شهداء بينهم أطفال إثر غارات ليلية على غزة وتصنيف جباليا وبيت حانون "منكوبتين"    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    جماعة الحوثي تطلب تدخل هذا الطرف الدولي لوقف تصعيد الشرعية وقرارات "مركزي عدن"    ضربات هي الإعنف على الإطلاق.. صحيفة تكشف عن تغير أسلوب ''التحالف'' في التعامل مع الحوثيين    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    القبض على أكثر من 300 أجنبي في مديرية واحدة دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية    يقتل شقيقه بدم بارد.. جريمة مروعة تهز مارب    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    فضيحة حوثية تُثير موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي و تُهدد الاقتصاد (صورة)    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد شرطة دبي للنهار الكويتية : أمريكا وإيران والإخوان ثالوث خبيث وسايكس بيكو جديدة تهدد المنطقة
نشر في يمنكم يوم 01 - 03 - 2012

أوضح الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي أن ثالوث الخطر المحدق والشر المتربص بأمن منطقة الخليج تتشكل أضلاعه من أميركا وإيران والإخوان المسلمين مضيفا بأن جماعات الإخوان المسلمين والسلفيين هدفهم كرسي السلطة وليس شرع الله، وهم لا يريدون بقاء أنظمة الحكم الخليجية الحالية وقال ان هذا ما تقوله أفواههم وما تخفيه صدورهم أعظم .
وحذر خلفان في حديث مطول لجريدة النهار الكويتية من ان المنطقة تواجه «سايكس بيكو» جديدة، مشيرا الى وجود مخطط لنشر الفوضى قد يطال دول مجلس التعاون الخليجي، وقال ان امن الخليج لن يتحقق الا بتوافق دول مجلس التعاون وإيران وابتعاد بعض المسئولين الإيرانيين عن أثارة الزوابع السياسية بين الحين والأخر.
.... وفيما يلي نص الحوار:
ايمانا بخبرتكم وعطائكم، هل في ذهنكم واختصاصكم مفهوم للأمن الاعلامي؟
في اعتقادي الامن الاعلامي هو المعيار الذي يحفظ الأمن من الناحية الأعلامية وبمعنى آخر هو ايجاد اعلام بعيد عن اثارة النعرات والتجريح واثارة الفتن، ويناقض القضايا الوطنية بكثير من العقلانية والرأي المستنير، فبذلك يصبح لدينا امن اعلامي، وحينما يكون الخطاب الاعلامي يفرق ولا يجمع فيكون ضارا بالأمن واليوم مع الاسف الشديد نرى بعض وسائل الاعلام تتخذ هذا النمط اسلوبا في عملها. وبالتالي الأمن الاعلامي هو ذلك الذي يحفظ تماسك المجتمع ونسيجه ولكن في نفس الوقت لا يتغافل النقد البناء ابداً، وهناك فرق بين النقد البناء والهدم الذي يضرب في كيان المجتمع، ولهذا كلما عمل الاعلام على اساس ايصال الحقائق بالشكل الصحيح ودون الانفعال لردود الافعال، وكان له استراتيجية لخلق مسيرة متطورة بلا تناحر ولا تطاحن ولا ضرب في الظهور كلما كان اعلاما يخدم الأمن.
العلاقة بين الكويت ودبي كانت قبل الاستقلال والاتحاد ومنذ ايام الشيخ راشد بن مكتوم والشيخ عبدالله السالم كان هناك تعاون لتشابه الاوضاع بين الكويت ودبي من ناحية الميناء والنشاط والمواقع الاستراتيجية، هل ممكن ان نضع ملمحا لذلك التواصل التاريخي؟
انا من الجيل الذي تعلم منهجا تعليميا كويتيا، وللامانة انا اعتقد ان الكويت ارست التعاقد والتآزر والتآخي وكل المعاني الجميلة والراقية السامية، وبمعنى آخر ان الكويت ليست الدولة الوحيدة في ذلك الوقت التي كانت تملك الثراء المالي ورغم ذلك كان لها وصول الى دول خليجية ومد يد المساعدة الأخوية وانا اقول بالحرف الواحد : «لولا تلك المساعدة لما كان يتاح لنا العلم آنذاك كأجيال عاشت تلك في اوساط الخمسينيات من القرن الماضي، يوم ان كان الكثيرون يفتقدون هذه النظرة الشمولية، والشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله أرسى قيما وقواعد امتدت من الكويت الى الخليج وكان نصيب الأسد للامارات في الجانب الصحي والتعليمي وفي العلاقات الأخوية بين البلدين».
