الرئيس (اليمني) عبدربه منصور, ويده (اليُمنى) محمد ناصر أحمد, يتبعان نفس الأسلوب والآلية في اختيار وتعيين الضباط والقادة والمسئلوين العسكريين والمدنيين. عقلية واحدة وتعطي نتائج من نفس النوع. نماذج وشواهد كثيرة ترجح خلاصة منطقية: الرئيس والوزير يعملان وفق مقولة: "الرجال السيئين هم أكثر فائدة وولاءً"! لهذا السبب معظم التعيينات, سواء المعلنة منها أو غير المعلنة وهي الأكثر والأكبر, تعمل على تشكيل طابور طويل من القادة والمسئلوين السيئين وأحيانا السيئين جدا, على أمل أنهم أكثر فائدة وولاء شخصي. لكن هل هذه المقولة صحيحة أو صائبة (السيئ أفيد وأكثر ولاء)؟؟ في الحقيقة, فإن التركيز على السيئين بأكثر من معنى, ويشمل الأقل كفاءة والأضعف والأجهل.. متواضع الخبرة والمعرفة والممارسة, يشير إلى مستوى خاص في التفكير والإدارة القيادية يقوم على اعطاء الأولوية لمن هم أقل وأدنى من صاحب السلطة والقرار... بمعنى أن لا يكون المعين أقوى شخصية وأكثر خبرة وأوفر ذكاء. بهذا المقياس يجب القول إن النتيجة ستكون كارثية وأكثر من ظالمة. لأن الغالبية سوف تحرم من حقها في التعيين والترقية, إذ أن هناك من هو أكفأ بكثير. وقياسا إلى الوزير فإن الأفضل أكثر والأسوأ أقل !! كان هناك من تولى مهمة تحليل وتقييم شخصية الرئيس هادي ووزير الدفاع محمد ناصر أحمد. هما, وفقا للمعطيات, متشابهان في أشياء كثيرة ويملكان نوعا غامضا وقلقا من الطموح غير المسنود بملكات قيادية فارقة. هذه الرؤية التحليلية تميل إلى ترجيح صفات وقناعات سلوكية خاصة تنزع نحو تحجيم وتحييد وتجاهل الرجال الأفضل والأكفأ ممن لديهم ملكات القيادة التي لا تتوافر لدى الاثنين. وبالتالي تأتي معظم أو غالبية قراراتهما وتعييناتهما وترشيحاتهما متشابهة من حيث تقديم السيئين وتأخير الجيدين. بالنظر إلى ما يعطيه "علم نفس القيادة" من دروس وموجهات وبيانات تحليلية عامة, يجدر التنويه إلى ما يطلق عليه في هذه الحالات "عقدة نقص عميقة" تتوارى بعيدا في الذات وترسل إشاراتها من الوعي الباطن إلى الوعي الظاهر والمباشر فتتحكم عمليا بتوجيه دفة التفكير والقيادة وتصوغ القرارات والسلوكيات اليومية بناء على تلك (الخبرة/ العقدة)! من ناحية أخرى وفي صلب القضية, يستشهد البعض متسائلاً باسترخاء واستنكار: إذا كان لا يمكن تعيين إلا الأسوأ فإن المشكلة عويصة, فمن اين سنأتي بأسوأ منهما, إذا كان ولا بد؟ وهل تُمنع إذا التعيينات في هذه الحالة؟ إنها مشكلة بالفعل, وربما تتضح يصورة أكبر خلال الفترة القادمة. لنا لقاء قريب