بدت أزمة العاصمة صنعاء في نهاية اسبوعها الثاني، تأخذ منحنيات من التصاعد نحو المواجهة، التي باتت محتملة، في حال استمرت الأوضاع على نحو مضطرد من التصعيد الحالي. ففي حين هدد الزعيم الحوثي، بمرحلة ثالثة أكثر ايلاما في خطابه المتلفز، الذي بثته قناة المسيرة مساء الثلاثاء الماضي، ظهر الرئيس هادي أمس ملوحا بالدفاع عن العاصمة. و بين خطاب الحوثي و الرئيس هادي، ظهرت رود فعل جديدة لأحزاب سياسية مشاركة في الحكومة، حذرت من استخدام السلاح و اللجوء للقوة كخيار لحل الأزمة، و هو ما ظهر جليا في بيان الحزب الاشتراكي و اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام. انسداد أفق بيانا الاشتراكي و المؤتمر، يحملان دلالة على انسداد الأفق في طريق حلحلة الأزمة في العاصمة، و لجوء الطرفين للتصعيد. و ما يشير إلى ذلك تحريك الحوثي لمسيرة استعراضية جديدة لأتباعه في العاصمة، رافقتها نصب مخيمات جديدة في المنفذ الرابع للعاصمة، حيث نصب معتصمون جدد عددا من المخيمات في منطقة الرحبة القريبة من مطار صنعاء، في المدخل الشرقي للعاصمة. مسيرة الحوثيين التي خرجت أمس الأربعاء، و إن كانت رفعت شعار اسقاط الحكومة، غير أن ما رافقها من نصب مخيمات جديدة، و بالقرب من المطار تحمل دلالات ومؤشرات أن مرحلة جديدة من التصعيد ستشهدها الأيام القادمة. و هو أيضا من يمكن قراءته في خطاب الرئيس هادي، أمس، و الذي هاجم فيه الحوثيين صراحة، مذكرا اياهم بالنكث بعهد عدم مهاجمة عمران. محبطات هذه التطورات، تزامنت مع مغادرة المبعوث الأممي جمال بن عمر العاصمة صنعاء، متجها لنيويورك لتقديم احاطته لمجلس الأمن حول الأوضاع في اليمن، و الذي سيعقد اجتماعا الجمعة القادمة، ضمن اجتماعاته الدورية لتقييم الوضع في اليمن. تصريحات بن عمر، الثلاثاء الماضي، هي الأخرى حملت اشارات أن الوضع في البلاد قد متجه نحو التصعيد، ما لم يتدخل المجتمع الدولي. جهود دولية و مع تصعيد الطرفين، أمس الأربعاء، بدت التحركات الاقليمية و الدولية، تأخذ خطوات متسارعة، ففي حين كشف بن عمر عن اتصالات قام بها مع الأطراف السياسية لحلحلة الأزمة، قامت أمس، رئيسة بعثة الاتحاد الاوربي بزيارة إلى المكتب السياسي لجماعة الحوثيين في صنعاء، واجتمعت برئيس الدائرة السياسية للجماعة حسين العزي وعضو المكتب السياسي علي البخيتي، لمناقشة سبل تهدئة الاوضاع داخل العاصمة صنعاء. و عقبها أعلن أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي، عبد اللطيف الزياني عن مناقشة وزراء خارجية المجلس في اجتماعهم السبت القادم في جدة، للأزمة في العاصمة اليمنيةصنعاء، و الذي سيأتي بعد عقد مجلس الأمن جلسته بشأن اليمن. و أمس الاربعاء، حذرت الخارجية التركية مواطنيها من السفر إلى اليمن، طالبة من المقيمين في اليمن لتجنب التواجد في مناطق الصراعات. تصعيد على الأرض هذا التطور في البعد الدولي للأزمة، يعطي انطباعا مخيفا عن اخفاق الجهود التي بذلت في احتواء الأزمة، و التي تؤيدها التحركات التصعيدية على الأرض. ففي حين زادت الخيام في المدخل الغربي للعاصمة "مخيمات الصباحة" تقوم لجان تابعة للحوثي في مخيم الاعتصام ذاته بعملية يمكن وصفها بالتعبوية و التحشيدية و بشكل مكثف، تستهدف الجنود المتواجدين في نقاط عسكرية واقعة بالقرب من مخيم الاعتصام و المعسكر الرئيس للقوات الخاصة. و تهدف الحملة التي تستخدم مكبرات صوت محمولة على سيارات بتوجيه رسائل صوتية للجنود، بالتزامن مع توزيع برشورات، تحمل في مجملها رسائل من المعتصمين للجنود تذكرهم بأوضاعهم الاقتصادية السيئة التي ستزداد سوءاً بعد الجرعة، هذه المنشورات لم تغفل عن تذكير الجنود برواتبهم