- كالمعتاد وفي ظل قيادة هذا الإتحاد ، الذي عودنا دوماً على إحداث المفارقات والمفاجآت ومخالفة كل التوقعات ، نجد أنفسنا مرة أخرى مجبرون على مضض أن نعيش حاله جديدة من حالات عديدة ، دائماً تأتي من سكة العشوائية والارتجالية في القرارات ، وهذه المرة تبدأ بإقالة مدير الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني الأول " كما جرت العادة " ، وتعيين مدرباً جديداً خلفاً له وفقاً لما جاء في نص البيان الصحفي الذي أصدره الإتحاد العام قبل أيام ، بعد الاجتماع الخاص الذي عقد بقصد تدارك أوضاع حال منتخبنا المترنح في غياهب التنصيف العالمي للفيفا بالمرتبة رقم ( 179 ) ، والمتبردح في مساحات شاسعة من الفشل والخلل التي يعرف بها دوماً وأبداً . - في واقع الحال وكمتابعين للشأن الرياضي في بلادنا لم يخالجنا الاندهاش أو الشعور بالاستغراب من خطوة الاتحاد " المفاجئة " بالإطاحة برأس مدرب المنتخب الوطني الأول سامي النعاش والتضحية به بتلك الكيفية ( ككبش فداء) في صورة مكررة ، أو التعجب من عملية " خلخلة " ما بقي من قوام جهاز المنتخب الإداري في فعلة قلما نقول عنها أنها جاءت نسخ لصق لمشاهد سابقة ومتلاحقة تعقب كل مشاركة ( كديمه خلفنا بابها ) ، لأننا وببساطة معتادون مثل هذه التغييرات والخطوات الغير واضحة ومشاهدة نفس التخبطات خلف كل إخفاق يرافق منتخبنا الأول ، وغالباً ما يحرص عليها " جهابذة الإتحاد " بغية تفادي سهام النقد والإحراج وتلافي ألسنة السخط امتصاصاً لغضب الشارع الرياضي اليمني ، ولم نستغرب أيضاً من أعادة استخدام أسطوانة المدرب الأجنبي " الخواجة " بعد فترة نقاهة مع " المدرب المحلي " ، ووقوع نرد الاختيار على المدرب الصربي فلاديمير بيتروفيتش لتولي مهام تدريب المنتخب خلال الفترة المقبلة التي تشهد استحقاقات عديدة في مقدمتها كأس الخليج ، لأننا معتادون أيضاً على مسألة تبادل الأدوار بخلع الجلابيب القديمة وإحلالها بجديدة وهكذا تواليك في نهج ترقيعات وقتية ومسكنات موضعية ، طالما والنظرة تقتصر على أن المشكلة فنية وحلها بمسألة التغيير ، دون وقوف على حقيقة الأسباب والمسببات التي تؤدي دائماً إلى الفشل ، أو النظر في العوامل والمقومات الأساسية التي يجب أن ترتكز عليها كرتنا المسكينة . ( لعبة خذ رقماً ) - بصراحة أصبحت خطوات إتحادنا الكروي الحالية أشبة بلعبة كنا نلعبها في الصغر ( خذ رقماً في قلبك ، خبر به أحد ، أعطي نصفه ، أرمي ربعه ، أقسمة على أثنين ، أضربة في مثله ويبقى الباقي معك صفر ! ، ولكم أن تلاحظوا ( إقالة المدرب السابق للمنتخب وتحميله أخفاقات النتائج المهولة والتراجع المخيف في سلم التصنيف ، تعيين مدرب جديد خلفاً له سجله خالي من الانجازات والنجاحات على الصعيد العربي مع كلاً من الكويت الأولمبي والمنتخب العراقي صاحب الزاد البشري والمقومات المعقولة مقارنة مع منتخبنا ، سيقود المنتخب خلال بطولة أو بطولتين يستنزف خلالها خزينة الدولة علماً أنه كان يتقاضى مع المنتخب العراقي ( 800 ألف دولار في السنة الواحدة ) ، سيفشل ويخرج منتخبنا كالعادة خال الوفاض صفر انجازات صفر نقاط صفر أهداف ، سينتقد ويتحدث " المدرب " إلى وسائل الأعلام عن هوشلية العمل في روزنامة الإتحاد الكروي العام ، تنزل سهام النقد من قبل وسائل الإعلام على المدرب والإتحاد ، يقال المدرب بعدها وتبقى ثلة الإتحاد جاثمة على صدر المشجع والمتابع اليمني المسكين ، وتدور الدائرة كالسابق دون إحداث إي جديد والمحصلة النهائية صفر . ليبقى السؤال الدائم .. ما هي مشكلة كرتنا اليمنية !؟ ( مراجعة الحسابات) - في تصوري بات على إتحاد الكبة في بلادنا أن يراجع حساباته جيداً ويفهم حقيقة أن مشكلة كرتنا اليمنية ليست فنية بتعاقب مدارس الأجهزة الفنية و نوعيات المدربين أو الاستعانة بمساعدين محليين عرطة من ذوي الولاء لمجلس الشيخ ( ولنا في تجارب دي موريس ورابح سعدان وستريشكو والنعاش وغيرهم خير دليل ) ، بقدر ما هي إدارية بحتة تتضمن تجديد الرؤية صوب الأخطأ المتكررة والمتلاحقة وتقديم خطط مدروسة على المدى البعيد ، تهدف إلى خلق أندية احترافية بهيكلة إدارية صحيحة ، يتبعها البحث عن لجان مختصة بكوادر من ذوي الكفاءات الإدارية الرياضية القادرة على أحداث التغيير الصحيح أو حتى تأهيلها بدورات محلية وخارجية ، كون من يطلب النجاح لابد أن يبحث أولاً عن مسبباته ومن يزرع العشوائية والتخبط يستحيل أن يجني النجاح ، فمتى يفهم إتحاد الكبة أن مشكلتنا إدارية وليست فنية !!