في صعدة تختلط أوراق الجماعة السلفية وتجار الحروب وهذه الجماعة نافذة في السلطة وقضية اختطاف وقتل الأطباء الألمان لن تظل غامضة خاصة وأن عملية الخطف كانت استدراجية. لأن ليس من المعقول أن يتحرك الألمان مع شخصا غير معروف كيف سيذهبون معه من داخل المدينة إلى قرى خارج المدينة؟ وأن كانت عملية اختطافهم تمت بقوة السلاح فرضا وتم إجبار البعثة بالاتجاه جبرا إلى طرق معينة بسيارتهم المعروفة فكيف تم اجتياز النقاط العسكرية والمواقع التي تحيد بالمدينة من كافة الاتجاهات!!؟؟ السلطة على لسان وزير الداخلية اتهمت الحوثيين مباشرة تماماً مثل ما حصل عند تفجير مسجد بن سلمان ومن نفس الشخص الذي كان حينها محافظ لصعدة واليوم وزيراً للداخلية. الحوثيون ليس من صالحهم اختطاف أي شخص له علاقة بألمانيا ناهيك عن عدد تسعة أطباء لأن يحيى بدر الدين الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي يعيش لاجئا في ألمانيا، علاوة إلى أن الأفكار التي يتبناها الحوثيين ترفض رفضا قاطعا لمثل هذه الممارسات ولا تجيز قتل النصارى من أي جنسية كانت. بينما تنظيم القاعدة الذي ينحدر من الفكر السلفي المتوغل في صعدة بقوة نفوذ السلطة والقيادات العسكرية التي تؤيد هذا الفكر وتكن العداء للأفكار الحوثية وتحارب الحوثيين بناء على طلب العلماء السلفية الذين يكفرون الحوثيين والذين يحضون بالإذلال الأمريكي كونهم يعادون الشيعة ويواجهون المد الإيراني في اليمن مقابل التعمق السعودي في القرار السياسي في اليمن والذين يجيزون قتل النصارى تحت أي مبرر ولا يستنكرون أي جرائم يتم تنفيذها من قبل تنظيم القاعدة الذي يحظى هو الأخر بعلاقات قوية مع شخصيات قريبة جدا من مراكز القرار في بيت الحاكم اليمني. فقد وقعت عملية الاختطاف من داخل مدينة صعدة وبدون شك والمدينة تحت قبضة السلطة بمعسكراتها ومن كافة الاتجاهات تتواجد معسكرات السلطة. بكثافة فمثلا لا يمكن لك أن تصل إلى منطقة ضحيان إلا بعد عبورك من 11 نقطة عسكرية في مسافة لا تزيد عن 19 كيلو مترات تقريبا ولا يمكن لك أن تصل صعدة بعد مرورك من منطقة حرف سفيان إلا بعد عبورك 27 نقطة عسكرية ولا يمكن الوصول إلى مشارف مران إلا بعد عبورك أكثر من 9 نقاط عسكرية غير المعسكرات المدعمة بالمنجزرات والمنتشرة في أرجاء المنطقة التي تحيط وتحصن مدينة صعدة علاوة إلى جيش جرار من المخبرين من مناطق القبائل الذي مشائخهم يأيدون الفكر السلفي وعلى علاقة وطيدة بالسلطة وبعضهم يستلمون رواتب شهرية فعملية مثل هذه لا يمكن أن تتم بدون تواطئ النقاط العسكرية. منطقة نشور ومران لم يعد الحوثيين يسكنون فيها بعد أن تدمرت المنازل وهاجر سكانها إلى منطقة النقعة للعيش فيها والمنطقة التي تم قذف الجثث فيها منطقة عكوان شعب مدارة بجانب موقع عسكري يسمى موقع القواري وهي أراضي تتبع قبائل النائب البرلماني عثمان مجلي وقالت مصادر من صعدة أن السيارة التي رمت بالجثث مرت بسلام وهي سيارة نوع فيتارا والتي لم يتم اعتراضها ولم تعلق السلطة حتى الآن على ما وردته تلك المصادر. ارتباك الأجهزة الأمنية السلطة هي المسئول الأول والأخير في الجريمة التي ارتكبت في حق الأطباء سوى نفذتها عناصر تتبع تنظيم القاعدة أو تتبع الحوثيين وعلى عاتقها تقع مسئولية تقديم الأدلة الدامغة على الجهات التي تتهمها. وقد سارعت الأجهزة الأمنية باتهام الحوثيين بسرعة البرق مثل ما حصل في عملية تفجير مسجد بن سلمان ما أسفر إشعال الحرب الخامسة وحتى الآن لم تقدم السلطة أدلة على تورط الحوثيين في تفجير المسجد ومثله ترغب أن تمرر قضية قتل الأطباء بدون أدلة أكيدة على اتهامها وعملية أن الأجهزة الأمنية تقوم باتهام جهات معينة بدون دليل يؤدي اتهامها وعملية أن الأجهزة الأمنية تقوم باتهام جهات معينة بدون دليل يؤدي اتهامها صرف الأنظار عن الجاني الحقيقي وهذا الأسلوب يعتبر تضليل للرأي العام وللدولة التي هي ولية دماء المختطفين ومثل هذا الأمر لا يليق بالسلطة بحكم أنها تمثل دولة ويفترض على السلطات الأمنية أن لا تستمر في اتهامها التدخلات السياسية والصراعات الطائفية