دعا الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة، تقوم على حوار يعالج الإشكالات ويبدّد المخاوف ويؤمّن المصالح المشتركة. وقال إن هذه المبادرة تمثّل «خطوة عملية متقدّمة» تهدف إلى توفير الوقت والجهد، والحؤول دون إفشالها من قِبل «المتضرّرين التابعين لأميركا وإسرائيل». وشدّد قاسم، في خطاب ألقاه الجمعة 19 سبتمبر/ايلول 2025، على ضرورة قلب المعادلة القائمة، بحيث تكون إسرائيل العدو والخطر الحقيقي على الجميع، لا المقاومة. وأكد أن الحوار يجب أن ينطلق من هذا المبدأ، مع تجميد الخلافات الماضية مرحليًا، والتركيز على مواجهة إسرائيل وردعها. وأضاف أن «سلاح المقاومة موجَّه حصراً إلى العدو الإسرائيلي، وليس إلى لبنان أو السعودية أو أي جهة أخرى»، معتبرًا أن الضغط على المقاومة يصب في مصلحة إسرائيل ويعرّض الدول لاحقًا للخطر. وفي السياق نفسه، دعا قاسم إلى إعادة ترتيب العلاقات مع السعودية على قاعدة العداء المشترك لإسرائيل، وعدم الانزلاق إلى الخصومة الداخلية، كما حذّر القوى اللبنانية من تقديم «خدمات مجانية لإسرائيل». وأوضح أن «تجربة المقاومة في مواجهة العدوان وإفشاله، إلى جانب المشاركة في العملية السياسية من خلال انتخاب الرئيس ميشال عون والمساهمة في الحكومات والبرلمان، تعكس حرص الحزب على التعاون الوطني». وأكد قاسم أن الحكومة اللبنانية تتحمّل مسؤولية مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وعليها التفكير بخيارات جديدة، منها مطالبة الجيش بوضع خطة للتحرير في حال اندلاع مواجهة. وأعلن استعداد المقاومة لدعم الجيش «من موقع القوة والاقتدار»، مشددًا على أن جمهور الحزب متمسّك بالسلاح الذي أثبت فعاليته في الردع والتحرير. كما دعا إلى الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها (مايو/أيار 2026)، ووضع ملف الإعمار في صدارة الأولويات إلى جانب مكافحة الفساد. ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة تعمل على عرقلة إعادة الإعمار ضمن سياسة الضغط، مشيرًا إلى أن اللجنة الدولية المشرفة على وقف الأعمال العدائية لم تُلزم إسرائيل بوقف عدوانها، فيما لا يحصل الجيش اللبناني إلا على أسلحة محدودة لإدارة الوضع الداخلي، بينما يُمنع عنه أي سلاح قد يهدد الكيان الإسرائيلي.