تمكنت لجنة الوساطة الرئاسية، التي نزلت، أمس، إلى محافظة عمران، من إيقاف الاقتتال الداخلي في "حاشد" والدائر بين قبائل موالية ل"آل الأحمر" وأخرى موالية لجماعة "الحوثي"، في الوقت الذي وقعت فيه قبيلة "عذر" صلحاً لوقف الاقتتال لمدة سنة. وتتكون اللجنة كلا من محافظ عمران محمد حسن دماج، وعضوي مجلس الشورى الشيخ كهلان أبو شوارب، والشيخ فيصل عبدالله مناع، وعضو مجلس النواب الشيخ بكيل ناجي الصوفي، والشيخ قاسم قبيظة، والشيخ محمد عبدالله بدر الدين، والشيخ صالح محمد عيشان، وكيل محافظة عمران. وقال ل"الأولى" مصدر قبلي في منطقة "العصيمات"، إن لجنة الوساطة وصلت بعد عصر أمس، إلى "سوق الخميس"، ومن ثم توزعت المهام في ما بينها. وأوضح أن كلا من الشيخ كهلان أبو شوارب، والشيخ وليد شويط، والشيخ علي عبدالله الفحاحي، وعبدالخالق شويط، ومبخوت المشرقي، وعادل حمود عاطف، وبكيل الصوفي، وقاسم قبيظة، اتجهوا إلى "قفلة عذر" مع مشائخ آخرين من المنطقة، بينما بقي الشيخ فيصل مناع والشيخ عبدالكريم مناع في منطقة "العصيمات"، وزاروا منطقة "دنان"، حيث وقعت المعارك الأخيرة. وأشار المصدر إلى أن الشيخ فيصل مناع اشترط قبل إجراء أي لقاءات، وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهو ما تم الالتزام به. وتحدث المصدر عن أن مشائخ "العصيمات" أعطوا اللجنة شروطهم، التي تضمنت الصلح لمدة سنة، وعودة الطرفين إلى مواقعهما السابقة قبل وقوع المعارك بينهما. من جانبه، قال ل"الأولى" مصدر في منطقة "عذر"، إن الشيخ مصلح صالح الوروري، والشيخ عسكر أبو كحلى، والشيخ الفايزي، ويحيى غالب المسعود، ومشائخ من منطقة "ذو غيثان" و"بني عرجلة"، وصلوا إلى المنطقة، وتوصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين. وقال المصدر إن هؤلاء المشائخ مع مشائخ من لجنة الوساطة الرئاسية، ناقشوا النقاط التي اشترطتها قبائل "العصيمات" لوقف القتال. وبحسب المصدر فإن مطالب قبائل "العصيمات" هي رفع الحوثيين من بلاد "عذر"، ورفع نقاطهم ومواقعهم العسكرية، كون منطقة "عذر" تتبع "حاشد". كما تضمنت المطالب عودة "منهوبات -تقول "العصيمات" إنها- لدى قبائل عذر"، وكذلك "عودة مخفيين قسريا لهم لدى القبيلة". وتحدث المصدر عن أن مشائخ منطقة "عذر" وضعوا مطالبهم لدى قبيلة "العصيمات"، وهي "إعادة 30 سيارة تم نهبها في قطاعات ما بين قاطرة وسيارة وطقم شاص وباص ودراجات نارية، وأسلحة وجنابي". وتضمنت مطالبهم أيضاً "إطلاق أسرى من قبيلة ذو غليس، وهم 3 أشخاص تم اعتقالهم قبل سنتين بتهمة القتل". والمطلب الثالث هو "تسليم مناطق مغتصبة من قبل منطقة العصميات، ومنها منطقة محضة". وطالبت قبائل "عذر" كذلك: ب"حل قضية 30 قتيلاً -تقول القبيلة إنهم- حصيلة خلافاتها مع العصيمات". كما طالبوا بضمان لحق "حرية الفكر والرأي والعقيدة، وتأمين طرق السير بحيث يمر فيها أي شخص". مصدر مطلع آخر نقل ل"الأولى" صيغة صلح وقعته قبيلة "عذر"، وقال المصدر إن صيغة الصلح هذه لم تكتمل بعد حتى توقع قبيلة "العصيمات" عليه. ونصت صيغة الصلح على: " وقع أصحاب عذر على صلح شريف نظيف في الوادي والبادية والكل آمن في سوقه وبيته ومسجده لمدة سنة يتم خلالها وقف فوري لإطلاق النار وتشكيل لجنة لمناقشة وحل ومتابعة القضية ويبقى الكل في متاريسهم، وبخصوص قضية آل الغليسي تم تحكيم اللجنة لمعالجتها". "وقع على عذر الشيخ مصلح الوروري على أن يوقع الشيخ أحمد فايد الدوحمي ضماناً على أهل عذر وحسن الأحمر ضماناً على العصيمات". وتأتي هذه الإجراءات بعد يوم من اقتحام قبائل موالين لجماعة "الحوثي" منطقة "دنان"، وتفجير منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الواقع في نفس المنطقة، وسقوط قتلى وجرحى من الجانبين لم تصدر أية إحصائية رسمية بعددهم. وقال ل"الأولى" مصدر قبلي إن مقاتلي "العصيمات" انسحبوا من "دنان"، وخلفوا وراءهم عدداً من القتلى والجرحى، كما وقع عدد منهم أسرى لدى قبيلة "عذر".