التقى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في مقر إقامته في العاصمة الأمريكيةواشنطن مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. وجرى خلال اللقاء بحث آفاق تعزيز تعاون الصندوق مع اليمن خصوصاً في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها اليمن . وتناول الاخ الرئيس طبيعة تلك الأوضاع الناجمة عن الأزمة السياسية التي نشبت مطلع العام المنصرم 2011م وتطرق الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى طبيعة الاحتياجات الملحة على كافة المستويات وما يعكس الصورة بجلاء واضح لقيادات الصندوق والآليات المحددة لذلك وأكد الاخ الرئيس على ضرورة تفهم الصندوق لان تكون طبيعة الاجراءات استثنائية ايضاً من اجل تلبية تلك الاحتياجات الملحة في المجالات المحددة والتنفيذ بصورة دقيقة وشفافة. ولفت الاخ الرئيس إلى أهمية تجاوز حالات التراخي او التواكل من اجل استيعاب تلك المساعدات.. مشيراً إلى ان الظروف لم تعد تتحمل التهاون ولا بد من استنهاض الهمم لدى كل المسؤولين على مختلف مستوياتهم ومواقعهم مسؤولياتهم من أجل تلافي الوضع واستعادة الحياة الطبيعية المتوازنة وسد فجوات العجز وعثرات الاداء بكل صورة واشكاله. من جانبها قالت مديرة صندوق النقد الدولي ان مؤشرات مشجعة ظهرت مؤخراً بما في ذلك استقرار سعر الصرف والاحتياطيات الاجنبية في الشهور القليلة الماضية. وهنأت الأخ الرئيس بنجاح مؤتمري المانحين اللذين عقدا في الرياض واجتماع اصدقاء اليمن في نيويورك ..مشددة على ضرورة الإيفاء بالالتزامات المعلنة عنها كي يتمكن اليمن من تجاوز التحديات الصعبة . وقالت :" سيظل الصندوق في حوار وثيق مع السلطات اليمنية حول كيفية الاستمرار في دعم ما تبذله من جهود طيبة والبناء على التقدم الذي احرز نحو تحقيق الاستقرار في ظل "التسهيل الائتماني السريع" المتفق عليه في إبريل الماضي".. مؤكدة أن اليمن يمر بمرحلة تحول سياسي غير مسبوق تبشر بمستقبل أكثر رخاءَ للشعب اليمني. وفي ذات السياق استقبل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته بواشنطن مساء الجمعة النائب الأول لوزير الخزانة الأمريكية نيل ولين، حيث جرى بحث الأوضاع الاقتصادية والمالية في اليمن والسبل التي يمكن للولايات المتحدةالأمريكية من خلالها دعم المرحلة الانتقالية الهامة في اليمن. وفي مستهل الاجتماع استعرض الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي مجمل الصعوبات والتحديات التي تواجه حكومة الوفاق الوطني خلال المرحلة الانتقالية المزمنة بعامين. وأشار إلى أن اليمن تجاوزت مرحلة الخطورة إلى مرحلة الصعوبات، ودشنت مصفوفة إجراءات المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية. ولفت الأخ الرئيس إلى جهود حكومة الوفاق الوطني في توفير بيئة اجتماعية مواتية لتحقيق الاستقرار السياسي في الجمهورية اليمنية إلى جانب تحقيق الانتعاش الاقتصادي المنشود وتطبيع الأوضاع الأمنية والإنسانية يمثل ابرز استحقاقات المرحلة الانتقالية الراهنة. وطالب الأخ الرئيس مجتمع المانحين لليمن وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى التسريع ببلورة التوجهات المعلنة. مؤكداً بهذا الصدد ضرورة الترجمة العملية للتوجهات القائمة لدى مجتمع المانحين لليمن بإنشاء صندوق دولي متعدد المانحين لتمويل المشاريع الإنمائية ولمساعدة اليمن على تجاوز خارطة التحديات الكبرى التي تواجهه. من جانبه أكد النائب الأول لوزير الخزانة الأمريكي أن إدارة الرئيس أوباما وجهت بتوفير كافة أوجه الدعم اللازم لتعزيز التقدم في مسار التسوية السياسية الناشئة في الجمهورية اليمنية. وأشار المسؤول الأمريكي إلى الجهود الأمريكية متعددة الأطراف والتي تبذل في هذا الاتجاه من خلال تحفيز كافة الجهات المانحة لليمن للإيفاء بالتعهدات. ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن واشنطن أسهمت بدور فاعل في حشد الدعم الإقليمي والدولي لإنجاح مؤتمري المانحين وأصدقاء اليمن بُغية مساندة جهود حكومة الوفاق الوطني الهادفة إلى تلبية احتياجات واستحقاقات المرحلة الصعبة. حضر اللقاء وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، وأمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور علي منصور بن سفاع، والقائم بأعمال سفارة اليمن بواشنطن عادل علي السنيني، فيما حضر من الجانب الأمريكي مساعد الوزير للشئون التمويل الدولي شالز كولينز، نائب مساعد الوزير لمكافحة الجرائم المالية ومصادر تمويل المنظمات الإرهابية لوك برونين، نائب مساعد الوزير لشئون الشرق الأوسط وأفريقبا اندرو بوكول، نائب مساعد الوزير للمساعدات الفنية لاري ماك دونالد، والمسؤول الاقتصادي لشئون اليمن ماري سيفنستروب . إلى ذلك قام الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وفي إطار زيارته للولايات المتحدةالأمريكية، بزيارة يوم أمس للكونجرس الأمريكي وذلك بناءً على دعوة زعيم الاغلبية في الكونجرس ورئيس كتلة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ هاري ريدو نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أحد اقدم قيادات الحزب الجمهوري في الكونجرس دييك لوجر اللذان رحبا بالأخ الرئيس في هذه الزيارة التاريخية التي تمثل علامة مهمة جداً لتطور العلاقات اليمنية الامريكية خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها اليمن. وقد عقد الجانبان اجتماعا مغلقا في إحدى قاعة الإجتماعات بالكونجرس, جرى فيه تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا والموضوعات على الصعيد اليمني اولاً في ضوء ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وكذا والكيفية التي تمت على مستوى تشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية المبكرة . وفي هذا الصدد استعرض الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي جملة المعطيات المتصلة بترجمة المبادرة الخليجية واعادة هيكلة الجيش والامن . وتطرق الأخ الرئيس إلى موضوع الانقسامات التي حدثت في القوات المسلحة والامن و التصدعات التي احدثتها الأزمة حتى على مستوى المجتمع والأداء العام للحكومة بمختلف هيئاتها ومؤسساتها . وقال الاخ الرئيس :"لقد تمت المرحلة الاولى بنجاح ملموس, و اليمن يقف اليوم على عتبات الولوج إلى أهم اجراء وطني والمتمثل بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ستشارك فيه كل القوى والفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والثقافية وعلى طاولة مستديرة يتم فيها نقاش كافة المحاور والملفات والقضايا التي تواكب القرن 21 بما يتطلب ذلك من مواكبة حديثة لكل قضايا العصر وذلك من أجل خلق قواعد الحكم الرشيد الذي يرتكز على النهج الديمقراطي والدولة المدنية الحديثة و المساواة والحرية والعدالة. وابدى عضوا الكونجرس الامريكي تفهم قيادات السلطة التشريعية في الولاياتالمتحدة للصعوبات والتحديات التي تقف امام التحول السياسي في اليمن .. ودعيا إلى ضرورة مساعدة اليمن من أجل استكمال نجاح المرحلة الانتقالية بكل متطلباتها الامنية والسياسية والاقتصادية وبما يكفل خروج اليمن من الظروف والمحنة التي يعيشها إلى آفاق من التطور والتنمية واستعادة هيبة الدولة واركانها المؤسسية بصورة كاملة. وأشادا بالجهود الاستثنائية التي بذلها الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في سبيل خروج اليمن إلى بر الامان. حضر اللقاء وزير الخارجية الدكتور أبوبكر عبد الله القربي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، وأمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور علي منصور بن سفاع، والقائم بأعمال سفارة اليمن بواشنطن عادل علي السنيني.