الضئيلة، قياسا بغيرهم من موظفي الدولة، ما يعني أن حملة يقوم بها الحوثي لكسب تعاطف الجنود، ما يجعل المتابع يستشف أن خيارات أخرى لدى الحوثي لم تظهر بعد، غير اسقاط الجرعة، و ربما تحمل بعدا سياسيا. و بدت الحملة الاستعطافية على مقاس خطاب الزعيم الحوثي الذي ظهر في خطابه الأخير مستعطفا للشعب، بتفنيده لما ستصل إليه أوضاعهم المعيشية إن لم يتحركوا لإسقاط الحكومة و جرعتها. و تتزامن هذه الحملة الاعلامية مع ظهور مسلحين في مخيمات الاعتصام، و التي باتت واضحة في الصور التي تبثها قناة المسيرة، عند تغطيتها الميدانية لما يدور في تلك المخيمات. و في المقابل، تواصل القوات العسكرية و الأمنية اغلاقها للمداخل الفرعية و الترابية للعاصمة، و تشديد اجراءات التفتيش في المداخل و النقاط و الحواجز الأمنية و العسكرية القريبة من مخيمات الاعتصام في مداخل العاصمة. محاولة إدانة و بالتزامن مع الانتشار الأمني و العسكري، ركز الرئيس هادي في خطاب له أمس، أثناء استقباله لهيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، على المشكلة المذهبية التي تناولها بالتسلل من دماج إلى حاشد ثم عمران، و فرض الحوثي لواقع اخر في تلك المناطق، مستعرضا كلفة المعالجات التي تحملتها الدولة في معالجة آثار الحروب في تلك المناطق، و التي وصلت حسب ما ذكر إلى قرابة مليار ونصف المليار ريال، و التي يبدو أنه هدف من اظهار هذا الرقم ادانة الحوثي أمام الشعب بأنه سببا فيما وصل إليه الوضع الاقتصادي للبلد، و الذي كان مقدمة لرفع أسعار المشتقات النفطية، التي تسبب في الأزمة الحالية. توظيف الحرب على الارهاب و عمد الرئيس هادي في خطابه إلى توظيف الحرب على الارهاب، في سياق التطورات الحالية، حين قال "كلما انخرط الجيش في مواجهة ومكافحة أفة الإرهاب من تنظيم القاعدة والتي كان اخرها معركة المحفد وعزان والتجهيز في محافظة حضرموت هاجمت جماعة الحوثي في حاشد وصولا الى عمران" مذكرا عامة الشعب بنكث الحوثي لما تعهدوا به بعدم مهاجمة عمران، و ربما اراد من خلال هذا الاستعراض ايصال رسالة للخارج قبل الداخل بأن الحوثيين يعيقون على الحرب على الارهاب، التي يعد المجتمع الدولي شريكا فيها، خاصة حين استعرض الأحداث في سياق تسلل زماني للحروب التي خاضها الحوثي من دماج إلى عمران وصولا إلى مداخل العاصمة و التي تسببت في توقف الحرب على الارهاب في الجنوب و الشرق أكثر من مرة. و ما يدلل على ما ذهبنا إليه، كشف "هادي" في خطاب، أمس، عن تلقيه اتصالات من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن مجلس الأمن ومن عدد من العواصم العربية والدولية، تؤكد جميعها انه لا مجال لأي تمرد ضد الاجماع الوطني في اليمن والمتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل، حيث بدا مؤكدا أن الجميع متضامنين مع اليمن ويدينون تصرفات الحوثي، ثم أكد بعدها في سياق خطابه أن صنعاء محروسة ومحمية بالاصطفاف الوطني والقوة العسكرية والأمنية وبالشرعية الدستورية والقانون والنظام، و التي تعد تلويحا واضحا باستخدام القوة في حال تعرضت العاصمة للخطر، مبديا حرصه على أن تظل العاصمة آمنة، حين قال " صنعاء محروسة و محمية". و ردا على ما يتم تداوله من قبل اعلام الحوثي و ناشطيه بأنه يمهد لانفصال الجنوب، عندما نقل قوات عسكرية و طائرات حربية إلى ثكنات و مطارات عسكرية في الجنوب، أكد جازما بالقول "أنا وأولادي وأفراد أسرتي هنا في صنعاء وسنبقى في مقدمة المدافعين عنها ولن نذهب إلى أي مكان أخر". طرف ثالث و بين طرفي الصراع، يبدو واضحا أن طرف ثالث لديه عدد من الأوراق التي يلعبها، مستغلا تأزم الأوضاع و تصاعد التوتر نحو المواجهة، مستفيدا