* جمعني الأسبوع الماضي لقاء ودي في مناسبة اجتماعية بعدد من رؤساء الاتحادات الرياضية، وخلال هذا اللقاء ظل كل واحد منهم يشكو من عدم صرف مخصصات اتحاده المالية منذ أشهر ويشرح لنا كيف أثر ذلك على اللعبة وتراجع مستواها بشكل ملحوظ. * سألتهم: طيب إذا كنتم تشكون كاتحادات، والأندية تشكو أيضا فأين تذهب أموال الصندوق؟ وأين تصرف الثلاثة مليارات؟ ولماذا لا تشتكون حالكم إلى الوزير؟ ولماذا أنتم ساكتون رغم أنه باستطاعتكم هز الأرض من تحت أكبر مسئول إذا كان قراركم واحداً..؟ * رد علي أحدهم: ياأخي الفلوس تصرف لحمران العيون.. وتعبنا شكاوى لمعالي الوزير دون فائدة.. ومعاليه أهم شيء عنده مخصصاته الخاصة ومخصصات اتحاده شباب اليمن.. والسيدة نظمية مهتمة بمخصصات اتحادها حق المرأة وبعض المقربين منها، أما الذي لا يعجبها فلن يجد أمامه إلا جملة "مافيش إيراد" طوال العام..!! * أحد هؤلاء الرؤساء كان منفعلا كثيرا ويشكو أن اتحاده لم يستلم فلسا واحدا من مخصصاته منذ مارس الماضي رغم أن لديه عشرة توجيهات من الوزير، لكن سيدة الصندوق الأولى تمكنه حاضر.. حاضر.. ولا تهتم، الشهر القادم.. ويطلع كل ذلك كلام هواء في كل شهر. * كان صاحبنا غاضبا كثيرا ويعتب على زملائه التفرج وعدم اتخاذ موقف جاد من تصرفات نظمية التي وصلت الى حد لا يطاق على حد وصفه، واقترح أن يتم القيام بتظاهرة رياضية يشارك فيها كل الاتحادات الى صندوق النشء تحمل شعار "ارحلي يانظمية" ووعد أنه سيقوم بها بمفرده إذا خذلته بقية الاتحادات لأنه لا يمكنه السكوت على مثل هكذا وضع. * حقيقة أشفقت على صاحبنا وتحمست معه وقلت لزملائه: لماذا تتفرجون ولا تتفاعلون مع صاحبكم وأنتم تعانون مثله.. وإذا كان ما تتحدثون به من ظلم حقيقي بالفعل وأن السيدة نظمية تلعب بفلوس الصندوق كيفما تشاء فقد وجب عليكم القيام بثورة وليس مجرد مظاهرة فقط إذا كنتم رجالاً. * همس أحد أصدقائي في أذني وقال لي: لا تتحمس كثيرا يا بدوي فكل هذا الكلام سوف يتحول الى دخان لأن كل واحد يبحث عن مصلحته الخاصة وشعاره "نفسي.. نفسي" ومادام أموره تمام ليش يخسر المسئولين.. وحتى الكلام الذي تسمعه يقرح الآن مثل الرصاص ممكن يتحول الى كلام ناعم بمجرد اتصال من أصحاب القرار أن الأمور ستكون على ما يرام. * لم أقتنع بكلام صديقي رغم ثقتي المطلقه به واستمريت في الحماس مع الرئيس المغلوب على أمره حتى أني دقيت له صدري بوقوف الإعلام مع قضيته العادلة ومطالبه الحقة، وأكدت له على وجوب التعاون فيما بيننا لمحاربة الفساد والمفسدين، ووعدني بذلك وقال إنه لن يسكت أبدا وينتظر حتى يرى اللعبه تنهار أمامه بسبب تصرفات أشخاص ومتنفذين وفاسدين دون أن يحرك ساكناً. * لم تمر إلا أيام معدودة بأصابع اليد الواحدة حتى تفاجأت بتصريح للرئيس صاحب الحنه والطنه في إحدى الصحف يشيد فيه بالأستاذة نظمية ومتابعاتها لأنشطة اللعبة واستعداد المنتخب، وتبخر كل ذلك الكلام السلبي تجاه هذه السيدة التي روّضت كم من شنب، وحينها تذكرت كلام صديقي حول "بياعة يوسف" وما أكثرهم في هذا الزمان..!!