هذه المرحلة نحن ايضا في الكويت نعتز بها، ودبي والامارات كان لهما الفضل في فتح الاستثمار لتجار الكويت وجذبهم ويرحب بهم للمشاركة، وهي تجربة كانت مشعة آنذاك ومازال اشعاعها بتميز امارة دبي. وكذلك تذكرت العم بدر خالد البدر اول مدير لدائرة المطبوعات ووكيل لوزارة الاعلام ثم صار مسؤولا عن صندوق تنمية الخليج، فكان هنا في تلك الفترة حين شيدت مدارس ومستشفيات وانشطة معينة، وحدثني بالذات عن فترة مجيء الشيخ صباح السالم في زيارته الثانية الى دبي وكيف ذهب الى الشيخ راشد آل مكتوم ليستأذنه في وضع علم الكويت على مكتب الكويت في دبي قبل الدبلوماسية والاستقلال، فيقول; التفت لي الشيخ راشد وقال لي اتسألني يا أخ بدر «هذه ديرتك وروح حط علم الكويت»، فالشاهد هو تلك الروح الجميلة وأفق وشعور الشيخ راشد آل مكتوم رحمه الله.
احب اقول لك انني مازلت اتذكر ذلك الصباح الذي تلقيت فيه خبر وفاة الشيخ عبدالله السالم رحمه الله وكيف بكيت بكاء مسموعا وكنت طالباً في المرحلة المتوسطة وكنت ابكيه بكاء من يفقد عزيزاً عليه، ففي الحقيقة نحن من الناس الذين ابداً لا ننسى للكويت ولعبدالله السالم ذلك الدور.
نحن في الكويت نخوض مرحلة خاصة في موضوع الديموقراطية بوجود الدستور ومجلس للأمة وانتخابات وحراك سياسي مختلف عن المنطقة، فما شعورك انت كرجل من رجالات الخليج ودبي والامارات من تلك التجربة وكيف تراقب الديموقراطية والحراك في الكويت خاصة في خضم ما يعيشه العالم العربي؟
للامانة انا لست مؤيداً اطلاقاً لأن لا يكون للمجلس سلطان رقابي، بل بالعكس وانا معروف بأن هذا هو توجهي، لكن الطريقة التي تثار فيها المسائل في الكويت طريقة فيها كثير من شرخ وحدة الصف الكويتي وضربه في الصميم، واود ان اقول ان البرلمان ان كان وجد ليكون مشرعاً ورقيباً على السلطة التنفيذية فإن الرقابة انا افهمها بفهم آخر.
وعلى سبيل المثال كلمة «استجواب» فيها كثير من الغلظة متى ما كان هذا الاستجواب في غير محله، فأحيانا ترى نائباً يلقي بالتهم عبر وسائل الاعلام على وزير ثم بعد الاستجواب يظهر انه لا شيء على ذلك الوزير.. طيب هل من الصحيح ان تنتهي الجولة عند هذا فقط! في حين انه لو كان على الوزير شيء يخرج من الوزارة وحين يكون بعيد عن تلك التهم ما الذي يحل بذلك النائب الذي لاقى اغلظ التهم!. اذن ينبغي حين تكال التهم على شخص ما ان يتم التوثق منها من قبل لجنة قانونية وبأن هذا النائب لديه من الأدلة ما يمكن بموجبها ان يرفع صوته على الوزير، وبالتالي مأخذي على التجربة في الكويت ان تتحول المسألة الى خصومة ما بعدها خصومة لمجرد ان الوزير لم يمرر شيئا لنائب او لم يسفر من اجله انسانا للعلاج او لم يعين من اجله احد المحسوبين عليه.
واعتقد ان المطلوب للتجربة في الكويت اليوم هو تغيير اسلوب التقييم وهناك معايير يمكن ان تطبق في هذا الصدد.. قد تتساءل كيف؟.. اقول لك نحن حين نتكلم عن الاداء وقدرة الوزير على ان يقوم بالمهام كما ينبغي او لم يحقق ذلك.. هل طلبنا من الحكومة او الوزير ان كل وزارة يكون لها اهداف استراتيجية تحقق بعد اربع سنوات في عمله وبعدها اتينا ورأينا حقق او لم يحقق.. يصلح او لا يصلح بعد ان نضع له تقييما علميا بمعايير وليس بناء على الاهواء والامزجة والرغبات الشخصية والخلافات مع اطراف وبالتالي النظام البرلماني عمل مؤسسي وله نظام للتقييم لا يختلف عليه اثنان في معايير الادارة ومعايير تقييم الاداء.
ولماذا يبقى البرلمان بعيدا عن ذلك التقييم العلمي الصحيح الذي يقاس به اداء كل وزير وفقاً لمؤشرات اداء توضح انه عمل ام لم يعمل، فهل يجوز ان اقول اليوم انني أرى بأن جميع الوزراء الذين مروا على تاريخ الكويت فاشلون ولا يعملون شيئاً وخرجوا من «المولد بلا حمص».. هل يصح ذلك؟ بالطبع لا.
فأنا باعتقادي يجب ان توضع مؤشرات لقياس الاداء يحددها الوزير واهداف استراتيجية اذا وعد بها يقيم عليها بعد ثالث عام له في رأس عمله، لنعرف مؤشر ادائه اذا ما كان مرتفعا ام منخفضا، فلهذا اليوم يجب ان تطبق اصول الادارة لان بدونها ستبقى المسألة مجرد تراشق ألسنة.
