واصلت الزوارق الحربية والدبابات الإسرائيلية، مساء الثلاثاء 28 أكتوبر/تشرين أول 2025 قصف ساحل ومواصي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع تجدد الغارات الجوية على مناطق متفرقة في مدينتي غزة وخان يونس، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار. وأفادت مصادر طبية في مستشفيات القطاع باستشهاد 21 فلسطينياً، بينهم 8 أطفال، وإصابة أكثر من 50 آخرين، جراء الغارات التي استهدفت مناطق متعددة. وأشار مجمع ناصر الطبي إلى استشهاد طفل إثر قصف استهدف شقة سكنية في حي الأمل شمال غربي خان يونس، فيما استشهد ثلاثة آخرون، بينهم طفلة، في غارة على منزل بمنطقة اليرموك وسط غزة. كما أعلنت طواقم الدفاع المدني انتشال جثث أربعة شهداء آخرين من تحت أنقاض منزل لعائلة البنا في حي الصبرة. وتواجه طواقم الإنقاذ صعوبات كبيرة في انتشال المفقودين بسبب استمرار القصف وتحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء القطاع. على الجانب الإسرائيلي، نقلت القناة ال12 عن مسؤول رفيع أن الضربات في غزة تهدف إلى ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار وليس للإضرار به، مضيفاً أن حركة حماس يجب أن تخشى من احتمال عودة الحرب. وأوضحت القناة أن مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغطوا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتجنب ردود فعل مفرطة قد تهدد الهدنة، مقترحين إصدار إنذار أميركي أشد صرامة لحماس. وفي خضم هذه التطورات، أعلنت كتائب القسام تأجيل تسليم جثة أسير إسرائيلي عُثر عليها في نفق بخان يونس، مشيرة إلى أن الخروقات الإسرائيلية تعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين، محذرة من أن أي تصعيد جديد سيؤدي إلى مزيد من التأخير في تسليم الجثث. وتشير التطورات الأخيرة في قطاع غزة إلى هشاشة وقف إطلاق النار، إذ تبرز الخروقات الإسرائيلية المتكررة كعامل رئيسي يفاقم حالة التوتر ويعيق جهود الإغاثة والبحث عن المفقودين. من جهة أخرى، يظهر الموقف الدولي، بين الضغوط الأميركية وادانات بعض الدول كتركيا، تعقيد المشهد السياسي وأهمية دور الوساطات في منع التصعيد. وتبقى قدرة الأطراف على ضبط النفس وتنفيذ الاتفاقات، خصوصاً فيما يتعلق بتبادل الأسرى والجثث، مؤشراً حاسماً على إمكانية استمرار الهدنة، أو على العكس، اندلاع موجة جديدة من العنف في المنطقة.