من ما بات يعرف ب"الاصطفاف الوطني" الذي صار "هادي" مرغما على دعمه و التواجد فيه، عبر المهرجانات و المسيرات المناهضة للحوثي، و التي استغلها الاصلاح، لترميم ثقته بالناس و بالذات جمهور المناصرين، الذي تلاشت شعبيته في اوساطهم عقب سقوط عمران بداية الشهر الماضي، و التقدم الذي حققه مسلحي الحوثي في الجوف و مديرية مجزر في مأرب، شمال شرق البلاد. التصعيد نحو المواجهة بين الطرفين، يخدم الطرف الثالث – الاصلاح – الذي بات يستثمره في اتجاهين، الأول التحشيد مستغلا التخويف من خطر الحوثي باستدعاء الورقة الطائفية، و التي مكنته من العودة إلى التحشيد، بعد أن فقد هذه الورقة عقب اقتحام لواء القشيبي، و الذي بدا وضحا في أخر جمعة في الستين بصنعاء، حين رفع مناصريه صور العاهل السعودي و علم بلاده، في منظر يثير الشفقة في استجداء المحيط المجاور، ما افقده تعاطفا شعبيا مع شعاراته و خطابه الاعلامي، خاصة و أن الذاكرة الشعبية تناصب السعودية و حكامها العداء. و الثاني في سعيه للسيطرة على الوظيفة العامة و مفاصل الدولة عن طريق التعيينات لكوادره في عدد من الادارات، بعيدا عن الاعلام، و الذي يظهر جليا في الحملة التي يقودها محافظ الحديدة، صخر الوجيه، الذي يسعى جاهدا لأخونه ديوان محافظة الحديدة و مكاتبها التنفيذية، ليسقط الوظيفة العامة في المحافظة بأيدي كوادره، مضيفا محافظة جديدة إلى رصيده. ماراثون سباق و بين الاتجاهين يسعى الاصلاح لكسب حلفاء جدد من المحسوبين على "هادي" و "صالح" و شريحة أنصار الأحزاب الأخرى، الذين لم يطمئنوا لتحركات الحوثي الأخيرة في محيط العاصمة. هؤلاء الذين يسعى الإصلاح لضمهم إلى صفه، وجدوا أنفسهم يعملوا ضمن الدائرة التي يتحرك فيها الاصلاح، بعد أن ناصبوه العداء خلال الأشهر الماضية. و فيما يسعى الإصلاح للتخفي في أوساط هؤلاء تحت مظلة الاصطفاف الوطني، يجد الحوثي نفسه ربما مكشوف الظهر، حيث فقد كثير من شركاؤه بعد أن ظهرت رغبته الجامحة في تزعم المشهد، و حتى أحزاب المشترك الأخرى "شركاء الاصلاح" التي اعلنت صراحة رفضها الاصطفاف مع الإصلاح، و هو ما هلل له الحوثي، غير أنها حددت موقفها في المنطقة الرمادية، لكن بعضها قد تجد نفسها في صف الرئيس هادي في حال اتجهت الأوضاع صوب المواجهة، مستفيدة من الدعم الدولي له. الغطاء الدولي اتفاق رعاة التسوية "الدول العشر" في موقف واحد الأسبوع الماضي، يمثل نقطة ضعف للحوثي، خاصة و أنه لم يتمكن من كسب أيا منها، و كان يكفيه استمالة الموقفين الروسي و الصيني. و على الصعيد المحلي، يبدو اقتصار التأييد للحوثي على محافظات الخارطة الزيدية، جانب ضعف، يكشف عن اقتصار ثقله السياسي و الشعبي في نطاق طائفي، و الذي لولا رغبته الجامحة في الظهور لكان استفاد من حلفاؤه الذين لم يضع لهم حسابا، في تحقيق تواجد شعبي في بعض محافظات الشمال الجنوبية، أو على الأقل الحصول على غطاء مدني للاحتجاجات، تمثل ضمانة لسلمية الاحتجاجات. و على الرغم من ان المطالب التي رفعها الحوثي تمس حياة كل اليمنين شمالا و جنوبا إلا أن مطالبه رغم عدالتها كقضية شعبية لم تحقق و لو الحد الأدنى من الاشارات الايجابية مع تحركاته في محافظات الجنوب و الشرق، رغم حالة الفقر التي يعيشها سكان تلك المحافظات و تذمرهم من سياسة حكومة الوفاق التي يعتبرونها امتداد للحكومات في عهد "صالح"، و هي الحكومة التي يرسم خط سيرها "الإصلاح" عدو الحوثي. الجنوب وميزان الصراع و هذا بحد ذاته يمثل خطرا كبيرا ليس على الحوثي و إنما على الإصلاح أيضا في حال آلت الأمور نحو خيار المواجهة، التي ستغرق الشمال في الفوضى، و سيكون الحوثي أكثر تضررا منها، خاصة إذا ما كان لديه خيارات