واصل، مسلحو تنظيم القاعدة سيطرتهم على عاصمة محافظة حضرموت، مدينة المكلا، التي سيطروا فيها على جميع المكاتب الحكومية، بما فيها مبنى القصر الرئاسي، وقيادة المنطقة العسكرية، الثانية، ومبنى فرع جهاز الأمن القومي. ودخل مئات من مسلحي التنظيم، أمس الأول، مدينة المكلا، وسيطروا عليها دون مقاومة، واقتحموا المكاتب الحكومية، ومعسكر قوات الأمن العام، ومعسكر قوات شرطة النجدة، والميناء البحري، واقتحموا مبنى فرع البنك المركزي اليمني ونهبو منه أموالاً. و شهدت مدينة المكلا، منذ فجر الخميس، اشتباكات خفيفة بين مسلحي "القاعدة وجنود حراسة السجن المركزي، الذين قتل وأصيب عدد منهم. و نقلت يومية "الشارع" عن مصادر محلية وصفتها ب"المتطابقة" إن مسلحي "القاعدة" هاجموا، في الساعات الأولى من فجر الخميس، السجن المركزي في مدينة المكلا، وتمكنوا من اقتحامه، وأفرجوا عن كل السجناء الذين كانوا فيه، ويتجاوزون 300 سجين، بينهم عشرات من عناصر التنظيم، على رأسهم القيادي في القاعدة خالد باطرفي، المعتقل منذ أكثر من 4 أعوام. و أوضحت المصادر أن مسلحي "القاعدة" قدموا من جهة محافظة شبوة، على متن عشرات السيارات تحمل لوحات معدنية" فاصل 11"، "محافظة أبين". و طبقاً للمصادر فقد توجه عدد من هؤلاء المسلحين إلى السجن المركزي في المكلا وتمكنوا من اقتحامه، فيما اتجه آخرون نحو معسكر قوات الأمن العام، ومعسكر قوات شرطة النجدة، وهاجموهما وتمكنوا من اقتحامها والسيطرة عليها دون أي مقاومة من قبل الجنود. و ذكرت المصادر أن عددا من مسلحي "القاعدة" هاجموا مبنى فرع البنك المركزي في مدينة المكلا، الذي يقع بالقرب من مقر القصر الجمهوري، واشتبكوا مع جنود حراسة البنك لعدة ساعات، وانتهت تلك الاشتباكات بسيطرة المسلحين على البنك، "وقاموا بنهب مبالغ مالية كبيرة على متن عدة دينات". و نقلت الصحيفة عن مصدر محلي وصفته ب"المطلع" إن المسلحين اقتحموا فرع البنك المركزي، وقاموا بكسر عدة خزانات فيه، ونهبوا منها مبالغ مالية كبيرة نقلوها على متن سيارات. و أوضح المصدر، الذي اشترط عد ذكر اسمه، أن مسلحي "القاعدة" ظلوا، حتى مساء أمس الجمعة، يحاولون كسر الخزنة الرئيسية لفرع البنك المركزي اليمني، لنهب المبالغ المالية التي فيها؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من كسرها، ما قد يدفعهم إلى خيارات أخرى، بينها تفجير هذه الخزنة". و أفاد المصدر بأن مسلحي "القاعدة"، ويعتقد أن عددهم يتجاوز 300 مسلح، انتشروا في مدينة المكلا، وتوجه عدد منهم إلى مساجدها، وألقوا محاضرات فيها، أعلنوا فيها إقامة "إمارة محافظة حضرموت الإسلامية"، وأعلنوا أميراً لها يدعى عبد الله باقرف، الذي يعتقد أن عمره نحو 22 عاماً. و ذكر المصدر أن جلال بلعيدي، القيادي في "القاعدة"، المنتمي إلى أبين، كان ضمن هؤلاء المسلحين الذين اقتحموا مدينة المكلا و سيطروا عليها. و قال المصدر: "قامت طائرة عسكرية هليكوبتر، صباح أمس "أمس الأول"، بقصف مبنى إذاعة حضرموت، القريب من مبنى البنك المركزي اليمني، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وإحراق