رُفع مساء أمس الستار عن دوري النخبة وانتفض مولد أهم مسابقاتنا الكروية بأن حطّ الدرع رحاله في بير باشا وليعانق نادي الصقر الذهب الذي استحقه بالإجماع، وهو الأمر الذي يحتم علينا أن نقدم التهنئة لكل منتسبيه على هذا الإنجاز الجديد إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين وجماهير أيضاً. انتهى دوري هذا الموسم بهدوء على المستوى العام وبمنافسة وإثارة في الميدان حتى الجولة قبل الأخيرة والتي قال فيها الصقر الكلمة الفصل من أمام المنافس الأوحد "امبراطور العاصمة" مؤكدا أحقيته باللقب الغالي ليس مرة واحدة وإنما مرارا وتكرارا. في تصوري أن هذا الموسم يعد الأفضل ويعتبر من أنجح المواسم على الأقل في السنوات الأخيرة وهذا بالطبع لا يعني بتاتا أن كل شيء تمام يا فندم وأنه كان خاليا من الأخطاء التي يجب الوقوف أمامها وتلافيها في المواسم القادمة إذا أردنا اللحاق بالركب والتطور فعلا. وعندما نقول إن الموسم كان الأفضل فبالتأكيد أن هذا الرأي ليس خاضعا للمزاج أو للأهواء وإنما لوجود شواهد كثيرة تدل على ذلك يقر بها الجميع وفي المقدمة معارضو اتحاد اللعبة والمتذمرون من قيادته قبل المحسوبين عليه ومن يناصرونه. الدوري المنصرم كان بشهادة الكل الاقل بالنسبة للتأجيلات والتوقفات، حيث سارت المسابقة سيرا طبيعيا حسب الجدول حتى أنها تجاوزت عقبة مشاركات المنتخب الخارجية أكبر مشكلة في التوقف والتأجيل والتي كنا نعاني منها سابقا، وواصلت السير بخطى ثابتة لنصل إلى خط النهاية في الوقت المحدد. ولعل من أهم مميزات دوري هذا العام هو اختفاء الكلام "المشين" حول بيع وشراء المباريات الذي تعودنا عليه دائما وكذا تساهل بعض الفرق لصالح آخرين مما قد يضر بفرق أخرى ويخل بميزان العدالة والمنافسة المشرفة، فانتهى السباق وكل الفرق راضية بما حصدته أقدام لاعبيها وفي المقدمة الفرق الأكثر حزنا بالهبوط إلى دوري المظاليم. ومن الأشياء التي تبعث إلى السرور أيضا هو زج لجنة الحكام بمجموعة كبيرة من الحكام الشباب في إطار عملية التغيير والإحلال المباركة، وتفوق هؤلاء الشباب وإثبات جدارتهم في الميدان ليؤكدوا أن قادم التحكيم سيكون أجمل وأحلى.. فمر قطار الدوري سريعا من دون صخب أو شكاوى من الأخطاء المؤثرة واستحقت لجنة الخوربي الفوز بلقب "أقل المواسم أخطاء" وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد. كما أن من الأمور الإيجابية هو استمرار الاتحاد في تطبيق الخطوات التدريجية ضمن خطة الوصول الى دوري المحترفين، ولعل من أهم هذه الخطوات التي تم تطبيقها هذا الموسم تسجيل وانتقال اللاعبين اليها عبر نظام الفيفا وهو الأمر الذي أغلق الباب تماما على الوساطة والتزام الكل بوقت محدد، كما لا يخفى على أحد الخطوة الجريئة والمتمثلة في الانتقالات الشتوية وقد رأينا لاعبين يشاركون في الإياب مع فرق غير التي مثلوها في مرحلة الذهاب. أخيرا.. لابد أن يدرك الجميع وأولهم القائمون على شؤون كرة القدم أننا ما زلنا بعيدين عن الركب ونحتاج الى جهود مضاعفة من أجل أن نختزل ذلك الفارق الكبير، لكن بالمقابل فإن هذا لا يمنع إن نقول "برافو" عندما نرى أي تحسن في الأداء حتى نمنح من يعمل أملا جديدا ونساعده في الخروج من دائرة الإحباط التي أصابت هذا الشعب وأوصلته الى ما يشبه الحقيقة.. ان تطورنا أصبح من المستحيلات. - يستحق فريق شعب حضرموت ومدربه الشاب أديب باكرمان أن نرفع لهم قبعات الاحترام والإعجاب.. ففريق رحل منه سبعة لاعبين من أعمدته الأساسية ولعب كل مبارياته خارج أرضه ومع كل هذا حافظ على بقائه في الأضواء فلقب "الحصان الأسود" قليلا في حقه.. في تقديري إن هذا الفريق يستحق تكريم الأبطال من قيادة المحافظة إلى جانب النظر بجدية إلى المعاناة التي عاشها هذا الموسم وإيجاد حلول عاجلة للمشكلة قبل انطلاق الموسم الجديد.