أكدت مصادر محلية ل«الأخبار» اللبنانية أن 23 ضابطاً وجندياً إماراتياً قتلوا في الهجمات، إلى جانب خمسة من العاملين في «الهلال الاحمر الاماراتي»، ونقل هؤلاء مع الجرحى على متن مروحيات إماراتية. فيما كانت وكالة الأنباء الإماراتية قد أعترفت بمقتل 15 جندياً فقط من قوات التحالف وقوات تابعة للحكومة، بينهم أربعة إماراتيين، بينما لم تعترف السعودية سوى بقتيل واحد. غير أن وسائل إعلام موالية للتحالف كانت قد تحدثت عن سقوط أكثر من 18 قتيلاً معظمهم إماراتيون. ونقلت «الأخبار» اللبنانية عن تأكيد مصادر محلية لها بأن مصير رئيس الحكومة خالد بحاح لا يزال مجهولاً بعد القصف على مقر إقامته، وأن طائرة نقلته مع أفراد من حكومته إلى جهة مجهولة من دون معرفة حقيقة وضعهم، قالت وسائل إعلام إن بحاح قتل في العملية، فيما كانت أخرى تنقل تصريحات باسمه أكدت بقاءه في عدن وحملت تهديدات للجيش و«أنصار الله». وذكرت الصحيفة إن ما حدث يوم أمس يأتي في سياق تطور يعكس ذروة الصراع بين أطراف العدوان وفصائله المسلّحة وإمعان في الكشف عن هشاشة الواقع في الجنوب وفي فضح الصراعات بين «الحلفاء» المنضوين تحت راية العدوان. مشيرة إلى أنه في حين لم يُعرف بعد مصير خالد بحاح، وُجِّهت أصابع الاتهام إلى السعودية، وإلى عبد ربه منصور هادي، المستفيد الأول من تصفيته. وفي إطار تداعيات ما حدث ومع فقدان حكومة بحاح زمام الأمور في عدن، قالت الصحيفة أن «الحراك الجنوبي» بدأ العمل على استعادة المبادرة في المدينة مع إعلانه بدء التحرك للزحف إلى عدن يوم الاثنين القادم في 12 تشرين الأول، في موكب هو الأضخم من نوعه، لإحياء مليونية «14 أكتوبر». ودعا «الحراك الجنوبي» في وادي حضرموت المواطنين الجنوبيين إلى «الزحف مع إخوانهم» إلى عدن، معلناً توفير جميع المواصلات للراغبين في ذلك من «تريم وضواحيها وسيئون وشبام والحوطه والقطن وقعوضه وحريضه وضواحيها ووادي دوعن والهجرين ووادي عمد ووادي العين وحوره ورخيه وساه»، على أن يعلن لاحقاً في المساجد مكان وتوقيت التحرك إلى عاصمة حضرموت المكلاء، ومن بعدها التحرك إلى عدن في موكب هو الأكبر من نوعه. وكان تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) قد تبنّى مساءً أمس الهجمات التي قال إنها أربع لا ثلاث، تمت عبر أربعة انتحاريين نفذوا العمليات، وذلك في بيان أصدره تضمن أسماء المنفذين وصورهم. وقبل تبنّي «داعش» الهجمات، اتّهم مصدر محلي أحد الفصائل الموالية لهادي بمحاولة تصفية بحاح، بعد محاولة الإمارات ترفيعه ليكون رئيساً لليمن بدلاً من هادي الذي تتهمه الامارات بأنه رجل ضعيف ولا يقدر على إدارة المرحلة الحالية، خصوصاً أن الهجمات جاءت بعدما غادر هادي عدن وعاد إلى جدة. وكانت المجموعات المسلحة المحسوبة على هادي، والتي تعمل تحت إشراف ابنه جلال، منحت في وقت سابق بحاح 48 ساعة لصرف رواتبها، وإلا «فإنها ستتصرف وفقاً لما تراه مناسباً لها». من جهته، يرى القيادي في «الحراك الجنوبي»، ناصر باقزقوز، أن السعودية «خدعت الامارات وورّطتها في تكريس القاعدة وداعش داخل الجنوب»، مشيراً إلى أن «القاعدة» و«داعش» يتواصلان مع جهات استخباراتية سعودية ضمن الصراع الإماراتي السعودي.