وليد سند في صباح 18 سبتمبر/أيلول الجاري، شهدت مدينة تعز جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين، إفتهان المشهري، عندما أُطلقت عليها النار مباشرة أثناء مرورها بسيارتها في جولة سنان، ما أدى إلى استشهادها على الفور. أثارت الحادثة موجة من الغضب والاحتجاجات المحلية، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة. بعد الحادث، باشرت الأجهزة الأمنية حملة ملاحقة سريعة، وأعلنت صباح يوم 24 سبتمبر/أيلول الجاري عن مقتل المشتبه به الرئيسي، محمد صادق المخلافي، خلال اشتباكات مع الحملة الأمنية. وأشارت تقارير محلية إلى وجود ارتباطات محتملة للمشتبه به مع عناصر تُنسب إلى اللواء 170، ما أثار نقاشًا حول مسؤولية بعض التشكيلات العسكرية عن الانفلات الأمني في المدينة. تأتي هذه الجريمة في ظل أزمة أكبر تتعلق ب تجنيد الأطفال واستغلال الشباب القاصر في أعمال العنف. فقد وثّقت منظمات حقوقية أن أطرافًا مختلفة في النزاع وظّفت أطفالًا في مهام قتالية أو كمساندين، بما في ذلك أطفال دون الخامسة عشرة، وهو ما يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي. بعض الروايات غير المؤكدة عن حادثة المشهري تشير إلى احتمال مشاركة شبان صغار في العملية، وهو ما يزيد من خطورة القضية إذا ثبت تجنيدهم بالقوة أو الإغراء. ويُعزى استمرار ظاهرة تجنيد الأطفال إلى عوامل متعددة، منها انهيار مؤسسات الدولة، الفقر والبطالة، ضعف التعليم، واستقطاب الشباب عبر الأيديولوجيا أو المال. وأكدت تقارير الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان أن مئات الأطفال ما زالوا مرتبطين بأطراف النزاع، وأن برامج إعادة التأهيل والتعليم لا تجري بالسرعة الكافية. ويطالب خبراء ومراقبون باتخاذ إجراءات عاجلة تشمل: 1. تحقيق مستقل وشفاف لتحديد هوية جميع المتورطين ومعاقبتهم وفق القانون، مع التحقق من أي تجنيد للأطفال. 2. تعزيز سلطة الدولة والقانون عبر تفكيك شبكات السلاح غير القانونية وإعادة هيكلة التشكيلات العسكرية المتورطة. 3. برامج حماية وتأهيل للأطفال المتحررين من السلاح، تشمل التعليم والرعاية الصحية والنفسية، بدعم أممي ومحلي. 4. حملات توعية ومساءلة مجتمعية لمواجهة ثقافة العنف والتسليح، ودعم اقتصادي للعائلات الفقيرة. وتُعد جريمة اغتيال إفتهان المشهري تذكيرًا بخطورة الانفلات الأمني وضرورة حماية الأطفال والمواطنين، وتشدد على الحاجة إلى جهود وطنية لإيقاف تجنيد الأطفال وتجفيف منابع السلاح غير الشرعي. (المراجع: تقارير محلية عن حادثة اغتيال إفتهان المشهري، وتقارير منظمات حقوق الإنسان والأممالمتحدة عن تجنيد الأطفال في اليمن)