معالي الفريق الآن نرى في العالم العربي اندماج الاسلاميين في الحياة الديموقراطية كوسيلة لهم للوصول الى الحكم كما تفضلت معاليكم في حوارات سابقة، فهل بعد ما حققوه من نتائج مازلت ترى بأن غايتهم الوصول الى الحكم؟
لست انا من اقول، بل الواقع يقول من تونس الى مصر وغيرهما من الدول. انا اعتقد ان القضية وما فيها.. اذا اليوم ستتحول الأمور الى ان فئات اسلامية سواء سلفا او شيعيا او «اخوانجيا».. اقصد من الاخوان ونستمر في هذه الصراعات فتبقى المسألة مرهونة بأن كلٍ منهم يريد ان يجعل الوضع لصالحه، لذلك ينبغي الا ننظر الى ذلك الجانب، فباعتقادي اول ما يأتيني شيء يسمى حزب اسلامي من الاخوان فمعناه انه اخذ مسلك الفئوية وانحصر فيها، بينما نحن اليوم نريد من يمثل كل الناس والاطياف.
وتابع القائد قائلاً وهو متعجب: انظر الى البرلمان المصري لماذا نرى فيه اناسا بعمائمهم من «الأزهر» بينما قل لي كم قسيسا او راهباً في برلمانات اوروبا!.
فاليوم اذا خرجت بشكل ديني في برلمان فأنت اذن تمثل تلك الفئة فقط، والسؤال هل التمثيل يكون للجميع ام لفئات؟. واليوم نحن نريد اليوم الابتعاد عن الفئوية والطائفية.
يعني «مرحبا ان يجيء واحد في البرلمان من السلف او الاخوان، ولكن لا يروح يعتقد بأن منظوره وعمله فقط لهذه الجماعة او تأييدهم وعدم الاكتراث للآخرين» فهذا لا يجوز لأن ممثلي الشعب يمثلون كل الاطياف.
وهل ترى أن الاسلاميين في تجربة الكويت يريدون فرض ايديولوجيتهم، خاصة أنهم اصبحوا اغلبية ورغب بعضهم بإزالة الكنائس وآخرون يريدون ان يكون مصدر التشريع هو الاسلام وحده؟
«لو افترضنا انهم يريدون مصدر التشريع هو الاسلام.. فالاسلام نفسه يقول..«لكم دينكم ولي دين» مع الاسف الشديد هم لا ينظرون إلى ذلك. واود ان اقول نحن لسنا بحاجة لأن تأتينا احزاب تأخذ الدين كعصاة «تهوش بها على كل من يعارض تلك التحزبات الدينية». انا اريد الانسان مواطناً خالياً من اي مظاهر فئوية، واذا برزنا بهذا الشكل وبأننا لا ننظر الى الاحزاب كأحزاب دينية «لانهم اذا دخلوا في الدين ادخلونا في مشكلة»، فمن الممكن ان يكون هناك حزب ديموقراطي او حزب وطني وبمسميات غير الدين، لاننا اذا ادخلنا مسميات الاحزاب في الدين ستتعقد علينا المسائل وانا هذا هو اعتقادي.
أنتم اول شخصية عربية أمنية وصلت الى ممارسة ما يمكن تسميته ب«الأمن التنموي» ومارستموه واقعيا في دبي من خلال القيادة الرشيدة، وعلى اعتبار انه لا تنمية ولا استقرار اقتصاديا ان لم يكن هناك امن، لذلك نريد منك ان تحدثنا عن هذا المفهوم في تجربتكم؟
المال.. لن اقول عنه جبان.. كما قالوا من قبل ان «رأس المال جبان».. فأنا اقول بأن رأس المال ذكي ويأتي للمكان الآمن.. فما لم تحقق الأمن بكل مفهومه النفسي وامن الطريق وغيرها.. فلن تجذب رأس المال. فأنت اليوم هل تعلم بأن دبي وصلت فيها نسبة الوفيات في حوادث السير الى 3.5 لكل مئة ألف من السكان وهو رقم ينافس الدول الاسكندنافية في أمن الطريق رغم ما تمتاز به تلك من عدم تعددية الثقافات بينما نحن لدينا اناس من جبال افغانستان او اسيا يقودون المركبات، فحينما نحقق هذا في دبي وكذلك نصل بنسبة القتل بين السكان الى 0.03 أي 10 حالات لاكثر من حوالي 3 ملايين من تعداد السكان فإن هذه المؤشرات التي تدل على انخفاض الجريمة تجذب الانسان فيأتي ساكناً وممارساً لعمله وسائحاً وكذلك تجذب الشركات والمؤسسات للاستثمار، فهذا هو الذي يجعل التنمية تزدهر في اي بلد تبذل به الجهود لتخفيض معدلات الجريمة. واليوم نحن نعمل باستراتيجيات ومنهجيات استطاع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ان يضعها كسياسة تمارس على ارض الواقع وعليها رقابة حكومية ولجان مستقلة تقيم اداء كل دائرة حكومية في الدرجة التي وصلت اليها من اداء، وعلى سبيل المثال نحن اليوم مطلوب منا ان نستقصي اراء المواطنين والمقيمين والزوار في انهم راضون عنا كشرطة ام غير راضين، ولهذا حين تعمل انت خدمة ترضي الناس بها.. يبدأ الناس يقبلون إليك.
