سادت حالة من الهدوء النسبي الحذر في مدينة تعزجنوب اليمن منذ مغرب الأحد بعد أربعة أيام من القصف العنيف على أحياء سكنية من قبل القوات الموالية لصالح. وأفادت مصادر محلية بأن المسلحين التابعين للقبائل الموالية للثورة انسحبوا من حي المرور ومواقع أخرى في المدخل الغربي للمدينة، فيما لا تزال القوات الموالية لصالح في مواقعها. وأفاد عدد من المارين بحي المرور أن القوات الموالية لصالح استحدثت نقطتين عسكريتين بحي المرور بعد انسحاب المسلحين، وأنها تقوم بالتفتيش بشكل دقيق للمارة والمركبات، ويوجه أفراد النقطة كثيرا من الأسئلة للركاب، فيما يقومون بالتحقيق مع المارة. وكانت عددا من الدبابات والمصفحات التابعة للواء "33" مدرع والحرس الجمهوري قد انسحبت من حي الحصب، فيما لا زال عددا من البلاطجة وجنود بزي مدني متمركزين في بعض المواقع. وأفاد شهود عيان بأن ثلاث سيارات محملة بالأسلحة دخلت ظهر اليوم إلى السجن المركزي الواقع على خط الضباب غرب المدينة، وأن عددا من البلاطجة المسلحين ينتشرون في المنطقة المحيطة بالسجن. وكانت عددا من النقاط العسكرية التابعة للقوات الموالية لصالح بالقرب من القصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي قد توقفت عن تفتيش المركبات خلال فترة النهار، فيما عاودت التفتيش منذ المغرب. وجاءت التهدئة بين الطرفين في ظل أنباء عن اعتزام عددا من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي زيارة مدينة تعز يوم غد. وكانت لجنة عسكرية مكونة من ستة أفراد مناصفة بين وزارة الدفاع والفرقة الأولى مدرع قد وصلت تعز، بهدف مساعدة لجنة التهدئة أو القيام بالتهدئة في حال فشل اتفاق التهدئة الحالي حسب مصادر مقربة من اللجنة. وكانت لجنة التهدئة بمحافظة تعز قد وقعت يوم أمس على اتفاقا للتهدئة بين القوات الموالية لصالح والقبائل الموالية للثورة، والذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ من الثانية بعد ظهر أمس، إلا أن القصف أستمر حتى ما قبل مغرب اليوم. وكان الطيران الحربي قد حلق صباح اليوم على أحياء غرب المدينة وقرى غرب المحافظة، في الوقت الذي تعرضت فيه قرى تابعة لمديرية موزع لقصف صاروخي من معسكر خالد. وأفادت مصادر محلية بأن القصف جاء بعد كمين نصبته قبائل من مديرية الوازعية لشحنة أسلحة كانت متجهة من معسكر خالد إلى مدينة تعز، وأسفرت عن إصابة الرائد صالح قطينة المكلف بإيصال الشحنة إلى تعز. وسقط اليوم شهيدين جراء قصف القوات الموالية لصالح على عدد من الأحياء السكنية في مدينة تعز، حيث سقطت شهيدة في حي بير باشا فجر اليوم تدعى "فوزية عبد الله عبده"، لم يتمكن ذويها من إسعافها بعد إصابتها في كتفها بطلق ناري من سلاح متوسط، فيما أستشهد الشاب إبراهيم عبده ناجي "17" عاما في حي الحصب جراء إصابته في القصف الذي تعرض له الحي صباح اليوم. وعثر اليوم على جثة متعفنة في مسجد الأنصار بحي الحصب لشخص يدعى "محمد قاسم مرشد الغزالي"، والذي أفادت مصادر محلية بأنه تعرض للنزيف حتى الموت نتيجة رفض القوات الموالية لصالح إسعافه أو نقل جثته، وظل في فناء المسجد لمدة ثلاث أيام. وأفادت مصادر محلية بأن طفلة تدعى "رهف خالد اليوسفي" في الشهر الثاني من عمرها توفت اليوم في حي الحصب، متأثرة بدخان القذائف ولم يتمكن أهلها من إسعافها بسبب الحصار المفروض على الحي. وتعرض عصر اليوم مستشفى فلسطين في حي المرور للنهب من قبل بلاطجة وجنود مواليين للنظام، وأفاد شهود عيان بأن كثير من محتويات المستشفى قد نهبت، وتعرض البعض الأخر للتحطيم. وفيما تفيد أنباء بأن عددا من المرافق والمكاتب الحكومية قد تتعرض للنهب من قبل شخصيات محسوبة على النظام، أفادت مصادر بأن توجيهات عليا صدرت بسحب وإفراغ كافة محتويات مديرية أمن محافظة تعز ومخازنها من مختلف أنواع العتاد والسلاح ونقلها إلى معسكر الحرس الجمهوري بالجند، وتفيد هذه المصادر بأن عملية النقل بدأت منذ عصر اليوم. من جانب أخر بدت مؤشرات خطيرة تظهر في مدينة تعز وبالذات في الأحياء الغربية من المدينة التي تتعرض للقصف والحصار منذ أربعة أيام، تتمثل في اختفاء المياه الصالحة للشرب من معظم البقالات، حيث أفاد شهود عيان بأن المواطنين بدوا يصطفون في طوابير أمام المحال والبقالات التي تتوفر فيها المياه، وذلك جراء منع سيارات توزيع المياه من الدخول بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الموالية لصالح من جهة واشتداد القصف من جهة أخرى. وشكا مواطنون يقطنون أحياء المرور والحصب وبئر باشا من عدم توفر الخبز في كثير من المخابز نتيجة قطع الطرقات والشوارع، ما تسبب في نفاذ المواد الأساسية لصناعة الخبز من المخابز. ميدانيا شهدت مدينة تعز صباح الأحد مسيرة حاشدة نددت باستمرار القصف على الأحياء السكنية من قبل القوات الموالية لصالح. وجابت المسيرة عددا من شوارع المدينة وعادت إلى ساحة الحرية، ردد المتظاهرون خلالها هتافات منددة بأعمال العنف والقتل الذي تمارسه قوات صالح على الأحياء السكنية، مطالبين بإحالة ملف صالح ونظامه إلى محكمة الجنايات الدولية. وكانت قد انطلقت مسيرات حاشدة في مدينة هجدة ومناطق من مديرية مقبنة متجهة إلى مدينة البرح الواقعة على خط تعزالحديدة لمنع مرور تعزيزات عسكرية وجنود من معسكر خالد غلى مدينة تعز.