سلطان البركاني، صادق الأحمر، عارف الزوكا، عبد الله صعتر، يحيى الحوثي، وهلم جراً، سيجتمعون على طاولة واحد اسمها "الحوار الوطني" ليتهم يفهمون أن هؤلاء هم أساس المشكلة، وهم مصيبة اليمن. حين تعصف بناالمحن من كل جانب، عليك أن تتذكر أن وراء ذلك إما مسؤولاً نافذاً أو شيخاً نافذاً أو تاجر سلاح، أو ضابط في الجيش برتبة عقيد و ما فوق. اليوم، يجلس هؤلاء على طاولة الحوار في اليوم الذي سفكت فيه دماء الشهداء، لا أدري كيف تم اختيار هذا اليوم، هل هو بعناية، من أجل أن يتذكر المتحاورون دماء الشهداء ويبدؤون بفتح صفحة جديدة، أم أنهم يريدون دفن قضية دماء وآلام وآهات نزفت منذ أكثر من عامين. شهداء "جمعة الكرامة" أمانة في أعناقكم، يدرك اللواء الأحمر، من قتلهم بالضبط، ويدرك الرئيس السابق من خطط لها ومن نفذ، أما الثوار فهم على وعي كامل بمن سقط وجرح، وبمن بكاء وتباكى، وبمن تألم وحزن، ومن فرح وسعد. ما زلت أتذكر الشيخ صادق حين دلف إلى ساحة التغيير برفقة من أصحابه المدججين بالسلاح وهتف بأعلى صوته أنه مع الثوار ومع بناء الدولة المدنية.. أما زال الرجل يتذكر ذلك، وماذا بإمكانه الآن أن يقدم من حلول لبناء هذه الدولة، وعقلية "الحاشدي" مشحونة بالعنف وحمل السلاح. كيف لنا أن نتوقع نجاح الحوار و (فم) البركاني لا يخرس ولو لثانية واحدة، وإصراره على العناد مستمر، كيف يمكن لهذه العقلية إقناعها بأن اليمن لم يعد بحاجة إلى الكبرياء والعناد، وأن بلادنا بحاجة إلى تقديم حلول ناجعة لا (نعيق) وبس. الحوثي القادم من ألمانيا، ما الذي سيقدم لنا، هل سيحاول نقل تجربة ألمانيا ونهضتها العلمية ليتم تبنيها في مؤتمر الحوار، أم ماذا؟ وحدهم الجنوبيون من يغردون بعيداً، لا يريدون حواراً ولا وحدة، يريدون العودة إلى وطنهم المفقود كما يقولون، لا أدري كيف سيتم عقد المؤتمر دون هؤلاء ودون معالجة قضيتهم! لا أريد أن أكون متشائماً، في ظل التحضيرات الواسعة والكبيرة لمؤتمر الحوار، ولدي قناعة كبيرة بأن الحوار هو المخرج الوحيد لحل كافة مشاكل اليمن، لكن حين يكون حواراً صافياً ، سبقته تهيئة وأجواء حقيقية لنجاحه.. تعرفون بالضبط كيف هي الآن الأجواء قبل انعقاد المؤتمر. اليوم سيجتمع الجميع هنا في صنعاء، وليس لدينا معرفة كافية ما الذي سيناقشونه بالضبط، هل الدولة المدنية الحديثة، هل الوضع الاقتصادي،هل سيناقشون وضع رياضتنا المتردية، أم الوضع السياحي، أم السلاح المنتشر في كل زنقة ودار ودار؟ لا تقل لي يا صديقي أنهم سيناقشون شكل الدولة الحديثة، أو نظام الحكم، وكيفية إصلاح الأوضاع الأمنية.. ومواجهة الجماعات المتطرفة، أو كيفية مواجهة انتهاك السيادة الوطنية ووضع حد لعبث الطائرات الأمريكية بدون طيار. لا أعتقد أن هؤلاء المتحاورين سيكون همهم المشترك الأول والأخير هو الوطن.. الوطني وحسب، وأظن أننا سنشاهد أكثر من مشهد ساخن في جلسات الحوار المرتقب.