بدأت الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على مستوى الخبراء بحث فكرة الاتحاد بين دول مجلس التعاون، وانا اتصور ان الاتحاد يقوم اساسا على الأمن في ظروف كل بلد المختلفة عن الأخرى، فهل هناك نهج في تصورك من الممكن ان يستفاد منه في بحث هذه التجربة في القادم من الامور ان حدث ذلك اي الأمن الخليجي، والان بدأ التنسيق لكن في وضع الاتحاد فستختلف الأمور؟
انا في اعتقادي ان الاتحاد الخليجي مهم جدا، لأننا اليوم لو نظرنا الى الدول الاوروبية.. فهل كانت بحاجة لأن تكون في اتحاد وهي الدول الأقوى والأمتن اقتصاديا وعسكريا والتعداد البشري؟.. لكنها ارتأت ان في هذا العصر وهذا العالم لابد من ان توحد مواقفها واقتصادها واسواقها واجراءاتها وان تجعل لها من خلال الاتحاد ثقلا في العالم، ونحن نقول «يد الله مع الجماعة».. وتعطي القوة، لكن البعض يفسر اننا حين نقيم اتحادا فإن قصدنا هو مواجهة طرف اخر، وانا اقولها اننا لو فكرنا في هذا التفكير فسيكون تفكيرنا ناقصا، وعلينا ان يكون اتحادنا سلامة لنا ولغيرنا فهذه هي الغاية.
لكن في الجانب الامني لديكم انتم الخبرة في نوعية الامن التنموي، فأتمنى ان يسود هذا الفكر ويأخذ به في منظور الاتحاد الخليجي؟
انا باعتقادي بأن الشرطة تلعب دورا مهماً جداً في استتباب الامن وفي الرضا العام. واود ان اقول.. اذا تحول العسكري الى صورة «بوكلبشة» فسوف يسهم في احداث نوع من ردات الفعل التي لها انعكاسات في الجانبين، ونحن فكرنا ما الذي اشعل وقود ثورة بحالها في تونس.. ووجدنا انها صفعة سيدة او امرأة في وظيفة امنية لشخص لديه طاقة وعوز وحاجة.. والمستغرب ان رجل الأمن بدل من ان يكون معينا كان مهيناً للناس، اذن جهاز الامن يجب ان يعكس صورة الحكومة ثم المواطن الخليجي الذي يمتاز باللطف وغير الدموي وانسان متحضر وودود وصاحب اخلاق عالية، خاصة ان رجل الامن من هذا المجتمع.. لذلك ألا يفترض عليه ان يعكس صورة بلده في التعامل مع الناس والتعاطي مع المواطن والمقيم؟.
أما اذا خرجت انا بعنجهية وعصا غليظة وبشخصية لا تتعاطى مع الناس قلباً وغالباً ولا يشارك الناس افراحهم.. فهذا معناه اننا خلقنا فجوة بين رجل الامن وبين الشعب وبالتالي نكون قد خلقنا اشكالية كبيرة.
هل تتوقع دخول المنطقة في حرب مقبلة؟
مع الاسف الشديد انا لا ادري الان.. لكن ما يسربه الغربيون هو ان هناك ضربة قادمة الى إيران وهذا التسريب لم يعد سراً الآن، ولكن هل هو الآن يأتي من اجل التفاوض مع ايران على برنامجها النووي كوسيلة ضغط او فعلاً هناك نية جدية لتوجيه ضربة. وفي جميع الاحوال اعلم تماما بأن الغرب يبحث عن مصلحة ومتى ما رأى مصلحته بأن تكون المنطقة في حرب فسيقيم الحرب واذا ما رأى انها ليست في مصلحته فإنه لن يقيمها ويبقي المنطقة بلا حرب، والمسألة هي صراع مصالح.
في خطابكم أخيرا في مؤتمر البحرين الامني تناولتم أميركا وايران و«الاخوان»، فإلى اي مدى هذا الثلاثي من الممكن ان يشكل قلقاً وخطراً امنياً على المنطقة؟
انا قلت انه يهدد امن المنطقة، واولا مع الاسف الشديد.. ايران.. «انا متأسف ان اقول هذا.. ولا بودي ان اقول هذا» ولكن لها سوابق في الكويت والخليج منذ 1985 والتفجيرات والاسلحة وما اتضح تاليا بأن القيادات العليا ربما لا تعلم بتصرفات جماعات في اجهزة استخباراتية، ومع الاسف الشديد احيانا يعملها الصغار ويتورط بها الكبار والدول، ونستذكر هنا محاولات اغتيال الشيخ جابر الاحمد رحمه الله، وايضا كانت هناك محاولة لاغتيال الشيخ عيسى بن سلمان ونحن من قبضنا على المجموعة التي كانت تخطط لاغتياله وكانت متدربة في ايران. فأنا اقول بأن القيادات الدينية العليا ربما لا تعلم بممارسات الناس التي في الاجهزة الاستخباراتية وهذا الأمر مردوده سيئ على العلاقات.
