بدأت قوات من الشرطة العسكرية، أمس الأول الخميس، الانتشار في بعض المواقع ومداخل مدينة عمران، كما تسلمت نقطة سحب والسجن المركزي من الحوثيين، بناء على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّع، الأربعاء، ورعته لجنة الوساطة الرئاسية بين مسلحي الحوثي من جهة ومسلحي الإصلاح المسنودين بقوات اللواء 310 من الجهة المقابلة. وتبادل الطرفان الاتهامات بخروقات تم رصدها في مناطق عدة. وقالت ل"الأولى" مصادر محلية، إن الحوثيين سلموا موقع سحب والسجن المركزي، للشرطة العسكرية، حيث تم استلام الموقعين، أمس الجمعة. وتحدثت هذه المصادر عن انتشار أطقم عسكرية في مدخل مدينة عمران من جهة خط صنعاء -عمران، فيما لم يتم نشر الوحدات العسكرية المكلفة بناء على الاتفاق، وسط المدينة وبقية المواقع. وأشارت إلى أن الأوضاع قد تعود إلى ما كانت عليه سابقا، نتيجة الخروقات والاستحداثات المسلحة التي تتواصل منذ يومين، وسط المدينة، وعدة مناطق في الضواحي، بالإضافة إلى تعرض عدد من القرى لقصف متقطع من الجميمة والزيلة التي يتمركز فيها مسلحو الإصلاح وقوات اللواء 310، بالمدافع والدبابات والأسلحة المتوسطة. وأضافت المصادر أن 30 مراقباً من الأمن السياسي والقومي، وصلوا، أمس الأول الخميس، إلى مدينة عمران، من أجل مهمة مراقبة الطرفين، مرجحة بدء مزاولة مهمتهم، اليوم السبت، حيث لم يتسنّ التأكد من طبيعة مهامهم، وإذا ما كانوا سينتشرون في المواقع والنقاط، ويشرفون على إزالة المتاريس والأرتاب من الطرفين، بمعية اللجنة الرئاسية والأشخاص الذين تم تكليفهم لهذه المهمة. وأوضحت المصادر أن المدينة تشهد تدفقاً كبيراً لمسلحي الطرفين، والذين يواصلون بناء المتاريس والتحصينات في قهال وسحب والورك، وعدة مواقع أخرى، فيما ينتشر مسلحو الحوثيين في بيت أبو بادي، ومفرق المأخذ بالقرب من خيم المعتصمين. من جهته، اتهم مصدر في المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي، مسلحي الإصلاح وقوات القشيبي بمواصلة خرق اتفاق وقف إطلاق النار وبناء الاستحداثات والمواقع المسلحة، وقصف قرية المأخذ "في محاولة لإفشال مساعي الوساطة، وخرق الاتفاق، واستمرار العدوان على الأهالي"، حسب قوله. وقال المصدر: "الخروقات لا زالت مستمرة، والاستحداثات المسلحة كبيرة، وبشكل ملحوظ وغير طبيعي، منذ الأربعاء الماضي، وتزايدت الخميس والجمعة، من قبل مسلحي الإصلاح"، مضيفا أن "حشود المسلحين تتجمع وسط المدينة، كما ينتشرون في المواقع، واستحدثوا نقاطاً مسلحة وبناء متاريس وتحصينات". وتحدث عن "أن المسلحين نصبوا، أمس، نقاطاً مسلحة في خط بيت شبيل ووسط مدينة عمران، كما نصبوا موقعاً في الجبال من جهة شرق بني ميمون، وتمركزوا هناك بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالإضافة إلى بناء تحصينات وحفر خنادق في منطقة الورك، والضبر، وخط فرع المضلعة خط الأربعين، وضروان في منطقة همدان". وأوضح المصدر "تعرض الأهالي لاعتداءات من قبل المسلحين، حيث أصيب مواطن من أهالي المأخذ بطلق ناري، في منطقة الحجز، واختطاف مواطن يدعى صالح حسين فران، داخل مدينة عمران، واستمر القصف على قرية المأخذ وبيت الربوعي، وضرب متقطع بالمدافع والرشاشات منذ الأربعاء الماضي، عقب توقيع الاتفاق، من موقع الجميمة والزيلة والمحشاش"، حسب قوله. وأشار إلى أنه تم إبلاغ اللجنة بتلك الخروقات، إلا أنها لم تلزم الطرف الآخر بوقف أي استحداث، ومنع أي حشود بناء على نص الاتفاق بين الطرفين. مصادر إعلامية في حزب الإصلاح، من جانبها، قالت، أمس، إن مسلحي الحوثي رفضوا الانسحاب من نقطة بيت بادي غرب مدينة عمران، وتسليمها للشرطة العسكرية. وقالت هذه المصادر إن أهالي بالمحافظة أبلغوا بوجود مسلحي الحوثي في عدة مناطق. واتهمت "الحوثيين باعتقال 6 أشخاص من أهالي منطقة ذيفان، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، قبل صلاة الجمعة أمس". في السياق، قال موقع "أنصار الله" التابع للحوثيين، أمس الأول الخميس، إن "مسلحي حزب الإصلاح قاموا بخرق الهدنة، والضرب على منطقة المأخذ بمختلف الأسلحة، بعد توقيع الاتفاق الأخير الذي أشرفت على تنفيذه وزارة الدفاع، والمتضمن وقف إطلاق النار في محافظة عمران، وإنهاء التمترس وفتح الطرقات". وأضاف الموقع عن مصادر محلية "أن منازل المواطنين في المأخذ تتعرض للضرب بمختلف الأسلحة الثقيلة، من موقع الجميمة". وذكر "أن 20 سيارة محملة بالمسلحين خرجت، ظهر الخميس، من مديرية أرحب، وتوجهت إلى قرى منطقة جربان بمديرية همدان، وحاولوا استحداث مواقع في الجبال المحيطة بجربان". وكان مصدر مطلع بمحافظة عمران قال لموقع "26 سبتمبر نت"، "إنه ومنذ صباح (الخميس) قد تم تنفيذ البندين الرابع والخامس من الاتفاق الفوري لوقف إطلاق النار، وأن الشرطة العسكرية قد استلمت السجن المركزي ونقطة "سحب"، كما باشرت عملها بفتح طريق عمران–صنعاء، وتأمينها، بالإضافة الى استكمال نشر المراقبين وفقاً للمهام المسندة إليهم". وتحدث المصدر "أن الأوضاع بمدينة عمران بدأت تعود إلى طبيعتها، ولم يحدث أي خرق للاتفاق". وفي التطورات السياسية، رحب سفراء مجموعة الدول ال10، باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 4 يونيو، والذي يهدف إلى إنهاء الصراعات العنيفة في الشمال، وبشكل خاص في عمران. وقال بيان صادر عنهم: "نثني على الالتزام الشخصي للرئيس عبد ربه منصور هادي، للوصول إلي نهاية سلمية للعنف". ودعا سفراء مجموعة ال10، جميع الأطراف "للعمل معا لضمان الحفاظ على شروط اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة سيطرة الدولة، ودعم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتفقة مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، وذلك لتحقيق سلام دائم ومستدام". وأضاف البيان: "إذا كان للانتقال السياسي باتجاه دولة يمنية أكثر عدلا وأكثر سلاما وازدهارا، أن يتم، وإذا كان لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني أن يتم تنفيذها بشكل فاعل، فالمطلوب هو نُضج سياسي من جميع أصحاب المصالح في مستقبل اليمن السياسي". وقال البيان: "على أصحاب المظالم أن يطالبوا بها الحكومة من خلال الوسائل القانونية والسياسية، وعدم اللجوء إلى العنف". ودعا السفراء "جميع الأطراف المعنيين بالصراع الحالي إلى المشاركة البناءة، ورفض اللجوء للعنف لتحقيق الأهداف السياسية. وفي هذا الشأن يذكر السفراء بقرار مجلس الأمن 2140"، في تلويح من سفراء الدول ال10 بالقرار الدولي الذي ينص على إنشاء لجنة عقوبات دولية في اليمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وهي اللجنة التي تم إنشاؤها بالفعل، وينتظر وصولها إلى اليمن قريبا.