كل محتوياتها وأجهزتها ومكتبتها وأرشيفها، وهو ما قد يبعث على الاستغراب من قيام هذه الطائرة العسكرية بقصف مبنى الإذاعة، ولم تقصف مسلحي القاعدة، الذين كانوا أمام البنك وآخرين كانوا بداخله". و نقلت الصحيفة عن مصدر محلي ثان في المكلا إن مبنى القصر الجمهوري، ومعسكر شرطة النجدة والأمن العام، ومبنى الأمن القومي، سقطت في يد مسلحي تنظيم القاعدة، إضافة إلى مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية، ومجمع المكاتب الحكومية، وغيرها من المكاتب الحكومية والقضائية. و أضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: غادر قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء الركن محسن ناصر قاسم، مقر القيادي، ظهر اليوم "أمس الجمعة"، واتجه، هو وعدد من الجنود، إلى مكان غير معروف، فسيطر مسلحوا القاعدة على مبنى قيادة المنطقة، وكذا على منزل اللواء محسن ناصر، الذي غادر المدينة بعد ساعات من التفاوض مع مسلحي القاعدة". و غادرت القوات الخاصة التي كانت متمركزة في القصر الجمهوري، وسمحت لمسلحي "القاعدة" بدخوله. و فجر أمس، سيطر مسلحو القاعدة دون مقاومة، على ميناء المكلا، وخزانات الوقود الخاصة بمحافظات حضرموتوشبوة والمهرة، الواقعة في هذا الميناء. و طبقاً للمصادر، فقد استمر مسلحو التنظيم يسيطرون على الميناء، ومدينة المكلا، بشكل كامل، حتى مساء أمس، دون أن تتحرك قوات الجيش لتنفيذ حملة لإخراجهم من المدينة. و قالت المعلومات إن مسلحي "القاعدة" قاموا بعمليات نهب واسعة للقصر الجمهوري، ومعسكري قوات الأمن العام، وشرطة النجدة، ومبنى جهاز الأمن القومي، وجامعة حضرموت، ومبنى مكتب الضرائب، ومكتب وزارة المالية، ومرافق حكومية أخرى، ومبنى اتحاد نساء اليمن، وعدد من المحال والمكاتب والمنشآت الخاصة، التي تعرض بعضها للنهب والتدمير والإحراق. و مساء أمس الأول، اقتحم عشرات من المسلحين من بعض أحياء مدينة المكلا فرع بنك اليمن الدولي، الواقع في منطقة "خور المكلا"، ونهبوا كل محتوياته، وحاولوا كسر خزنته؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، ما دفعهم إلى إحراق المبنى، الذي شوهدت ألسنة النيران تتصاعد منه، وانتقل الحريق من مبنى هذا البنك إلى عدد من المحلات التجارية القريبة منه. و نقلت "الشارع" عن مدير فرع بنك اليمن الدولي في المكلا، أحمد باحميد، أن من قال إنهم مسلحون من "حارة باسويد"، المتهمون بالسطو على البنوك والمصارف في المدينة، قاموا باقتحام مبنى فرع البنك، عند الساعة التاسعة من مساء الخميس. و قال باحميد: "قاموا باقتحام مبنى البنك، ونهبوا جميع محتوياته بالكامل، وحالوا فتح الخزنة العامة التي بداخلها فلوس الناس وودائعهم؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك؛ لأنها مؤمنة ويصعب فتحها، وعندما لم يتمكنوا من ذلك قاموا بإحراق المبنى فاشتعلت النيران فيه، وامتدت حتى طالت ستة محلات تجارية تقع في ذات المبنى". و اضاف: "خزنة البنك لم تتعرض لأي أذى، رغم محاولة هؤلاء المسلحين فتحها أو كسرها. واليوم "أمس" كلفت حراستي البقاء في البنك، وبالتحديد