واليوم نحن نقول اذا كان كل طرف يحاول ان يخلق له مشكلة على الطرف الآخر فستبقى امورنا على هذا الشكل، الا اذا وجدنا ان الصحيح هو ان لا يتدخل طرف في شؤون الطرف الاخر، وللأسف ان الواقع يقول خلاف ذلك. وانا ادعو الى ان يكون كل طرف بعيدا عن التدخل في الطرف الاخر. اذن اذا ما استمرت السياسة الايرانية على النهج القديم بأن الاجهزة الاستخباراتية تحاول تحريك خلايا هنا وهناك فإن هذا الشيء سيهدد امن الخليج.
اما «الاخوان» اليوم فهم يتوثبون للقفز على المراكز القيادية والهيمنة عليها ونحن جربنا في سنوات ماضية.. ما جاءوا الى وزارة الا «حطوا من الناطور الى الوزير محسوبين عليهم» وحتى لو وضعوا في بعض الاقسام اناسا من شرائح واطياف اخرى الا ووضعوا نائباً له يمتلك الصلاحيات، فأنا اقول سواء كان السلف او الاخوان او كذا.. طالما جاء طرف ديني.. سيعلق الامور على «انك معي ان كنت في نفس الاطار.. ولست معي ان كنت خارج هذا الاطار»، و«الاخوان» لو اتيحيت لهم الفرصة للتغيير ستجدهم كما يتحدثون في منتدياتهم عن الاصلاح وكأن الدنيا فاسدة، لكن انظر حينما اتى الغنوشي في تونس قال ان الحياة الطبيعية التي كانت من قبل موجودة والممارسات من فندقة وخلافها من مشروبات ستمارس طبيعياً في الحياة العامة. لذلك الاشكالية لم تكن مسألة دينية ولو كانت كذلك لحكموا بالدين ولكن المسألة قفز الى الحكم، وانظر في السابق كيف كانوا ينتقدون تلك الاشياء ولكن حينما اتوا الى السلطة لم يغيروا شيئاً من تلك الممارسات التي هي خلاف لاحكام الشريعة، وهم الان يتحدثون في منتدياتهم ان كل شيء فاسد وان الاصلاح يأتي من خلالهم فقط وهذا ليس كلامي بل كلام من دخلوا وخرجوا منهم بأن «الاخوان» يعتقدون بأن جميع الناس على خطأ وهم الوحيدون على صواب.
انا اريد ان اصل ذلك في موضوع الملف المصري وانهم الان هيمنوا على مجلس الشعب، فكيف ترى المستقبل المصري في ظل قلق مجموعة من الناس واخرين يرون التشرذم يحصل؟
سبق ان قلت في رمضان في لقاء صحافي اعده نادي الصحافة في دبي.. ان لدي توقع 10 في المئة واحيانا هذه النسبة البسيطة قد تكون صحيحة بأنه قد تكون هناك اياد خفية كانت تلعب بالاحداث في مصر، والان المنظمات الاجنبية الاميركية وغيرها التي في مصر وتسمى منظمات مدنية التي قدمت للمحاكم والقضاء لممارستها اعمالا غير مشروعة اؤكد لك بأنها منظمات ليست مدنية وانما منظمات استخباراتية جاسوسية عسكرية في مصر، وهي التي احدثت كل ذلك في مصر.. والا لماذا تقدم الان الى القضاء لان وجد عليها ادلة تدينها وتصلح بتقديمها الى العدالة وكيف وجد النائب العام في اوراقها خرقاً حين قرأها. وادعائهم بأنهم منظمات مدنية يسمى في الجاسوسية «under cover» اي الغطاء الذي يستخدمونه بأنهم منظمات حقوقية ولكنهم في الواقع منظمات امنية استخباراتية غربية، فإذا كانت تلك المكاتب الاستخباراتية التي يسمونها مدنية ونحن نقول بأنها عسكرية.. قد اتت بالاخوان فإذا هذه العباءة التي كانت تغطي اكتاف الاخوان ويتغطون بنشاط غربي وهذا تقديري لأمر واضح، والعرب يقولون بأن «الأثر يدل على المسير».
ايضا في الندوة التي اقيمت في مملكة البحرين تحدثت بأن هناك دولة خليجية تغرد خارج السرب ولم تسميها بالاسم في مداخلتك هناك؟
انا قلت هناك تغريد خارج السرب، وانتم تعلمون من يغرد خارج السرب.. وانا لا اريد ان اسمي احداً، ولكن اقول ان كل من يتعاطى مع طرف ترى دول الخليج بأن التعاطي معه يمثل اشكالية يعتبر تغريدا خارج السرب، واي قرار تتخذه اي دولة خليجية منفردة دون غيرها فإنها تغرد خارج السرب، ونحن اليوم في مجلس التعاون الخليجي يفترض ان يكون موقفنا تجاه كل قضايانا موحدا وليس واحد يقول نعم واخر يقول لا وبالتالي نخترق.