الدائرة في صعدة من أجل إرضاء قيادات أو تمتين علاقات مصلحية على حساب الدم الألماني والكوري. وكان المفترض على السلطات الأمنية أن تستفز مخبريها وأتباعها وتقدم للرأي العام والإعلام تقرير عن جهودها ورصدها وتتبعاتها والنتائج التي توصلت إليها ولكن كل ما قامت به هو بث نفس الأسطوانة المشروخة في توجيه التهم لجهات هي تعاديها مما يفقدها مصداقيتها ويصرف الوثوق بما تورده ولا يتم الركون عليها وهذا أمر معيب. باقي المخطوفين بخير وقالت مصادر مقربة من الأجهزة الاستخباراتية رفضت ذكر اسمها أن باقي المخطوفين من الألمان ما زالو على قيد الحياة معللة بقولها بأن لو كان تم القضاء عليهم لكان تم قذف جثثهم وتفرق الخاطفين حتى يسهل تخفيهم عن أنظار الأجهزة الأمنية ولكن عدم ظهور جثثهم دليل على أنهم ما زالوا أحياء وأضافت تلك المصادر العالمة لأسلوب عمل تنظيم القاعدة موضحة أن البدء في قتل عدد ثلاثة من المجموعة هو أسلوب يتبعه التنظيم في أي عملية اختطاف ليؤكد على جدية القتل إذ لم تنفذ مطالبه وهذا الأمر سبق وأن تم إتباعه من أبو الحسن المحضار في عام 96 حين قام بعملية اختطاف الأمريكان في أبين وتحصن بهم قرب جبال محافظة شبوة وحين ضغطت القوات الأمنية حصارها عليهم قاموا بقتل عدد ثلاثة أشخاص منهم وسهل تنقلهم بعد ذلك إلى أعلى المرتفعات الجبلية ولم يتم القبض عليهم وتحرير السواح إلا بواسطة الحيلة، ورغم أن حتى الآن لا يوجد تأكيد على أن القاعدة هو من قام بالعملية إلا أن تلك المصادر أكدت أن الأسلوب المتبع هو أسلوب تنظيم القاعدة الذي له عدد من السجناء يرغب في إطلاق سراحهم وإصدار أحكام مخففة على مجموعة أخرى هي رهن المحاكمة ومن وسائل هذا التنظيم بث الرعب والإرهاب قبل البدء في الحوار مع أي قضية يرغب أن يحاور فيها الدولة مثل ضرب الصواريخ على المنشأة النفطية قبل محاكمة جمال البدوي بأسبوعين وكذلك عند محاكمة أحمد البنا وأكدت تلك المصادر أن الأمر سينكشف في القريب العاكل مؤكدة على سلامة الأسرة الألمانية من القتل. استحالة الانسجام بين القاعدة والحوثيين السلطة في بداية الأمر اتهمت الحوثيين بعملية الخطف بمفردهم وحين اتهمت مصادر ألمانية تنظيم القاعدة قامت بعض وسائل الإعلام المقربة من الحكومة والتابعة لقيادات عسكرية تتقرب منها قيادات القاعدة وتثق بها بالترويج بالإشارة إلى وجود تعاون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة. لكن جهات سياسية ومحللين أكدوا على استحالة ذلك الانسجام حتى وأن أصاب الحوثيين الغباء المدقع وقالت تلك الجهات في تحليلاتها أن الحوثيين لا يسمون أنفسهم تنظيم بل يسمون أنفسهم جماعة الحوثي وهم لهم أرض وحدود وعنوان بينما تنظيم القاعدة لا عنوان له ولا أرض محددة وهو بحكم المشرد الطريد علاوة إلى التنافر الفكري واستهداف كل واحد منهم للأخر عطفاً إلى أن من تثق به قيادات القاعدة من الشخصيات العسكرية والذي تعامل مع جيلها الأول لا تثق به القيادات الحوثية وتنفر منه وهو يستهدفها ويضاف إلى ذلك أن القاعدة صاحبة سوابق في قتل واختطاف واستهداف السواح ودائما يكون رد فعلها واحتجاجها على محاكمة اتباعها بالتفجير أو الاختطاف بينما الحوثيين لهم عدد كبير من السجناء يفوق ضعفين عدد سجناء القاعدة ودائما تلجأ إلى وسائل الإعلام والاعتصامات أمام مبنى رئاسة الوزراء بواسطة أهالي أسر السجناء كذلك أن القاعدة تتواجد عبر نفوذها في مفاصل الحكم ولها نفوذ في قوات الجيش والأجهزة الأمنية بينما الحوثيين من يتعاطف معهم من السلطة يكون مصيره العزل وعلى سبيل المثال عزل عبد القادر هلال وقصة بنت الصحن وسجن الوسطاء بين الحوثيين والسلطة وذلك جراء الإخلاص لنفوذ السعودي الذي يستحسن أبادت الحوثيين والفكر الزيدي في اليمن والذي يمثل ثلث سكان اليمن بينما وسطاء القاعدة لم يتعرضون لسجن والمسائلة وأغلبهم مشائخ وقادة عسكريين تربطهم علاقة جيدة بالسعودية بينما الحوثيين علاقاتهم بالسعودية مكسرة. وأفادت مصادر من صعدة أن عملية إخفاء الأسرة الألمانية في قرى ومديريات صعدة عملية صعبة وسرعان ما تنكشف.