حذرت مؤسسة فلسطينية تنشط في الدفاع عن المقدسات في القدسالمحتلة، أمس، من خطورة وصول الحفريات "الإسرائيلية" إلى أساسات المسجد الأقصى . وقالت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث"، في بيان، إن الحفريات خلال الأسابيع الأخيرة تكشف عن أعماق وأطوال هذه الأساسات، خاصة في المنطقة الممتدة من أقصى الزاوية الجنوبية الغربية، وحتى المنطقة أسفل المدرسة التنكزية، قرب باب السلسلة . وأضافت أن الحفريات كشفت عن عشرات الحجارة الضخمة، التي تعتبر جزءاً من الجدار الغربي للمسجد الأقصى . وذكرت أن إعلان "إسرائيل" العثور على موجودات أثرية متنوعة من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين "يشكل خطراً على المسجد الأقصى، من الناحية العمرانية والأثرية والتاريخية" . إلى ذلك، تبين من رد النيابة العامة "الإسرائيلية" على التماس قدمته إلى المحكمة العليا منظمة "ييش دين" الحقوقية "الإسرائيلية" أن سلطات الاحتلال تسعى إلى توسيع 40 مستوطنة تقريباً من خلال تنفيذ أعمال بناء جديدة . وقالت صحيفة "هآرتس"، أمس، أن منظمة "ييش دين" قدمت التماساً إلى المحكمة العليا وطلبت فيه أن تأمر المحكمة السلطات بتفسير عدم تنفيذ أوامر هدم مباني أقامتها مستوطنة "بيت إيل" قرب رام الله . وأضافت أن وثيقة قدمتها النيابة العامة باسم الدولة إلى المحكمة اعترفت بأن 40 مستوطنة أقيمت بالاستناد إلى أوامر عسكرية ومصادرتها لأغراض عسكرية . كذلك اعترفت النيابة العامة بأن البناء استمر في هذه المستوطنات حتى بعد قرار المحكمة العليا عام 1979 الذي يمنع البناء الاستيطاني في أراض ب"ملكية خاصة" . وقالت الصحيفة إنه وفقاً لوثيقة داخلية أعدها المستشار القانوني "الإسرائيلي" لمنطقة الضفة الغربية فإن "إسرائيل" أقامت 44 مستوطنة في أراض تمت مصادرتها "لأغراض عسكرية" قبل 1979 . ومن بين هذه المستوطنات "أرئيل" و"بيت إيل" و"أفرات" و"كريات أربع" ومستوطنات غور الأردن . وتبين من إحدى الوثائق التي تم تقديمها إلى المحكمة أن الأمر العسكري بمصادرة أراض فلسطينية بملكية خاصة لم يتم نشره بشكل رسمي أبداً وفقا لتعليمات ضابط "إسرائيلي" كبير أمر "بعدم اطلاع (السكان) المحليين على الأمر" . في غضون ذلك، استولى عدد من مستوطني مستوطنة "إفرات" على أرض زراعية مساحتها دونمان في منطقة الخضر قرب بيت لحم جنوبالضفة الغربيةالمحتلة، وأقدمت على زراعتها . ومنعت قوات الاحتلال المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم القريبة من المستوطنة إلا بالحصول على تصريح خاص مما يسمى بالمسؤول الأمني عن المستوطنة . وناشدت اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار المؤسسات والهيئات الإنسانية التدخل سريعا لوقف سياسة الاحتلال المتمثلة بنهب الأراضي والسماح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار العنب من دون أن يتكبدوا خسائر أخرى تضاف لخسائرهم في المواسم الماضية . وعلى صعيد ذي صلة أضرب الأسرى الفلسطينيون في المعتقلات الصهيونية، أمس، عن الطعام ليوم واحد تضامناً مع الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، في 13 سبتمبر/أيلول 1993 . وأكد وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن 4700 أسير وأسيرة قاموا بإرجاع وجبات