أفاد تقرير لمركز "أبعاد للدراسات والبحوث" في صنعاء أن تنظيم القاعدة في اليمن استفاد من الفراغ السياسي وعملية نقل السلطة لتقوية مركزه للتمدد في بعض محافظات البلاد . وحذر التقرير الذي نشر أمس من جهات قال "إنها تسعى إلى إسقاط مدن يمنية عسكرياً بعضها تحت ذريعة القاعدة وتكرار سيناريو سقوط مدينة رداعوأبين كما هو متوقع في إب، الضالع، لحج، عدن وحضرموت والبعض الآخر تحت ذريعة الحماية من القاعدة، كما هو متوقع في ذمار، تعز والحديدة" . وأوضح التقرير أن "غياب الهيكلة التنظيمية وضبابية الأهداف وانعدام الرؤية الاستراتيجية لتنظيم القاعدة جعلته حالياً مخترقاً من تيارات محلية وإقليمية ودولية ما جعله يتحرك في مكان وزمان لا يخدمان سوى تلك الجهات" . وأضاف التقرير: "هناك شخصيات محسوبة على القاعدة بعضها ممن قاتل في أبين والبعض الآخر ممن هرب من السجون وتتواجد حاليا في صنعاء، وهناك تواجد لأعضاء في القاعدة بين النازحين داخل المدارس بمدينة عدن" . واستبعد التقرير أن "يكون لدى تنظيم القاعدة القدرة على السيطرة الكاملة على أي مدينة ما لم يحصل على دعم لوجيستي مباشر وغير مباشر من أطراف ذات علاقة بعملية الانتقال السلمي للسلطة". وعلى المستوى الإقليمي والدولي أكد التقرير أن "تحركات القاعدة في اليمن ستجذب قوى عسكرية دولية بالقرب من المياه الإقليمية اليمنية على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية" . وأشار إلى "أن تحركات أمريكا العسكرية حالياً يحكمها السباق على الانتخابات، ويأتي بعد إعلان انتصارها على القاعدة في أفغانستان واليمن ونجاحها في عملياتها العسكرية السرية، والتي أدت إلى مقتل زعيم القاعدة العالمي أسامة بن لادن وأنور العولقي الذي كان متوقعاً أن يخلف بن لادن في زعامة التنظيم" . ويرى التقرير أن "الاستعدادات الأمريكية ستكون لمرحلة ما بعد وصول أعضاء القاعدة شرق إفريقيا أو في حال استقرار البعض منهم في اليمن، وبذلك سيكون اليمن والصومال ساحة الصراع مع القاعدة في الأشهر القادمة" . وخلص التقرير إلى أن "تهديد التنظيم في المستقبل لحزام شرق إفريقيا الممتد من باب المندب ومن ثم جيبوتي والصومال واثيوبيا وجنوب السودان، مروراً بكينيا وتنزانيا، وصولا إلى جنوب إفريقيا، سيجعل من هذه الدول الغنية بالنفط والمعادن مناطق خطرة يتيح للأمريكيين في المستقبل الاستثمار فيها عبر ما يسمى مكافحة الإرهاب ونقل مركز الحرب الدولية من أفغانستان إلى اليمن" . من جهة أخرى، قال التقرير "إن الأجهزة الرسمية اليمنية تشتبه بوقوف القاعدة وراء مقتل 70 من رجال الأمن بينهم ما يقارب من 20 فرداً ينتمون إلى جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في عمليات وقع معظمها في المحافظات الشرقية والجنوبية بين يناير 2011 ويناير 2012" . ويقدر هذا العدد بنحو 25% من قتلى الأجهزة الأمنية في حوادث مختلفة منذ بداية الأزمة السياسية باليمن.