وما توقعاتكم لانعكاسات حرب أهلية متوقعة في سورية اقليمياً او في حال تعرضت سورية للتدخل العسكري الخارجي المباشر لاسقاط النظام؟
مع الاسف الشديد.. الان البلد يدفع دفعاً الى التأزم كما هي الحال من قبل في ليبيا وكل مرة تخرج مجموعة وتنفصل من العسكريين وتنضم الى ما يسمى الجيش الوطني، وكل مرة يخرج قرار اممي بوضع عقوبة على سورية، ولذلك الحرب قد تحدث، ولكن حينما نتحدث عن حرب اهلية فنحن نتكلم عن نسبة 10 الى 90 في المئة... وحقيقة انا التقيت بالرئيس بشار قبل اكثر من 9 سنوات وقلت له يا فخامة الرئيس.. المواطن العربي يرى اليوم في الرؤساء العرب الجدد بشائر خير، وللامانة كان رد الرجل لي كالتالي: «انني سوف اسعى جاهدا الى عملية تغيير.. لكن انا لدي حرس قديم وتغييره ليس بالأمر السهل» ومعنى هذا ان الرجل كان ينوي القيام بعمليات الاصلاح ولكن تلك العمليات لا تدور عجلتها بسهولة في الاوطان العربية، وانا لا يساورني ادنى شك في ان الرجل لم يكن يقصد ان يدخل في المأزق الذي دخل به الآن ولعله يتحاشى ان يضع نفسه في هذا الموضع.
ولكن للاسف الشديد اليوم ما يسمى بالربيع العربي اخشى انه يثبت انه ليس ربيعاً عربياً وانما خريفاً الى حد الجوع، اذ اصبح المواطن المصري اليوم يعاني من ضائقة وعدم وجود فرص عمل واقتصاد يعاني شبه الانهيار واحتمال ان يتهاوى، وبالتالي الاشكالية الكبرى.. هل هذا «ربيع»؟.. انا اشك بهذا.. ويتساءل البعض لماذا!.. لان في اعتقادي المتواضع ان العرب لا يصنعون التاريخ ولكنهم على هامشه كما قال «هيكل» يوما ما.
ولهذا مع الاسف الشديد اود ان اقول ايضا اننا «يا ما جُرجرنا» الى افغانستان واحداث أخرى، واكتشفنا بعد ذلك انها كانت مجرد لعبة سياسية.. ونحن نحوم في فلك ولا نعي ما يجري حولنا.. وانا اخشى ان يكون هذا «سايكس - بيكو» جديدة للوطن العربي.. وانظر كيف ضرب العراق وقسم الآن ولا شك في انها قسمت واصبحت شمال ووسط وجنوب ولا يمكن ان تكون لها في يوم من الايام قدرة على التعاطي مع عدو. وثانيا تتقسم سورية، ومصر اصبحت مكبلة باتفاقيات، فهل القادم «لا قدر الله» لنا في الخليج يتجه نحو دولة خليجية اخرى وهناك سعي لخلق فوضى في المملكة وفي البحرين وفي دول خليجية اخرى.. «الله اعلم».. وهل هذا هو «الربيع».. انا اقول كان بالامكان احداث تطوير في منظومة الحكم العربي لكن دون ان يكون هذا الذبح والتقتيل والتمكين.. وتكون المطالبات عادية سلمية ودون اقتتال وعبر قنوات مدنية.. وهو السبيل الافضل.
هل تتفق معي فيما فهمته انا من حديثك بأن تداعيات الربيع العربي ستكون سياسية وتقطيعية لاوصال كل دولة عربية؟
انا اقول انه لن يكون ربيعاً عربياً اطلاقاً، اولا.. نتساءل ما الذي سيحدث.. ولنكن واقعيين.. فدول الخليج لن تكون على وفاق مع توجهات الاخوان المسلمين كحكومات.. والاخوان الذين هم الطرف الاخر «حسب خبرتي الطويلة وكذلك من خلال كلامهم» لا يرغبون في حكم خليجي على هذه الشاكلة.. وهم يرددون ذلك.
وتابع الفريق خلفان باستغراب: «اذا كان هذا ما تقوله افواههم.. فإن ما تخفيه صدورهم اعظم».. هذا الكلام يدعهم «يزعلون علي» ولكن هذا الواقع.. واحدهم يشبه حكومات الخليج انهم فاسدة واجهزتها فاسدة ونظامها فاسد.. وهؤلاء كلما اصلحت لهم حال قالوا انك لست على صواب.. ولا تستطيع ان تصل معهم الا على المطلب الذي هم يريدون.. واذا كان هذا هو «منوالهم» واستراتيجيتهم.. فأعلم انهم يهادنون ولكن اول ما تسنح لهم الفرصة للقفز على الاكتاف فإنهم يقفزون.
