– تسائل الناشط السياسي اليمني عبد الكريم الخيواني " هل معقول أن صاحب القرار الرئيس هادي لا يعرف تبعية الناخبي، لمن؟ ورأي الحراك به؟ أو تبعية عبدالقوي رشاد الشعبي لمن؟هل الحراك موافق؟ هل أخذ رأيه؟ هل رشح هذه الأسماء؟ كما فعل الحوثي، والأهم هل هذا يعني جدية الحوار؟ الخيواني وفي سياق استيائه من مسار عمل لجنة الحوار اضاف : يبدو أنهم لا يفهمون، ولا يقدرون حجم خيبة أمل الناس بما يفعلون، ويتصرفون، خيبة أملنا بتسطيح اللجنة، ونقاطها ال20. هل يقدرون معنى وحجم الخيبة بالحوار، بضياع الثقة بالحوار؟ لا أعتقد أنهم يقدرون، أو يعلمون. معتبرا الخيواني ان الرئيس هادي" يراضيهم بالقرارات وسط استغراب وسخط يتفاعل، وقلنا يا الله، إنما يراضي محسن وحميد، والإصلاح باللجنة الفنية، وعلى حساب الحراك والقضية؟ فكثير وكبير وخطير". محذرا " يا أصحاب القرار افهموا، هذه الفهلوة لن تحل القضية الجنوبية، ولن تهمشها، بل ستزيد الطين بلة، وستتذكرون. مؤكدا انه " كانت ثمة أماني وآمال لدى البعض، بأن يضع الرئيس هادي المدمنين بمصحات تعالج فسادهم، وتحمي الشعب والوطن من خطورتهم على البلد. كانوا يأملون أن يبدأ من حيث ابتدأ شباب الثورة، أو من حيث وصلوا، فإذا بفخامته يبدأ من 94 التي لم يتجاوز صداقاتها وعداواتها، وتحالفاتها، ولم ينتقل بعد إلى واقع اليوم، ولم يستوعب كل ما حدث، ولم يدرك خطورة إدمان صاحب القرار على مدمني الفساد والأخطاء! من جهته قال القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني محمد المقالح ان الرئيس هادي يحذر ويهدد بين فترة وأخرى وفي خطابات سياسية حنانة طنانة كل من يصفهم بمعرقلي تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها، بل وكل من ستسول له نفسه بعرقلتها في المستقبل. هادي يشير ويلمح في خطاباته إلى أن العقوبات الصارمة التي يتحدث عنها ستكون دولية وصارمة، وصادرة عن الأممالمتحدة، وتشمل محاكمات ومصادرة أموال ومنع من السفر...الخ. ومع أن هادي لم يسم تلك الأطرف، ولم يقل لشعبه من هي ولم يتخذ- بالضرورة- أي إجراء إزاءها وتجاه ما تقوم به من عراقيل، وأعمال تخريب لإفشال المبادرة وآلياتها، بل ولإفشال الدولة نفسها. إلا أن الإنصاف يستدعي القول بأن الرئيس هادي نفسه هو أول من يجب أن تنسحب عليه تلك التهديدات، تصدر عنه وعلى لسانه وأول من تطبق عليه تلك العقوبات التي يلوح بها في وجه الآخرين بين فترة وأخرى. لأن الرئيس وببساطة شديدة - لم يقم بما هو عليه في المبادرة وآليتها حتى الآن بل ولم ينفذ أول وأخطر بند من بنود الآلية، والمتمثل برفع المسلحين والنقاط العسكرية من العاصمة صنعاء، ومن بقية المدن اليمنية، وفتح الطرقات العامة وإنهاء حالة الانشقاق داخل القوات المسلحة، وهو البند الأهم والذي نصت الآلية على تنفيذه أولاً وحتى قبل تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس التوافقي. ليس هذا وحسب، بل إن هادي يبدو كمن تصالح مع الانشقاق داخل الجيش، وكمن يعمل على تمكين المسلحين والمليشيات وقادة الانشقاق من الاستيلاء على السلطة، وعلى مفاصل الدولة وبخطى متسارعة تثير الرعب وليس فقط الريبة. هادي وبدلاً من إقالة مركزي الانقسام العسكري ممثلاً بمحسن، ونجل الرئيس السابق "أحمد" يقوم بتمزيق وحدات الجيش، والعمل على أدلجته وتقسيمه وهيكلته بمعايير سياسية قائمة على المحاصصة، واسترضاء الطرف الأقوى من طرفي الصراع. الهيكلة يا سيادة الرئيس ليست المحاصصة، أو نقل وحدات هنا وأخرى هناك، أو تجنيد مليشيات جديدة لهذا الحزب، أو لهذا الشيخ بمعايير سياسية بحتة، وتحت حجة إضعاف هذا الطرف أو ذاك من طرفي الصراع. الهيكلة معايير علمية وعسكرية بحتة وفقاً لقانون القوات المسلحة، ولمدى حاجة البلاد للأمن والحماية وكيف؟ وأين؟... والمهم هو إنهاء الانقسام العسكري بقرارات سياسية فورية أولاً ثم إخضاع الهيكلة للمعايير العسكرية والأمنية والعلمية، وليس العكس كما عملت وتعمل اليوم. آن لنا أن نوجه أصابع التحذير والاتهام اليوم للرئيس هادي نفسه، إذ لم يعد هنالك وقت كاف، البلاد تسير نحو مزيد من التثوير والصراع جراء هذه السياسات الخاطئة، فيما الحوار الوطني يتم العبث به من قبل نفس القوى الأصولية والقبلية التي يتحالف معها الرئيس هادي بطريقة تبدو قدرية وغبية تماماً، ولكن خطيرة أيضاً.