن أكثر من 320،000 شخص نزحوا بسبب القتال الذي دار في أبين في عام 2011 و 2012، ويقول عمال الإغاثة الذي زاروا المدينة أن زنجبار عبارة عن قذيفة إذ لا توجد خدمات أساسية في المدينة والجهود التي بذلتها الحكومة تعتبر ضئيلة أو منعدمة في توفير الأمن، ويقول عمال الإغاثة الذين زاروا المدينة، لا توجد خدمات أساسية والحكومة تلعب دورا ضئيلاً أو معدوماً في توفير الأمن. بدلا من ذلك، يقوم فتية مسلحين برشاشات من قبل لجان شعبية بدوريات في شوارع المدينة. كان الناس في أبين قبل اندلاع القتال فقراء أما الآن فليس لديهم أي شي وليس هناك طريقة لكسب لقمة العيش. ثم إن هناك لاجئين ومهاجرين لأسباب اقتصادية من دول إفريقية لا يزالون يتوافدون إلى اليمن بأعداد كبيرة هربا من الحرب والقمع والمجاعة في بلدانهم.حيث وصل حوالي , 000107 شخص إلى اليمن من الصومال وإثيوبيا وأماكن أخرى في منطقة القرن الأفريقي في عام 2012 - وهو رقم قياسي. ويقول مريام وات مدير برنامج التنمية ووكالة الإغاثة الأمريكية التي تعمل من أجل اللاجئين والمهاجرين إلى اليمن أنهم لاحظوا زيادة في عدد الأشخاص القادمين من القرن الإفريقي إلى اليمن. أمينة هي واحدة من هؤلاء المهاجرين الذي قدموا إلى اليمن في أوائل عام 2012 ، تأمل في الحصول على حياة أفضل من تلك التي كانت تعيشها في الصومال، حيث انتهى بها الأمر إلى العمل في أحد المطاعم في حي البساتين "مقديشو الصغيرة" ثم عملت كخادمة وتزوجت من رجل صومالي على أمل أن يساعدها في إعالة أطفالها الخمسة لكنه تركها بعد فترة وجيزة بعد أن حملت منه بحجة أنه غير قادر على إعالتها وجميع أفراد الأسرة. أمينة تقول إن العمل في المنازل كخادمة أصبح منعدما وتعيش مع أطفالها في غرفة مقسمة بجدران خشبية رقيقة في منزل تتشارك فيه مع ثلاث عائلات أخرى .وتضيف أمينة أنهم كانوا يأملون في عيش أفضل هنا لكن الحال أسوء من الصومال حسب قول أمينة. يعتبر الفقر المدقع التي تعاني منه اليمن منذ عقود أكبر مشكلة تواجه البلد، أكثر من نصف عدد السكان يعيشون تحت خط الفقر ويرجع ذالك إلى سبب سوء الإدارة الاقتصادية التي انتهجتها الحكومات السابقة، الأممالمتحدة ترى أن أكثر من نصف عدد السكان يعيشون على 2 دولار يوميا أو أقل. في عام 2011، خرج المتظاهرون إلى الشوارع مطالبين باستقالة الرئيس السابق علي عبد الله صالح في انتفاضة سلمية، لكن بعض الفصائل من النخب السياسية في البلاد وكذالك القبلية أرادت تحويل الانتفاضة السلمية إلى صراع قبيح على السلطة والذي بدوره وضع البلاد على شفا حرب أهلية، والخاسر الأكثر في ذالك هو الاقتصاد والناس الأكثر فقرا في اليمن.وكالات الإغاثة بدأت بإطلاق تحذيرات من مجاعة،وكذلك سوء تغذية لدى الأطفال وصلت إلى معدلات قابلة مقارنتها بأفغانستان. الأممالمتحدة قالت أن أكثر من نصف عدد السكان - بحاجة الآن إلى نوع من المساعدة الإنسانية. وأضافت أن هناك صعوبة في الحصول على فرص عمل للشباب اليمني والذي تقدر نسبة البطالة بينهم حوالي 6070%. فعند ما سيطر أنصار الشريعة على أبين، كان ذالك بمساعدة شباب يبحثون عن عمل وأجر وأن ذالك يمكن أن يحدث في حال لم تحل مشاكلهم. تنفق صنعاء بالفعل 80 في المائة من ميزانيتها على الرواتب والإعانات وستجد صعوبة في توفير عجز الميزانية المتوقع لعام 2013. ولا يمكن للحكومة أن تتحمل إيجاد فرص عمل جديدة. بدورهم تعهد المانحون الدوليون ب8 مليار دولار تقريبا في تمويل مشاريع البنية التحتية في اليمن، لكن عام 2014 سيأتي قبل أن يكون لها تأثير على الاقتصاد. مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يريد جمع مبلغ 716مليون دولار كمساعدات لعام 2013. مع الأزمة السورية الأكثر تعقيدا يبدوا أن عام 2013 سوف يكون عاما صعبا آخر للفقراء في اليمن. المصدر: فيننشال تايمز البريطانية