اقتحم نحو 20 مسلحاً في الحادثة عشرة من ظهر أمس (الأول)، مقر شركة أوكسي النفطية الأمريكية، الواقع في منطقة حدة في العاصمة صنعاء، ونهبوا ثلاث سيارات مدرعة منه. و نقلت صحيفة "الشارع" عن مصدر نفطي إن هؤلاء المسلحين قدموا على متن ثلاثة أطقم، واقتحموا مقر شركة أوكسي بالقوة، وأرغموا حراسها وموظفيها اليمنيين، وأجبروهم على تسليمهم مفاتيح 3 سيارات مدرعة كانت في حوشوها،أخذوها وغادروا. و فيما أوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنه لم يعرف هوية هؤلاء المسلحين، أشار إلي أن مبنى أحد الأجهزة الأمنية يقع جوار مبنى الشركة ؛إلا أن جنوده وضباطه لم يتحركوا لمنع عملية الاقتحام ونهب هذه السيارات المدرعة. و حسب الصحيفة، أفاد المصدر أنه يتواجد في مقر الشركة "عدد محدود من الموظفين اليمنيين مع أفراد حراسة" مشيراً إلي أن هذه الشركة أوقفت عملها في اليمن منذ نهاية عام 2011، ونقلت جميع موظفيها الأجانب، ولم تعد حتى اليوم للعمل في اليمن، بسبب استمرار وتدهور الأوضاع الأمنية. و قال المصدر إن شركة أوكسي الأمريكية كانت تشغل البلوكs1الواقع في شبوة، وتنتج منه مابين 19و12ألف برميل نفط يومياً؛ إلا أنها أوقفت العمل تحت مبدأ "القوة القاهرة" المنصوص عليه في الاتفاقيات النفطية، والذي "يمنع الشركات النفطية عندما يكون هناك ظروف أمنية قاهرة حق إيقاف العمل وتسريح العمال، مع الاحتفاظ بحقها في العودة للعمل في القطاعات التي كانت تعمل فيها عندما تستتب الأوضاع الأمنية". و طبقا لما أوردته الصحيفة، أوضح المصدر أن شركة أوكسي كانت الشركة الأمريكية الوحيدة العاملة في اليمن، بعد انسحاب شركة هنت. وطبقاً للمصدر،فقد كانت شركة أوكسي مشاركة أيضاً إلى جانب تشغيلها للبلوكs1، في أكثر من سبعة بلوكات نفطية أخرى استكشافية وإنتاجية في اليمن. ومنذ نهاية عام 2011 أوقفت جميع أعمالها في اليمن، وأجلت موظفيها الأجانب من البلاد. وحتى اليوم لم تعد لمواصلة عملها. و يشهد قطاع النفط في اليمن تدهوراً غير مسبوق، ترافق مع انسحاب كثير من الشركات النفطية الأجنبية من العمل في اليمن بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. وقبل أيام، أعلنت شركة ذي إن أو النرويجية إيقاف عملها في البلوك 43 الواقع في حضرموت، وتسريح موظفيها، تحت مبدأ "القوة القاهرة" بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن. و تعمل الشركة في استكشاف وإنتاج النفط في اليمن منذ عام 199، في سنة قطاعات نفطية بمحافظة حضرموت. و في يونيو الماضي، حدثت اضطرابات في الشركة عندما نفذ العاملون اليمنيون فيها إضرابا أدى إلي انخفاض إنتاج الشركة إلي 1600 برميل يومياً. و نقلت الصحيفة، عن مصدر نفطي إن شركة ذي إن أو كانت تنتج من البلوك 43 نحو 7 ألاف برميل نفط يومياً؛ إلا أن الإنتاج تراجع في هذا البلوك حتى وصل خلال الأشهر الماضية إلى ألفا وخمسمائة برميل يومياً. و فيما أكد المصدر أن هذه الشركة أوقفت عملها في البلوك 43 وسرحت موظفيها؛ أفاد أنها كانت تعمل أيضاً في البلوك 47، الواقع في حضرموت، إلا أنها أوقفت العمل فيه، منذ منتصف عام2013، لأن مسلحي "حلف قبائل حضرموت" منعوها من تحريك الحفار ومعداته ضمن هذا البلوك النفطي، الذي تواصل إيقاف العمل فيه مذاك وحتى اليوم. والأسبوع الماضي، أعلنت شركة "دوف انيرجي" البريطانية إيقاف العمل في البلوك 53، الواقع في حضرموت، والذي كانت تنتج من نحو 7 ألاف برميل نفط يومياً. و أضح مصدر نفطي أن شركة "دوف انيرجي "أوقفت العمل في هذا البلوك النفطي، بسبب انخفاض أسعار النفط عالمياً، وسرحت نحو 300 موظف يمني كانوا يعملون لديها. وذكرت المصادر أن الشركة وزعت تعميماً أبلغت فيه 300 موظف من العاملين لديها بانتهاء تعاقدهم لدى الشركة، وأن الشركة ستتكفل بدفع مرتباتهم حتى شهر فبراير المقبل. وطبقاً للمصادر، فقد أفادت الشركة، في هذا التعميم، أنها "تعزم إيقاف عملها في اليمن في مجال استكشاف واستخراج النفط ومغادرة البلاد". و بدأت شركة "دوف انيرجي"البريطانية، عام 2002، إنتاج النفط في اليمن، من بئرين هما "ردود1" و "ردود2 "في القطاع رقم 53، الواقع شرق منطقة "ساة" محافظة حضرموت ، وذلك بكمية 13.5ألف برميل من النفط الخام يومياً إلا أن الإنتاج تراجع حتى وصل إلى 7 ألاف برميل يومياً. و السبت الماضي، قال مهندس في شركة المسيلة بحضرموت إن مسؤولي نكسن الكندية النفطية، العاملة في قطاع المسيلة، الواقع في مديرية غيل بن يمين، أعلنوا إيقاف نشاط هذه الشركة، وتسريح موظفيها، إجلاء الأجانب منهم، "عقب معلومات استخباراتية تلقاها المسؤولون في الشركة عن مخطط تنظيم القاعدة باستهداف الشركة بسيارة مفخخة. و حسب الصحيفة، سلمت الشركة موقعها لقوات الجيش، و نقلت موظفيها اليمنيين إلى محافظاتهم، فيما المسؤولون الأجانب فيها توجهوا إلى مراكز في مدينة دبي، بالإمارات العربية المتحدة. و تأتي هذه العملية بعد ساعات من استهداف شركة بلحاف للغاز الطبيعي المسال بصواريخ من قبل "القاعدة ". و نقلت "الشارع" عن مصدر نفطي إن شركة نكسن أوقفت العمل في قطاع المسيلة (بلوك رقم 51) تحت مبدأ القوة القاهرة، بحجة أنها تلقت تهديدات، مشيراً إلى إنها كانت تنتج من هذا القطاع نحو 3 ألآلف برميل يومياً. وفي سبتمبر الماضي، كان رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، أعلن أن حوالي 34 شركة نفطية غادرت اليمن "قلقاً وخوفاً من العمليات الإرهابية" وفق ما نقلته عنه، يومها، وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ). ويعد النفط عصب الاقتصاد اليمني؛ إذ يمثل 70% من موازنة الدولة و 63% من الصادرات اليمنية ،و 90% من عائدات النقد الأجنبي.