باتت الصفقات في الانتقالات الصيفية والشتوية صداع كبير لدى جميع المتواجدين بالشارع الرياضي، خصوصاً وإنها تشهد تنافس شرس ومشادات وغيرها بين مسؤولي الأندية من أجل ضم هدفهم . وكانت صفقات عديدة قد شهدت تنافساً محتدماً بين كبار المملكة على غرار الأهلي والهلال والنصر والاتحاد والشباب، ووصل الصراع بينهم على شاشات التلفزيون بأحقية كل نادي بالتعاقد مع اللاعب المحلي المميز الذين يريدونه كما حدث مع عبدالعزيز الجبرين وخالد الغامدي وناصر الشمراني وغيرهم في السنوات الماضية . ولكن هذا الصيف نحن على موعد مع فصل جديد في السوق الصيفية، وهو مهاجم الشباب والمنتخب السعودي الأول نايف هزازي المستهدف من قبل النصر منذ الفترة الشتوية الماضية، ولكن التمسك القوي من قبل رئيس النادي الأمير خالد بن سعد حال دون اتمام الصفقة حتى الآن رغم اعتراف اللاعب نفسه برغبته باللعب للنصر وانتهاء مسيرته مع خامس ترتيب الدوري السعودي للمحترفين . وكما تم تداول عرض النصر الأخير الحاسم في التعاقد مع نايف هزازي، فإن عقد المهاجم الملقب بالصقر مع فريقه الجديد النصر سيصل إلى قرابة 30 مليون ريال لنادي الشباب، ومع الرواتب في السنوات الخمس المقبلة للاعب مع بطل الدوري ستكون قيمة الصفقة كاملة حوالي 58 مليون ريال، لتصبح الصفقة الأكبر في تاريخ كرة القدم السعودية . والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتم دفع كل تلك المبالغ العالية في اللاعبين المحليين والأجانب في الدوري السعودي للمحترفين كما نشاهد في السنوات الأخيرة سواء من النصر أو غيره، خصوصاً وأن تلك القيم لا تتناسب وتتماشى مع قدرات اللاعبين الذين يدفع من أجلهم كل هذه المبالغ مع احترامنا الشديد لإمكانيات هؤلاء سواء كان نايف هزازي أو ناصر الشمراني أو غيرهم . ففي الوقت التي تدفع فيه الأندية الكبيرة والشهيرة في المملكة هذه المبالغ الكبيرة جداً في لاعب واحد فقط، تعاني أندية في نفس البطولة من حجم الديون الكبيرة، بسبب عدم وجود موارد ودعم لضم لاعبين بأرقام بسيطة جداً لتدعيم صفوفها . ولكن الكثيرين أصبحوا يتساءلون، هل الكرة السعودية باتت مثل الأوروبية في التعامل في كل شيء، أم بات التقليد في استقطاب الصفقات بالأرقام الفلكية فقط والتغني بذلك في الوسط السعودي الرياضي . فعندما نقوم بعمل مقارنة بسيطة بين صفقة نايف هزازي الشهيرة بالوقت الحالي برفقة النصر مع أقل الصفقات الأوروبية قيمة في الموسم الماضي، سنجد أن الفارق كبير وشاسع بين السعودية وأوروبا . وعندما نستعرض معاً خمسة صفقات أوروبية تمت بأسعار مقاربة أو أقل من قيمة انتقال نايف هزازي : -1 نجم كبير وشهير مثل الكاميروني صامويل إيتو لاعب ريال مدريد وبرشلونة وتشيلسي ومايوركا وإنتر ميلان السابق رحل عن صفوف إيفرتون إلى سامبدوريا الإيطالي بحوالي 5 مليون يورو لمدة موسمين ونصف رغم قيمته الكبيرة ولم يرحل في صفقة قياسية . -2 الدولي الفرنسي باتريس إيفرا المنتقل من مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى يوفنتوس الإيطالي مقابل 1.2 مليون جنيه استرليني ( 2.05 مليون دولار) في صيف 2014. -3 الفرنسي لويك ريمي الذي تم استقدامه إلى تشيلسي الإنجليزي من مواطنه كوينز بارك رينجرز في موسم 2014 بعقد مدته 5 سنوات وقدرت الصفقة آنذاك بحوالي تسعة ملايين يورو . 4 - الأمريكي الدولي جوزيه ألتيدور وإنضمامه إلى سندرلاند الإنجليزي في موسم 14-2013 مقابل 10 مليون يورو لمدة أربعة سنوات . -5 الإنجليزي جيرمين ديفو عند انتقاله لصفوف سندرلاند من تورونتو الكندي في يناير الماضي لمدة ثلاث سنوات ونصف مقابل ستة ملايين جنيه استرليني . وغيرهم من اللاعبين الكبار الذين ذهبوا لأندية شهيرة ومعروفة في صفقات قليلة على مستوى جميع الدوريات الأوروبية المعروفة . لذا فإن قاعدة شراء اللاعبين التي يتم انتهاجها في السعودية غير صحيحة ولا يمكن أن تصبح مثل السوق في البطولات الأوروبية الشهيرة وحتى الضعيفة لأنهم المسؤولين الأوروبيين يستهدفون ضم لاعبين مميزين ويتابعونهم لأكثر من عامين على الأقل ويعرفون سقف طموحاتهم المادية في شراء اللاعبين ولا يقومون بشراء لاعبين فقط من أجل عدم منح النادي المنافس والغريم الفرصة للتعاقد معه ولكنهم عندما يريدون شراء لاعبين يكون بعد تقييم لما سيفعلونه بعد قدومهم للفريق . ولكن في النهاية ما يحدث في السعودية من شراء لاعبين بأسعار كبيرة جداً يجب أن يقل بين الأندية الشهيرة، لأن ذلك يجعل بقية اللاعبين يرغبون في زيادة عقودهم والمزايدة على أنديتهم من أجل تحقيق ما يريده وبالأخص بعدما وجد الوافد الجديد سواء كان محلياً وأجنبياً يتم استقدامه بصفقات قياسية، لذا فيجب على المسؤولين الكبار التدخل لانقاذ الكرة السعودية في السنوات المقبلة، لأن ذلك سيزيد الديون بنسب كبيرة مستقبلاً .