لقد لمستم موضوع العراق في اطار حديثك عن الربيع او الخريف العربي ولكن وضع العراق بالنسبة لنا كدول مجلس التعاون وما يحدث من علاقة بين ايران والعراق والوجود الايراني المتسع، هل هناك نظرة الى خط توقف للاشكالية التي في العراق الان؟
انا في اعتقادي ان ايران ينبغي عليها ان تصف مع دول الخليج، وان تصف دول الخليج مع ايران، وان تتعاطى ايران بتعاون خليجي، وفي يوم من الايام انا قلت ان على ايران الا تنظر الى دول الجوار كدول معادية لها والعكس صحيح، فإذا حدث هذا التآزر وفي ظله على سبيل المثال حدثت لها مشكلة مع الامارات والامارات الجميع يعلم بأنها تطرح القضية لحل النزاع في محكمة العدل الدولية وهذا مطلب شرعي ومعقول واسلم من اي شيء اخر، وبالتالي يصبح كل من لديه حجة يقدمها ويكون الحكم دوليا وعادلاً، ولماذا اليوم الامارات تقبل بالتحكيم وايران لا تقبل بالتحكيم.. والامور لو تحل على هذا الشكل ستكون امورنا جميعنا صافية.
واحيانا نسمع ان مسؤولا ايرانيا يخرج علينا ويقول ان كل هذا الخليج اجزاؤه ايرانية وان البحرين ايرانية، ومثل هذه المطالبات احيانا تخرج من بعض الناس الذين يريدون خلق الزوابع السياسية في المنطقة.. ولكن السؤال هو هل هذا السلوك يخدم أمن الخليج!.. انا اقول ان امن الخليج لا يتحقق الا بتوافق الطرفين وباحترام كل طرف للطرف الاخر.
وبالنسبة للعراق.. يبقى في شد بين شمال الخليج وبين جنوبه.. والعراقيون بين السندان والمطرقة، وتأثير ايران موجود عليهم ومن ناحية اخرى لا يستطيعون ان ينسلخوا من الامة العربية وهنا تكمن الاشكالية.
العمالة الاسيوية في منطقة الخليج تحديداً وايضا من وفق تجربتكم وتعاملكم الواقعي والعلمي في دبي، هل من الممكن ان يشكلوا هؤلاء خطراً؟
العمالة التي في الخليج عموماً يجب ان يصاغ لها نظام على مستوى الاستمرار بحيث حين يخرج يقطع ارتباطه ثم من الممكن ان تسمح له بالعودة مرة اخرى، لكن لا تبقيه في عملية استمرارية.
قبيل طرح فكرة الاتحاد الخليجي ألا تتصور ان الأمن لم يعد كلية عسكرية بل اصبح منظومة للانضباط والاستخبارات وتعامل مع المجتمع وغيرها، وبالتالي تستدعي الحاجة ان يكون لدول الخليج معهد للعلوم الامنية منطلقاً من الروح التي تمتاز بها والتجربة التي تمارسها واوصلتها الى العالمية؟
نحن انشأنا ادارات في الشرطة نسميها ادارات خدمة المجتمع، وبمعنى آخر تصل الى المجتمع وترى الحاجات التي ينبغي ان نخدمه فيها وتعمل له مبتغاه وحاجته «والا ما الفائدة منا!».. وبالتالي نعم انا اعتقد بأن الشرطة اليوم يجب ان تكون شرطة مجتمعية.. ومنذ ما يقارب ال25 سنة حين اخذت هذا المنحى في الامارات اتهموني قادة الشرطة في الامارات بانني احول جهاز الشرطة الى جهاز مدني.. وقلت لهم «اذا كنتم تعتقدون بأنني احول الجهاز العسكري الى جهاز مدني وان هذا سيضعف الانضباط.. ليكن في علمكم ان القوة الأمنية اريدها ان تكون ضد المجرمين فقط وهم القلة.. اما النسبة العظمى من الناس فهم اسوياء وابرياء سواء كانوا مواطنون او مقيمين وليس لهم علاقة بالجريمة»، فلماذا لا اتعامل معهم المعاملة التي لا تنفر وتشعرهم بانني انا في الخدمة الحكومية هذه لخدمتهم ولهذا نحن في كل مرة نجدد حملة توعوية اعلامية.. وهذا العام حملتنا بقيادة مني شخصياً بعنوان «انا موظف خدمة عامة» بمعنى اخر ان لك الحق بأن تسألني في مطلبك وان ألبيه على طبق من ذهب اذا ما تمكنت واستطعت ما دمت انا في موقع المسؤول واذا خرجت انا يبقى العمل لا يتغير بخروج ضاحي.. بل هو عمل مؤسسي قائم على هذه الخدمة، فنحن اليوم ايضا على سبيل المثال نسعى الى تقديم الخدمة بهذا الشكل..
وتساءل الفريق: «لماذا هذه الخدمة تقدم من خلال القطاع الخاص برقي.. في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بالصرف علي وتمولني.. دون ان استطيع ان اقدم خدمة الحكومة بشكل مرضٍ على اقل تقدير.. ما لم تكن غير متوقعة».. ونحن بالفعل نهدف الى تقديم الخدمة الامنية بشكل غير متوقع وهذا جزء من واجبنا.
