تترجم الجماعات المتشددة في مصر انزعاجها من كشف حقيقة ازدواجية خطابها السياسي والإعلامي بالاعتداء على حملة شبابية بمدينة الاسكندرية تعرض أشرطة فيديو تظهر قادة إسلاميين يتحدثون بطريقة تخالف تعهداتهم السابقة. أُصيب عدد غير معلوم، مساء السبت، في اشتباكات بين مواطنين ومنتمين للقوى المدنية وبين متشدِّدين إسلاميين بمحافظة الاسكندرية الساحلية. وأبلغت مصادر متطابقة بالمدينة المصرية الساحلية يونايتد برس انترناشونال بأن عدداً غير محدَّد أُصيبوا بإصابات مختلفة بسبب هجوم شنه متشدِّدون إسلاميون على مجموعة من النشطاء المنتمين للقوى المدنية كانوا يعرضون مقاطع من برامج يظهر فيها قادة إسلاميون يتحدثون بطريقة تخالف تعهداتهم للرأي العام قبل وصولهم إلى الحُكم والتي عرضها أولئك النشطاء ضمن حملة تُعرف بإسم "كاذبون بإسم الدين". وطبقاً للمصادر فإن فتيات كنّ يشاركن بالحملة، التي تجري على رصيف أحد الشوارع الرئيسية بمنطقة الرمل، تم الاعتداء عليهن بالضرب ما أثار حفيظة عدد من سكان منطقة "أبو سليمان" فتدخلوا لصالح المشاركين في الحملة وهاجموا المتشددين. وأضاف ان دائرة المواجهة بين الجانبين بدأت تتسع بانضمام أعداد جديدة من شوارع "الترعة" و"الفالوجا" و"العشرين" ومن حي "محرم بك". وكان محيط محكمة الاستئناف بالإسكندرية شهد اشتباكات عنيفة أمس بين أهالي قتلى قضوا خلال أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 "التي أطاحت بالنظام السابق" وبين مجهولين هاجموهم بهدف فض تجمهرهم أمام المحكمة التي كانت تنظر محاكمة عدد من العناصر الأمنية متهمين بقتل أبنائهم. وتمثِّل منطقة "الرمل" بالإسكندرية مركز جذب انتخابي لكثافتها السكانية العالية حيث يتنافس عليها التيارات المدنية والتيار السلفي. يشار إلى أن شباب ثورة 25 يناير التي اطاحت بنظام حسني مبارك يرون أن الإسلاميين غيروا من خطاباتهم السياسية وتخلوا عن الكثير منها بعد وصولهم إلى السلطة. وكان أبرز حدث خلال الأسبوع الماضي عندما اعيد إذاعة مقطع فيديو على موقع اليوتوب يظهر فيه تناقض في موقف الرئيس المصري محمد مرسي من "إسرائيل"، حسب ما يرى مراقبون. وكانت واشنطن قد أدانت بشدة تصريحات للرئيس الإخواني محمد مرسي عندما كان قياديا في جماعة الإخوان بخصوص "إسرائيل" وطالبته صراحة بالتبرؤ منها. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنها حصلت على فيديو لخطاب ألقاه مرسي عام 2010 حث فيه المصريين على إرضاع أبنائهم وأحفادهم "كراهية اليهود والصهاينة". وعقب ذلك صدر تصريحان عن السلطات المصرية قالت في أولهما إن التعليقات انتزعت من سياقها وأكدت التزام مرسي بالاحترام الكامل للأديان وحرية الاعتقاد والعبادة. وقال التصريح الثاني إن الحكومة المصرية ترفض جميع أشكال التمييز والتحريض على العنف أو العداء على أساس الدين. وبدا أن هذا التصريح أرضى الولاياتالمتحدة بعض الشيء لكن ما زالت لديها مخاوف. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين "هذا التصريح كان خطوة أولى مهمة لتوضيح أن ذلك النوع من التعليقات الهجومية التي رأيناها في 2010 غير مقبولة وغير مثمرة وينبغي ألا تكون جزءا من مصر ديمقراطية".