الفرق بين قدامى الرياضة في اليمن سواء في كرة القدم أو غيرها من الألعاب الرياضية وبين غيرهم من بلدان العالم أو الجوار أن الرياضي في تلك الدول بعد أن ينتهي عطاؤه في الملاعب ويصبح غير مجدٍ من بقائه كلاعب بعد وصوله لعمر الاعتزال الافتراضي يتحول إلى عضو نافع للمجتمع من خلال مساهمته كمدرب فئات عمرية أو مساعد مدرب لفريق أول أو ينخرط في التحكيم أو يتحول إلى عمل إداري ما أو أي عمل ينفعه وينفع به الآخرين ويحظى برعاية واهتمام كبيرين من قبل المعنيين في دولته ومن المجتمع أيضاً، أما الرياضي في اليمن فإن حاله لا يقل عن حال علبة الفاصوليا التي انتهت صلاحيتها فترمى في الزبالة (واعتذر بشدة لاستخدام التشبيه) ولكن الحال يفرض نفسه والوضع عنوان المقال فأين هم الرياضيون اليمنيون الذين اعتزلوا الرياضة بمختلف ألعابها وليس كرة القدم فحسب؟ * لاعبون أفنوا عمرهم مع الأندية ومع المنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب وفي نهاية المشوار لا يوجد حتى كلمة “شكر” مع أنها كلمة لا تؤكلهم، ولا تسكنهم، ولا تعالج وضعهم الصحي، إلا أنها في النهاية تظل اعترافاً بعطائهم في الملاعب. فمن المسؤول عن الحال السيئ الذي صاروا إليه؟ هل هم لأنهم كانوا أغبياء عندما فضلوا الرياضة على العمل؟ وضحوا بمستقبلهم من أجل الرياضة، ومن أجل اليمن؟ أم المعنيين بالرياضة اليمنية؟ وفي مقدمتهم وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية اليمنية، والاتحادات المعنية بالألعاب الرياضية؟ كلها تتحمل مسؤولية الوضع السيئ الذي وصل إليه الرياضيون القدامى في اليمن، فالوزراء المتعاقبون على الوزارة لم يفكروا بمستقبل الرياضيين القدامى ولم يفكروا بالبحث عنهم؟ وكيف يعيشون؟ وماذا يواجهون من متاعب بعد تركهم الرياضة، ويعملون على حلها. * والاتحادات المعنية لم توثق ولم تعمل على الاستفادة ممن وصلوا إلى مرحلة التوقف كلاعب في تسيير برامجها وتنفيذها من خلال الاستفادة من القدامى، الذين كثير منهم اليوم قد ماتوا وخلفوا وراءهم أسراً وأطفالاً، وكثير منهم اليوم دخلوا في أزمات نفسية بسبب الأوضاع المعيشية لأن الرياضة لم تمنحهم الأمان للمستقبل، وكثير منهم يهيمون في الشوارع بدون عمل، وبدون مصدر رزق، وقلة منهم من استفاد وأمّن وضعه وضمن لنفسه مستقبلاً أفضل بطريقة ما أو بخبرته التي اكتسبها من الرياضة طوال فترة عطائه. يفترض أن يتحول الرياضي القديم إلى عنصر مفيد في ناديه الذي عاش معه وضحى بوقته وعمره من أجله، أو يستفيد من الاتحاد المعني باللعبة في التدريب أو الإشراف على برامجه وتنفيذها، المهم أن الرياضي القديم عندما يترك الملاعب لا يتحول إلى متسول عن لقمة العيش أو تسديد إيجار المسكن.. أو.. أو…إلخ من الهموم التي يعيشها الرياضي اليوم. * إن بقاء كثير من الرياضيين اليوم على هامش الحياة دون الاستفادة منهم هي وصمة عار يتحملها كل مسؤول تحمل وزارة الرياضة والشباب وكل رئيس اتحاد رياضي، لأنهم كانوا يرون ويعرفون الظروف التي يمر بها الرياضيون في الأندية والمنتخبات و”طنشوا” عن العمل لحلها، إن القدامى اليوم في البلدان الأخرى يا ناس لهم شأنهم الذي يدر عليهم الدخل ويستفيد منهم المجتمع عكس ما هو ملاحظ في بلادنا حيث والكثير منهم في الأرصفة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء فيما القائمون على الشأن الرياضي في اليمن يعبثون بموارد الشباب والرياضة وهم لا يفقهون منها إلا المشاهدة فقط أو النقد والعتاب على نقدهم. القدامى اليوم بحاجة لمن يرعاهم ويرعى أولادهم، ومن المفترض أن تتم معالجة مشاكل الرياضيين الذين هم مازالوا في المنتخبات والأندية بحيث يتم توظيف من ليس لديه وظيفة ومساعدة من يريد إكمال تعليمه وتأهيله التأهيل الذي يضمن له مستقبلاً كريماً.