قد تكون صعدة بوابة للحرب بالوكالة لتصفية الحسابات بين القوى المتصارعة السلطة, لكن هل يقبل أبناء صعدة بأن تكون محافظتهم ساحة للحرب القادمة؟! باعتقادي أن على "أنصار الله" أن يدركوا أن أمراء الصراع على السلطة على محسن وأولاد الأحمر وعلي صالح قد عزموا على خوض حرب قد لا يعرف أحد نهايتها, هذه الحرب سيكون التكفيريون ومن معهم من مليشيات الإصلاح وأولاد الأحمر حاضرين, وسيكون الدعم من الألوية العسكرية في عمران وصعدة والجوف وحجة التابعة للعجوز علي محسن.. سيكون صالح وحلفاؤه حاضرين في المواجهة, والأهم هو الزج بأنصار الله لخوض المواجهة عبر إذكاء صراع طائفي عقائدي. القوى المتصارعة ستكون حاضرة عبر الأشخاص, وعبر الدعم المالي, ولكنها بكل لن تعيش أجواء الحرب والنزوح, فقط تنفرج وتدعم من العاصمة وهي مطمئنة بأن مصالحها لن يطالها اعتداء أو تهديد. فقط الضحايا سيكونون "أنصار الله" في حال تمكنوا من جرهم إلى مربع المواجهة الدامية, وسيكون الأغبياء من التكفيريين ومليشيات الإصلاح وأولاد الأحمر وقود تلك الحرب, فيما شيوخهم في أمان يعيشون في بلدان الخليج, ويتسكعون في شوارع العاصمة والدول العربية والغربية, كل ما يفعلونه هو تقديم المال والسلاح. هي حرب بالوكالة كما هو معروفة, إذ تم إقناع الرياض بأن هناك خطراً يهددها ويتهدد مصالح حلفائها في اليمن, جاء ذلك أثناء زيارة علي محسن وحسين وحميد للرياض التي تم إقناعها بتمويل الحرب على "أنصار الله" وأنهم متحالفون ع التكفيريون في الحرب القادمة. وتقول المصادر: إن آل الأحمر ومعهم عزيز صغير ومجلي, أقنعوا أمراء الرياض بتمويل الحرب, وأن فشلهم في الحروب السابقة في القضاء على "أنصار الله" كان وراءها علي صالح, لكنهم هذه المرة سيحسمون أمر الحرب لصالحهم. وبحسب المصادر فإن التكالب التكفيري مع أولاد الأحمر وعلي محسن وصغير ومجلي نابع من شعورهم بالهزيمة التي تلقونها علي أيدي "أنصار الله" وأنهم حشدوا أنصارهم في عمران ودماج للبدء في جولة جديد من المواجهات, إضافة الى شعورهم بالقلق من التنامي المتزايد والانضمام غير المحدود لأنصار الله, الذين باتوا قوة حقيقية موجودة في الساحة يخشون من أن يكون ذلك على حساب مصالحهم القبلية والتجارية. كما أن التكفيرين يشعرون بأن التمدد والتوسع الكبير لأنصار الله جاء على حساب مناطق يدعون بأنها تابعة لهم, بيد أن انضمام المواطنين لأنصار الله من تلك المناطق جعلهم يعدون العدة لفتنة طائفية تكون دماج مقدمة لها. عزيز صغير ومجلي هما حليفا النظام وباتا خارج اللعبة ولا يمكن لهما العيش والارتزاق إلا عبر افتعال المشاكل والأزمات للحصول على أموال ودعم من الجارة بمسميات مختلفة.