نحن بالفعل نتمنى ان تعمم هذه التجربة وهذا الفكر لتكون في كل بلد خليجي وبشكل متكامل؟
هذا يتطلب ادخال مفهوم الجودة الشاملة ومعاييرها في ممارستنا لاعمالنا.
سمعنا بأنه ستسند إليكم مسؤولية مهمة في المستقبل على مستوى دولة الامارات او دول مجلس التعاون؟
الفريق ضاحي مبتسماً: انا الان في عمر الواحد والستين واي وظيفة جديدة بالنسبة لي اعتبر نفسي في مقابلها بسن التقاعد، ولكن انا اؤمن بأن الخدمة ليست في الضرورة من خلال المنصب.. وانت مثلاً كرجل اعلام من الممكن ان تخدم دول الخليج من خلال ممارسة عملك اليومي.. وانا ليس لي مطمع في موقع ما.
البوم الكويتي وسفينة الشرطة
علّق الفريق ضاحي خلفان اثناء قيام نائب رئيس التحرير الاستاذ رضا الفيلي بنقل تحيات العم جواد أحمد بوخمسين رئيس مجموعة بوخمسين القابضة والزميل رئيس التحرير عماد بوخمسين له وتسليمه تذكاراً متواضعاً عبارة عن مجسم من السيد جواد بوخمسين عن البوم الكويتي الذي يمثل رمزا تاريخياً، قائلا: «هذه السفينة عزيزة علي، واولا الوالد كان نوخذة من النواخذة، وثانيا أنا فتحت عيوني وأنا طالب عليه في كراسات المدارس وكان مرسوماً عندي». ولاحقاً قدم الفريق ضاحي خلفان درعاً تقديرية لأسرة «النهار» معبراً عن شكره وتقديره للزيارة قائلا: «انظر الى شعار الشرطة لدينا.. ليس كمثل الدول العربية التي غالباً ما يكون سيفاً أو سلاحاً لسفك الدماء.. بل نحن اخترنا السفينة».
بطاقة تعريف
الفريق ضاحي خلفان تميم المهيري (مواليد دبي، 1 أكتوبر 1951) قائد عام شرطة دبي، وعضو المجلس التنفيذي في حكومة دبي، كما شغل منصب رئيس اتحاد الامارات لألعاب القوى سابقاً، وساهم في انشاء أول ادارة لرعاية حقوق الانسان عام 1995. وهو عضو مجلس الأوقاف والشؤون الاسلامية.
ابتعث ضاحي خلفان الى الأردن في أول بعثة تدريبية لشرطة دبي خارج دبي ليتخرج فيها عام 1970 وذلك قبل قيام الدولة. كما حضر الكثير من الدورات التدريبية في مجال العمل الشرطي والمباحث الجنائية. عام 1979 عين نائباً لقائد عام شرطة دبي وترقى في مناصبه حتى عُين عام 1980 قائدا عاما لشرطة دبي. وترى العديد من المصادر أنه استطاع بناء مؤسسة شرطية في غاية التطور والحداثة ودفعها لتبني أعلى معايير الجودة. كما حصل على شهادة درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الحياة الجديدة المفتوحة للتنمية البشرية لجهوده في التنمية الأمنية. قام بانشاء «غرفة العمليات الشرطية» التي تعتبر واحدة من أفضل غرف العمليات الشرطية عالمياً؛ بالاضافة الى ادخال نظام مراقبة الدوريات عبر الأقمار الصناعية، كما قام بانشاء المختبر الجنائي، وادخال نظام البصمة الوراثية (DNA). أدخل نظام المرور الالكتروني عام 1986 وكان ذلك يمثل أول استخدام للكمبيوتر في دوائر حكومة دبي. كما أدخل الكثير من الاصلاحات كانشاء قسم الطب الشرعي وفرق الانقاذ البحري، والبري، والجوي. وانشاء نظام البصمة الالكترونية على مستوى الدولة. وانشاء أكاديمية شرطة دبي وانشاء ادارة التخطيط والموارد البشرية، وادارة أمن الهيئات والمنشآت، وادارة حقوق الانسان.
تحت قيادته نالت شرطة دبي عام 1998 جائزة (أفضل دائرة في الأداء الحكومي المتميز) في أول مسابقة تجريها حكومة دبي. كما نالت شرطة دبي 8 جوائز عام 1999، و9 جوائز عام 2002، و3 جوائز عام2003، من جوائز الأداء الحكومي المتميز لفئات مختلفة في تلك الأعوام. عام 2004 ، نال الفريق ضاحي خلفان جائزة أفضل شخصية تنفيذية اقليمية في الشرق الأوسط. وفي مارس 2002 نال جائزة الأمم المتحدة لأبرز شخصية عربية في مكافحة المخدرات، وميدالية الدفاع الاجتماعي من قبل صاحب السمو حاكم امارة الشارقة، ونوط الأمن الوطني من المملكة العربية السعودية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.