الطعام، في خطوة تضامنية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى القدامى البالغ عددهم 112 أسيراً، بينهم 71 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً، و21 آخرين قضوا أكثر من ربع قرن في الأسر، و79 محكومين بالسجن المؤبد . وقال إن الإضراب سياسي ويأتي كخطوة أولى لإٌثارة قضية قدامى الأسرى الذين لم تفرج عنهم اتفاقيات أوسلو ولا صفقات التبادل ويشعرون بظلم تاريخي لبقائهم سنوات طويلة داخل سجون الاحتلال . ونٌقل عن الأسرى قولهم، "إننا نريد إطلاق صرخاتنا في هذا اليوم بهدف وضع حد للظلم الذي لحق بالأسرى القدامى" . وقالوا "لا يجوز أن يتم توقيع الاتفاق (أوسلو) بهدف إقامة السلام والعدل، أو هكذا يفترض، وجنود الثورة الفلسطينية ما زالوا يتعفرون بقيودهم" . وذكر نادي الأسير الفلسطيني، أمس، أن مصلحة سجون الاحتلال استدعت، الليلة قبل الماضية، محامي النادي إلى مستشفى اساف هروفيه "الإسرائيلي" بعد تردي صحة الأسير حسن الصفدي المضرب عن الطعام منذ 85 يوماً . ونقلت "فرانس برس" عن الناطقة الإعلامية باسم النادي أماني سراحنة أن المعتقل حسن الصفدي مضرب عن الطعام منذ 85 يوما، وتم نقله إلى مستشفى اساف هروفيه قبل ايام بعد تردي وضعه الصحي . وأضافت أن وضعه الصحي يزداد سوءا يوماً بعد يوم . وأوضحت أماني أن استدعاء المحامي من قبل الطاقم الطبي "الإسرائيلي"، جاء بعد أن رفض الأسير تناول السوائل والفيتامينات . وقالت إن "الصفدي وافق على تناول السوائل فقط اليوم، على أن تقدم المحكمة "الإسرائيلية" الأسباب لاستمرار وضعه في الاعتقال الإداري" . والصفدي واحد من أربعة معتقلين يخوضون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم ومنهم سامر البرق (38 عاما) الذي يحمل الجنسية الأردنية ومتزوج من باكستانية، وأمضى نحو عام ونصف العام في الاعتقال الإداري . وحسب نادي الأسير فإن البرق مضرب عن الطعام منذ أكثر من مئة يوم، لكنه يتناول السوائل والفيتامينات التي تبقيه على قيد الحياة . ويخوض إضراباً عن الطعام لأكثر من أربعين يوما أيمن شراونة وسامر العيساوي اللذان أطلق سراحهما في صفقة التبادل التي أجرتها حركة "حماس" مع الحكومة "الإسرائيلية" لكن "إسرائيل" أعادت اعتقالهما مجدداً، متهمة إياهما بعدم التقيد بشروط الصفقة . واتهم مشاركون في اعتصام تضامني مع الأسرى القدامى، وسط مدينة رام الله، المفاوض الفلسطيني بأنه أغفل قضية الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو الذين يقدر عددهم 112 أسيراً، يمضون أكثر من 19 عاماً . وقالت وكالة "معا" الفلسطينية المستقلة إن الاعتصام نظم بمبادرة من الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، ووزارة شؤون الأسرى والمحررين، ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، بالتزامن مع خطوة الأسرى الاحتجاجية التي نظمت خصوصاً لمناسبة ذكرى مرور 19 عاما على توقيع اتفاق أوسلو . وأكد المتحدثون في الاعتصام أنه كان يفترض الإفراج عن الأسرى القدامى بمجرد توقيع اتفاق أوسلو، والاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير، والجانب "الإسرائيلي"، خاصة أن هذا التوقيع مثل بداية صفحة جديدة في تاريخ الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" .