إلى جوار الخزنة، والوضع الأمني في المدينة يشهد انفلاتاً غير مسبوق". كما نقلت الصحيفة، عن عبد القادر فليحان، مدير فرع البنك المركزي اليمني في مدينة المكلا، تأكيده تعرض البنك لاقتحام من قبل مسلحي تنظيم القاعدة. و قال فليحان، "نحن غادرنا بعد انتهاء الدوام، يوم الأربعاء، وبعد منتصف الليل تعرض البنك للاقتحام من قبل هؤلاء المسلحين، إلا أنني لا أعرف ما إذا كان هؤلاء المسلحون قد تمكنوا من فتح الخزنة العامة التي بداخلها الفلوس أم لا. كل ما أعرفه أنهم اقتحموا مبنى البنك. أنا أعيش خارج مدينة المكلا". كما نقلت الصحيفة، عن سكان محليون في منطقة "خلف" إن الكثير من أهالي هذه المنطقة، ومن مناطق مجاورة لها، قدموا إلى مقر المنطقة العسكرية الثانية، ومقر قوات الأمن الخاصة، الواقعين في ذات المنطقة، واقتحموها بهدف نهب أسلحة وذخائر منهما. و أكدت المصادر أن عشرات الأهالي ظلوا ينهبون هذين المعسكرين حتى مساء أمس. و أفادت المعلومات أنه يوجد في مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية 14مركبة تابعة للقيادة، إلا أن من قاموا بعملية النهب لم يتمكنوا من نهبها، بسبب عدم وجود مفاتيحها. و قالت المعلومات إن مبنى المجمع القضائي، ومحكمة شرق المكلا، تعرضا للنهب والسلب بشكل كامل من قبل عشرات الأهالي، بالتزامن مع تعرض المقار الحكومية القريبة من مبنى المحافظة لعمليات نهب مشابهة؛ حيث تم اقتحام مقر إذاعة حضرموت ونهب ما تبقى فيها من محتويات لم تتأثر بعملية القصف. كما اقتحموا مبنى المؤتمر الشعبي العام، ومقر اتحاد نساء اليمن، ونهبوها بالكامل. و سادت حالة من الاستياء في صفوف أهالي المكلا جراء ما أقدم عليه بعض شباب ومسلحي المدينة من عمليات سطو ونهب لمباني مؤسسات حكومية ومعسكرات. و حتى التاسعة من مساء أمس الجمعة، واصل جنود قوات الامن الخاصة الانسحاب من معسكرهم، الواقع في منطقة "بويش"، على مدخل مدينة المكلا، واتجهوا صوب مكان تجمع قوات الجيش والأمن، قرب مطار الريان. و ذكرت المعلومات أن عشرات الأهالي دخلوا معسكر قوات الأمن الخاصة ونهبوا ما فيه. و نقلت "الشارع" عن مصادر محلية إن عددا من مسلحي تنظيم القاعدة اتجهوا، أمس، إلى عدد من مساجد مدينة المكلا، وألقوا خطباً قالوا فيها إنهم لن يبقوا كثيراً في المدينة، وإنما يريدون السيطرة على المعسكرات وتسليمها إلى لجان شعبية من أهالي المدينة. و أوضحت المصادر أن عدداً من رجال الدين السلفيين شنوا، في خطب جمعة أمس، حملة على مسلحي تنظيم القاعدة، واتهموهم بأنهم "لصوص"، وأنهم يريدون تدمير البلاد. و نقلت الصحيفة عن مصدر محلي إن المعلومات تقول إن "حلف قبائل حضرموت" اتخذ قرارا "بأنه سيتدخل للقيام بحماية الطرق"، إلا أنه لم يقم بذلك حتى مساء أمس. و شارك عدد من الشباب المسلحين من أهالي المدينة مسلحي تنظيم القاعدة في اقتحام مبنى السجن المركزي، وعدد من الجهات الحكومية، وقام هؤلاء الشباب بسرقة طقم أمني، ونفذوا به عمليات نهب لعدد من الجهات والمكاتب الحكومية في المدينة. كما نقلت الصحيفة عن مصدر محلي، أن هؤلاء الشباب هم من حارة