قال نشطاء من المعارضة ان المدفعية السورية قصفت أجزاء من مدينة حمص وان 37 شخصا على الاقل قتلوا في اشتباكات في مناطق متفرقة من البلاد يوم الجمعة في حين حث مبعوث السلام كوفي عنان الرئيس بشار الاسد على أن يأمر قواته بأن تبدأ بوقف اطلاق النار والانسحاب. وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان في جنيف "الموعد النهائي هو الان... نتوقع منه (الرئيس السوري بشار الاسد) تنفيذ هذه الخطة على الفور." وقال نشطون مناهضون للحكومة ان انسحاب الجيش الى قواعده سيسمح بعودة الاحتجاجات السلمية الحاشدة. لكن لم تكن هناك أي علامات على مظاهرات خالية من المخاطر يوم الجمعة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان اشتباكات عنيفة دارت في عدة محافظات من بينها دير الزور في شمال شرق البلاد. وأضاف المرصد ان سبعة مدنيين لقوا حتفهم في القتال هناك الذي قتل فيه أيضا اثنان من مسلحي المعارضة وثلاثة جنود. وقال ان القوات أطلقت النار على احتجاجات في عدة أحياء في دمشق. وقتل شخصان في تبادل لإطلاق النار بين مسلحي المعارضة والقوات السورية وقال المرصد ان اشتباكات اندلعت بين الجماعات المنشقة المسلحة وقوات النظام في حي جوبر بدمشق بعدما حاولت قوات الامن تفريق احتجاج. وفي حمص ثالث اكبر مدينة سورية قال سكان ان قذائف مورتر انفجرت عندما داهمت قوات مناطق مناهضة للأسد وقتلت عشرة مدنيين. وفي الشمال أصيب عدة أشخاص في اشتباكات في حلب وقال ناشطون ان انفجارا أصاب ستة جنود وخمسة مدنيين بجروح خطيرة. وقال الأسد انه لن يدخر جهدا لتنفيذ مقترحات عنان للسلام لكنه حذر من أنها لن تجدي نفعا اذا لم يتوقف الدول الاخرى عن تمويل وتسيلح المعارضين. وتقول الأممالمتحدة ان قوات الأسد قتلت تسعة ألاف شخص على الأقل. وتقول الحكومة ان نحو ثلاثة ألاف من أفراد الجيش والشرطة قتلوا. وحاول فوزي ازالة اي غموض يحيط ببنود وقف إطلاق النار الواردة في خطة من ست نقاط قال الأسد انه قبلها وقال ان على الجيش السوري أن يتحرك اولا ويظهر حسن نيته بسحب الدبابات والاسلحة الثقيلة والقوات من المدن. وقال فوزي "اذا قرأتم الاتفاق... فانه يطلب من الحكومة تحديدا سحب قواتها ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز المأهولة. المعنى الضمني الواضح جدا هنا هو أن على الحكومة أن تتوقف اولا ثم تناقش وقف الإعمال القتالية مع الطرف الاخر والوسيط." وتطلب الخطة أيضا من قوات المعارضة المزودة بأسلحة خفيفة وقف أطلاق النار. لكن الجيش السوري الحر لم يقل ما اذا كان يقبل بمقترحات عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية المشترك كما لم تتبن جماعات المعارضة السياسية دعوته للحوار مع الأسد بشكل صريح. وقال دبلوماسيون انه قد يطلب إرسال بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ خطة السلام. وقال ناشط ذكر ان اسمه ابو محمد ان عنان الذي يمثل الاممالمتحدة والجامعة العربية "سيحتاج أن يشرح للجيش السوري الحر ما يريدونه وما هي الشروط وسيتوقف هذا على الموقف حينذاك." وأضاف "دعونا لا نسبق الإحداث. أولا نريد أن ينتهي حمام الدم هذا." وأردف قائلا انه اذا تم تبني خطة الأممالمتحدة ونشر مراقبي السلام فيمكن أن تحتج المعارضة سلميا كما فعل المصريون خلال انتفاضتهم على حكم الرئيس السابق حسني مبارك "لكن هذا لن يحدث." واجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع العاهل السعودي الملك عبد الله في الرياض يوم الجمعة لبحث الصراع في سوريا قبل اجتماع "اصدقاء سوريا" مع زعماء المعارضة ووزراء خاريجة عرب وغربيين في اسطنبول في مطلع الأسبوع القادم. وتصدرت السعودية وقطر الجهود العربية للضغط على الأسد لإنهاء الحملة ضد المعارضة وللتنحي. وقال السفير الأمريكي الاسبق روبرت جوردان "الخيارات السياسية محدودة للغاية. الولاياتالمتحدة ليست في وضع يتيح لها تسليح المعارضة أو تقديم أي نوع من الدعم العسكري لهم. وعليه أظن أنه ستكون هناك جهود من جانب السعوديين لتنسيق المقترحات أو على الاقل شراء الوقت لصالح المعارضة (السورية)." وقال معارضون ان انسحاب الجيش اذا حدث سيسمح لهم بالعودة للمظاهرات السلمية. وقال النشط المناهض للاسد وليد فارس انه لم يحدث شيء يمكن أن يرفع الروح المعنوية للناس لكنهم وصلوا الى مرحلة اللا عودة. وتابع ان السؤال الحقيقي هو هل سينفذ الأسد حقا مبادرة عنان مضيفا أن هذا لن يلبي حتى الحد الادنى من المطالب فيما عدا السماح للناس بالتظاهر سلميا دون التعرض لاطلاق النار وقصف بيوتهم. وقالت ايران انه تم الإفراج عن 12 مواطنا ايرانيا خطفتهم "قوات المعارضة السورية" في اواخر ديسمبر كانون الاول بينهم خمسة مهندسين يعملون بمحطة كهرباء سورية في حمص . وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء ان "عصابات مسلحة" سورية خطفت عشرات الزوار من ايران. وفي يناير كانون الثاني نشر معارضون سوريون لقطات فيديو لسبعة رجال قالوا انهم جنود إيرانيون ألقي القبض عليهم في سوريا. ولم يتسن التحقق من صحة اللقطات. وتساعد ايران حليفتها سوريا في التغلب على العقوبات الغربية من خلال أمدادها بناقلة لشحن النفط السوري الى الصين مما سيدر عليها 80 مليون دولار تقريبا. وحمت الصين وروسيا الاسد من التدخل الخارجي من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارين مدعومين من الغرب في مجلس الامن يدينان سوريا. والصين غير ملزمة بالعقوبات الغربية على سوريا. وسعت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة الى تجميد أموال ثلاثة مسؤولين كبار بالحكومة السورية لدورهم في دعم العنف ضد المواطنين السوريين واستهدفت وزارة الخزانة الأمريكية وزير الدفاع داود راجحة ونائب رئيس أركان الجيش منير أدانوف ومدير الأمن الرئاسي زهير شاليش. وامرت الوزارة بتجميد أي أموال تخص الرجال الثلاثة تقع تحت طائلة السلطة القضائية الأمريكية. ومنعت الأمريكيين من التعامل معهم. وقالت الوزارة في بيان ان هذا الإجراء "يبعث برسالة قوية الى القوات المسلحة السورية وكل المسؤولين السوريين بأن المجتمع الدولي شاهد على وحشية النظام.