أخرى، غير خيار اسقاط الجرعة، حيث سيجد طموحاته نحو السيطرة على الحكم تغرق في وحل الصراعات و الفوضى، في حين سيترك الجنوبيين قوى النفوذ الشمالية تتصارع، و يتجه لتحقيق حلمه في الانفصال بكلفة أقل. و ذلك ما قد يعزز ترك الرئيس هادي للشمال ميمما وجهه صوب الجنوب، الذي بات يملك فيه من القوة العسكرية ما يمكنه من السيطرة على الأوضاع و دحر القاعدة التي تهدد حكمه، خاصة و أن الاصلاح توجس في البداية من نقل القوات العسكرية إلى الجنوب مع غطاء جوي كافي. و هناك ينبغي أن نتذكر أن أكثر من نصف الجيش بات متمركزا في الجنوب، فضلا عن وجود قاعدتين جويتين في الجنوب، تعدان من أقوى القواعد الجوية في البلاد "العند – المكلا" و قاعدتين بحريتين "عدن – المكلا" مقابل قاعدة بحرية في الشمال "الحديدة". خيار الاصلاح و في حال استفاد الاصلاح من جميع المتناقضات بين طرفي الصراع و استلم لتوجساته في توجه "هادي" في التمهيد لانفصال الجنوب، سيسعى صوب تعزيز تواجده في بعض محافظات الجنوب، فقد تمكن من حشد انصاره في بعض محافظات الجنوب، سيلجأ لدفع الأمور نحو المواجهة، مستعينا بالغطاء الدولي، و مستثمرا التخوف الاقليمي، و بالذات السعودي، من قوة الحوثي الصاعدة، التي باتت مصدر خطر على حكام الرياض. و في حال حصل الاصلاح على تطمينات من المحيط المجاور، سيكون مستعدا لتقديم أي تنازلات، تمكنه من ضرب عدوه اللدود، الذي قهره في معقله الأول "عمران"، و ربما يكون يسير في هذا الاتجاه ابتداءا من تعزيز تواجده الشعبي مستفيدا من صراع الأضداد. مخاوف الاصلاح ما يخيف "الإصلاح" و يشكل مصدر قلق لطموحاته هذه، هو وجود مخطط اقليمي دولي يعاكس تطلعاته، و هو ما قد يرجح الكفة إما ل"هادي" المدعوم دوليا، ليتخلص من الطرفين، أو لصالح "الحوثي" الذي قد يستفيد من بعض التفاهمات الدولية في المنطقة بين المتصارعين، على طريقة القسمة على اثنين، غير أن هذا الخيار لن يأتي إلا بعد جولات عنف، سيكون حينها "الإصلاح" جزء منها. الاستفادة من الصراع و في كل الأحوال، يظل الاصلاح مستفيدا من طول أمد الصراع، في حين يقف الحوثي في انتظار لعبة اليانصيب، التي تعد نهاية لأخر جولة في الصراع، و مثله "هادي" الذي صعد كطرف ثالث أثناء صراع الطرفين و حروبهما العبثية، و الذي يمثل الجنوب خطة رجعة له في اطار الاحتفاظ بالممكن – الجنوب - و التعامل مع قسوة ما فرضه واقع الصراع إذا ما استمر محظوظا بالغطاء الدولي، الذي ترجحه استراتيجية الجنوب المكانية، في حال لم تشمله نيران الصراع سواء المحلي أو الدولي. الخاسر الأكبر و في النهاية سيكون المجتمع اليمني، هو الخاسر الأكبر، سواء في نسيجه الاجتماعي أو اقتصاده الذي يقف بصعوبة على قدمين يعتريهما الشلل. "الإصلاح" يراهن في الوقت الحالي على ضرب الحوثي عسكريا للحد من قوته على أقل تقدير و حصره في مربع صعدة، و تصنيفه كجماعة ارهابية تنهي مستقبله السياسي، و الحوثي يراهن على فتوة انصاره متكئا على طموح في تسويق تجربته على نطاق أوسع و الثأر من خصمه الذي بات عجوزا في أخر أيامه، في حين يسند "هادي" ظهره لإجماع دولي و جيش يرى فيه حصان سيعبر به للاستئثار بالحكم على أنقاض المتصارعين، حتى و إن كانت أذرع خصميه لا تزال تجول فيه طولا و عرضا. القادم المنتظر و بين الثلاثة "هادي – الحوثي – الإصلاح" تقف القوى المدنية، منتظرة ما ستعلن عنه صافرة النهاية طالت أو قصرت، طارحة نفسها كخيار بديل، فمشروعها لم يختبر بعد، غير أن مستقبلها لا يزال بعيدا، و إن كانت هي الخيار الأنسب و الأضمن لتحقيق استقرار يبتعد بالوطن و الشعب عن الصراعات في مجتمع عاش قرونا من الصراع، غير أنه سترث تركة مثقلة بالمنغصات.