باسويد، الذين سبق لهم تنفيذ عمليات سطو ونهب لعدة سيارات ومكاتب حكومية وبنوك في المدينة. و أمس "أول أمس الخميس"، شاركوا مسلحي تنظيم القاعدة في اقتحام السجن المركزي وعدد من المباني الحكومية ونهبوا طقماً أمنياً من أحد تلك المباني استخدموه، أمس وأمس الأول، في نهب مكاتب حكومية. و مسلحو القاعدة عرفوا بذلك فجاؤوا، مساء اليوم "أمس"، وحاصروا حارة باسويد، يريدون اعتقال هؤلاء الشباب وأخذ الطقم الأمني الذي معهم". واضاف: "مسلحو القاعدة جاؤوا بطقمين عسكريين وأقفلوا الشارع الرئيسي في حارة باسويد، ويريدون اعتقال الشباب، وأخذ الطقم الذي معهم. و ظلوا حتى العاشرة من مساء أمس الجمعة" يحاصرون هذه الحارة". و ذكرت المعلومات أن مدينة المكلا شهدت، أمس، عملية نزوح لعشرات الأسر، خوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية فيها، وحدوث مواجهات مسلحة. و نقلت الصحيفة عن مصدر وصفته ب"الرفيع" في السلطة المحلية بمدينة المكلا، إن العشرات من مسلحي تنظيم القاعدة اقتحموا المدينة، وسيطروا على جميع المكاتب الحكومية فيها؛ بما في ذلك مبنى السلطة المحلية، الذي تعرض للنهب والحريق من مسلحي التنظيم. و أضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "مسلحو القاعدة ينتشرون في مداخل ومخارج مدينة المكلا، وفي الشوارع والأحياء داخلها، ويستقلون سيارات وأطقم شرطة وجيش من التي استولوا عليها من المعسكرات وقوات الأمن في المدينة، إلا أنهم لم يتمكنوا من حفظ الأمن في المدينة؛ فمئات الأهالي اتجهوا لاقتحام مكاتب ومؤسسات ومعسكرات وقاموا بنهبها. و الأن الأمن غائب بشكل كامل في المدينة، وهناك دعوات من الأهالي للقيام بحفظ الأمن، ولا يوجد قوات أمنية أو عسكرية في المدينة فقد اختفت وانسحبت بالكامل". و نقلت الصحيفة عن مصدر محلي أخر إن مسلحي تنظيم القاعدة فجروا، فجر أمس الأول، خزانات صغيرة في فرع مبنى البنك المركزي اليمني الذي اقتحموه، ونهبوا الأموال التي في هذه الخزانات؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من كسر أو تفجير خزنته الرئيسية، التي ما زالوا يحاولون كسرها لنهب المبالغ المالية الكبيرة التي فيها. و أضاف المصدر: "شوهدت سيارات وهي تغادر فرع البنك المركزي مع مسلحي القاعدة الملحتين، وهي محملة بمبالغ مالية كبيرة، وهناك بنوك أخرى في المدينة تعرضت للاقتحام والنهب، مثل بنك التضامن الإسلامي وبنك التسليف، وبنك اليمن الدولي، وجميع المكاتب الحكومية". و قال هذا المصدر المحلي إن مسلحي "القاعدة" هاجموا، بعد صلاة جمعة أمس، معسكر الدفاع الساحلي، ومعسكر قيادة قوات الأمن الخاصة في مدينة المكلا، الواقعين في منطقة "خلف"، بهدف اقتحامهما والسيطرة عليهما. و أوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن هؤلاء المسلحين هاجموا هذين المعسكرين بقذائف "هاون"، واستمروا في الهجوم عليهما حتى قبل صلاة عصر أمس؛ حيث تمكنوا من السيطرة على هذين المعسكرين، بعد أن شوهد مئات من جنودهما وضباطهما وهم يفرون من المعسكرين، مشيراً إلى أن هناك معلومات عن سقوط قتلى وجرحى جراء هذا الهجوم.