هاجمت الإمارات العربية المتحدة، الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وحذرتها مما أسمته "الاستمرار في تماديها والتشكيك بدور الامارات في التحالف العربي" الذي تقوده السعودية من أجل دعم الشرعية في اليمن في مواجهة جماعة الحوثيين (أنصار الله). ورد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، على تصريحات لمسؤولين في الحكومة اليمنية التي يرأسه الدكتور أحمد عبيد بن دغر، بخصوص دور بلاده في اليمن.
وقال قرقاش، في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر" اليوم الإثنين رصدتها وكالة "ديبريفر" للأنباء: "مؤسف أن بعض مسؤولي الحكومة اليمنية يقارن الدور الإماراتي بالإيراني، فقدان هؤلاء البوصلة لن ينسينا مهمتنا الأساسية ضمن التحالف العربي".
وأضاف الوزير الإماراتي "هزيمة التمرد الحوثي وعودة الدولة والشروع في التنمية، هو وقت العمل بعيدا عن البكائيات".
وهذه التغريدة هي الثانية خلال يومين لقرقاش الذي نشر أمس الأحد تغريدة طالب فيها وزير الداخلية في الحكومة اليمنية أحمد الميسري، بتصويب رصاصه نحو الحوثي.
وقال الدكتور قرقاش في تغريدته على حسابه بموقع توتير: "هل لي أن أذكر الوزير أحمد الميسري بتضحية الشهيد سعيد الهاجري وعطاء زملاءه في الميدان؟".
وأضاف مخاطبا وزير الداخلية اليمني "صوب رصاصك نحو الحوثي معالي الوزير".
جاء ذلك بعد يومين من تصريحات أدلى بها الوزير اليمني لقناة "بي بي إس" الأمريكية والتي كشف فيها عن مدى تحكم الإمارات العربية في العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنيةعدن.
واتهم الميسري الإمارات بالتحكم في إدارة ميناء ومطار عدن.. موضحاً: "لا يستطيع أحد الذهاب إليهما دون أخذ الإذن من الإمارات".
وأضاف: "أنا كوزير للداخلية، ليس لدي سلطة على السجون، ما هي قيمي كوزير للداخلية".
وتابع: "جاء التحالف في الأصل لمحاربة الحوثيين معنا، لذا يجب أن يكون هناك حيثما يوجد الحوثيون، ولكن بمجرد تحرير المنطقة، ينبغي السماح للحكومة الشرعية بحكمها".
وأكد الوزير الميسري: "سأعقد مؤتمراً صحفياً لكشف كل مايجري، ولكن ليس الآن".
ولم يقتصر الهجوم الإماراتي على وزير الخارجية وحسب، بل هاجمت صحيفتا الاتحاد والخليج الإماراتيتين والمدعومتان من حكومة أبو ظبي، الحكومة الشرعية اليمنية.
وحذرت صحيفة الخليج في افتتاحيتها لعدد اليوم الإثنين، الحكومة اليمنية ووزير داخليتها من "استمرار تماديها والتشكيك بدور الامارات في التحالف العربي" الذي تقوده السعودية وتعد الإمارات ثاني دولة أساسية فيه لدعم عودة الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثيين، وتنفذ ضربات على معاقل الجماعة منذ 26 مارس 2015.
وقالت صحيفة الخليج الاماراتية في افتتاحيتها، تحت عنوان "حاشية على ادعاءات الميسري": إن "الخلل في أركان الشرعية اليمنية بات واضحاً، ما يدعو إلى ضرورة التصحيح، فهنالك خطاب متناقض للشرعية لا يستقيم مع واقع الحال، ولا يتلاءم مع تضحيات التحالف العربي، ودولة الإمارات في قلبه والصميم".
واضافت: "لقد خدم التحالف العربي اليمن وشعبه الشقيق بكل الحب والصدق، ولا يليق أن يقابل بهذه المواقف المتناقضة، التي يخشى أن تكون ناتجة عن خلافات بنيوية، أو عن توزيع أدوار مرتب، والموقف في الحالين سلبي ومضر ولا يجوز".
وأكدت الخليج في افتتاحيتها "أهميه الاتفاق إزاء الأزمة اليمنية، على حسن مقاصد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبالمشاركة الفاعلة والإيجابية من دولة الإمارات، وما يؤكد عليه هنا وجوباً أن التحالف العربي كيان واحد، وما يحاوله البعض ليس إلاّ إشاعات مغرضة".
وذكرت أن التحالف يعمل تحت راية واحدة نحو غاية واحدة، وهي استعادة الشرعية وإلحاق الهزيمة، كامل الهزيمة، بميليشيات الحوثي الإيرانية.
وتابعت الصحيفة الاماراتية: "في خطاب الميسري المرتبك دعوة حق أريد بها باطل، حيث بسط السيطرة الكاملة للشرعية على المناطق المحررة مسألة فيها نظر في الوقت الراهن، ولا ريب أن مآل كل الأمور إلى الشرعية، لكن عملية التحرير مستمرة، وهي تحقق تقدماً يومياً، والتحالف العربي، والإمارات في قلبه وصميمه ثانية وثالثة وعاشرة، موجود لخدمة اليمن وتكريس شرعيته".
واشارت الى أن "غير ذلك من الاتهامات الباطلة لا يعدو كونه افتراء وتهويل ودعاية مغرضة، ولا يخدم إلا الحوثي والإيراني ومن في حكمهما كنظام قطر وتنظيم الإخوان المسلمين".
وطالبت صحيفة "الخليج" الوزير الميسري بالتقاط النصيحة الذكية للدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية حينما نصح الميسري بأن يركز على الحوثي ويوجه رصاصاته صوبه، مذكراً إياه بقافلة الشهداء الإماراتيين.
ودعت الصحيفة بشكل مباشر إلى مهاجمة الميسري وكل من ينتقد الإمارات، قائلة "شرفاء اليمن الذين يردون على الميسري وغيره لا يدافعون عن الإمارات".
وقالت في ختام افتتاحيتها "لإمارات في اليمن لخير اليمن، لمستقبله ومستقبل شعبه الشقيق، وشرفاء اليمن الذين يردون على الميسري وغيره لا يدافعون عن الإمارات بقدر ما يدافعون عن اليمن، وسيادة وشرعية وأمن واستقرار اليمن".
