كان ذلك في الاعتصام الرمزي لقادة اللقاء المشترك للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين على خلفية الاعتقالات الأخيرة التي شهدتها المحافظات الجنوبية, خلال الأيام الماضية. حضر الاعتصام برلمانيون وأمناء عموم المشترك وسياسيون وصحفيون وناشطون مدنيون، وبعد قراءة بيان المشترك في افتتاحه؛ ظلت المنصة واجمة لفترة، وحين اعتبر من في القاعة هذا البيان ضعيفاً وغير كافٍ حاول "الآنسي" الخروج من المأزق بادعاء أن سماع البيان مرة واحدة لا تغني عن سماعه مرة أخرى أو قراءته ليتم اكتشاف تفاصيل قوته، لكن القاعة واصلت الاستنكار، ولم تخرج المنصة من المأزق سوى بإعلان الدكتور "نعمان" أن من حق المعتصمين تشكيل لجنة والخروج ببيان خاص بهم كمعتصمين يتجاوزون فيه بيان المشترك، مؤكداً أن هذا الاعتصام مجرد بداية ستلحقها فعاليات أخرى. الاعتصام الرمزي -حسب الإعلان عنه،بدا مرتبكاً بارتباك قيادة المشترك الذي اعتبره بعض الحاضرين إشارة إلى خلافات كثيرة أكدها بيانهم المشترك غير المعبر عن حقيقة مواقف جميع الأحزاب. وحينما طلب "نعمان" من الحاضرين إصدار بيانهم الخاص بدت ملامح "الآنسي" غير راضية عن ذلك، فالآنسي يرى أن من أولويات المشترك خلال الفترة الراهنة إنجاز مشروع إنقاذ وطني "وقد بدأ المشترك بلورته" كي تكون البلاد صالحة لهذا المشروع. ورغم أنه اعتبر الخارجين إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم مظلومين، إلا أنه انتقد من أسماهم أصحاب المشاريع الصغيرة، معتبراً فعالية المشترك -التي لم تتم- في الضالع قد تفوقت على جميع فعالياتهم من حيث حجم المشاركة، وبدت ملامحه غاضبة من استفسارات الحاضرين، ولم يقدم تفسيراً مقنعاً لابتداء البيان بالتنديد بأعمال الشغب، ومطالبة الأجهزة الأمنية بضبط الأمن واستنكار عدم ضبطها لأعمال الشغب. أحد المعتصمين أفاد بأنه مستعد لعرض فيلم تصويري لما حدث في مهرجان المشترك في الضالع الشهر الماضي لإثبات أن من قام بالشغب هم ضباط عسكريون من محافظة إب حملوا شعارات معاديه للمشترك وللوحدة والشماليين وقاموا بمهاجمه المهرجان. وأكد الدكتور "ياسين سعيد نعمان": بأننا أمام منعطف خطير واتجاه يسعى لوأد الهامش الديمقراطي وضربه في هذه اللحظة الحرجة", مشددا على أهمية التمسك بهذا الهامش, معتبرا الاعتصام الرمزي لقيادة المشترك اليوم تعبيراً عن رفض المشترك للاعتقالات السياسية. وأضاف نعمان:ً "أمامنا مراحل طويلة من العمل السياسي والنضالي"،مشيرا إلى أن الاعتقالات التي نفذتها السلطات أخيراً استهدفت قادة اشتراكيين وناشطين في الحركة الاحتجاجية الجنوبية "تعبيراً عن توجه جديد للسلطة بهدف ضرب المشروع السلمي الديمقراطي". وأوضح أن الهدف من الاعتصام هو التمسك بهذا المشروع وإن بدا متواضعاً لكن قيمته في هذا الجو الصاخب وخروج الدبابات أن المشترك يتمسك بالنضال السلمي الديمقراطي. وبحسب مقترح الدكتور "نعمان" شكل المعتصمون لجنة لصياغة بيان يعبر عن رؤية المعتصمين لما يحدث في المحافظات الجنوبية، لكن البيان لم يصدر حتى اللحظة. وكانت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني وقفت يوم أمس أمام الأحداث التي شهدتها عدد من المحافظات الجنوبية مؤكدة أن حملة الاعتقالات العشوائية جاءت في فترة تتصاعد فيها حركة الاحتجاجات السلمية الرافضة للسياسات الرسمية؛ التي تقود البلاد من أزمة إلى أخرى حتى أصبحت تهدد البلد بكارثة محققة لا يعلم عواقبها إلا الله وهو الأمر الذي يؤكد أن الهدف من حملة الاعتقالات هذه هو إرهاب قادة الحركة الاحتجاجية السلمية والحيلولة دون تحولها إلى أداة فاعلة من أجل التغيير السلمي وبلوغ أهدافها بالوسائل السلمية والديمقراطية. وأدانت الأمانة العامة حملة الاعتقالات العشوائية، محملة السلطات الأمنية المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب على هذه الحملة غير القانونية من تداعيات، مطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والكف عن ملاحقتهم وإيذائهم بسبب نشاطهم السياسي. وأضافت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني أن حملة الاعتقالات هذه لا يمكن أن تثني المنخرطين في الاحتجاجات السلمية عن تنظيم فعالياتهم وطرح مطالبهم المشروعة والتعبير عنها وفقاً للحقوق القانونية والدستورية المنظمة لحق التعبير عن الرأي. بالمقارنة بين بيان الأمانة العامة للاشتراكي وبيان المشترك رأى بعض الحاضرين أن المشترك يعاني خلافات حادة بسبب تباين الآراء والمواقف من القضية الجنوبية، وإذا كان الوجوم هو ما بدأ به الاعتصام الرمزي صباح اليوم في مقر الاشتراكي، فإن نهاية الاعتصام لم تكن جيدة هي الأخرى، وبدا أمناء العموم في حيرة من أمرهم،وبانتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمةً.