تشهد الحديدة، منذ يومين، حالة من التوتر بين جماعتي الحوي والإخوان المسلمين (الإصلاح)، تنذر بمواجهات، أشعل شرارتها محافظ المحافظة، صخر الوجيه، بإصراره على تعيين قيادي "إخواني" مديراً للضحي، في إطار حملة التمكين التي بدأها منذ تعيينه قبل عدة أشهر. وتقاطر عشرات المسلحين الموالين للحوثي، اليومين الماضيين، على المديرية بغية التصدي لأية محاولة اقتحام للمديرية لفرض مدير جديد عليها سبق وأن توعد الوجيه بفرضه بالقوة، بعد اجتماع متكرر مع شيوخ قبائل في المديرية التي لا يوجد فيها سوى جمعية للإخوان فقط تحاول إضفاء تواجدهم هناك. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن شيوخ قبائل المديرية التي يتجاوز تعداد سكانها ال54 ألف نسمة جمعوا، الأسبوع الماضي، توقيعات من كافة أبناء المديرية وقصدوا مكتب المحافظ، الوجيه، بغية إقناعه بالعدول عن قرار تعيين علي جيلاني شامي، مديراً جديداً للضحي خلفاً للحالي، فهد الأحمر، غير أن الوجيه رفض قبول التوقيعات وأبلغهم بأنه ينفذ توجيهات عليا تصر على إقالة "الأحمر". وأشارت المصادر إلى أن عدداً من شيوخ القبائل سلَّموا التوقيعات إلى جماعة الحوثي واستنجدوا بها لردع "الإخوان" الذين يحشدون مسلحيهم في المدينة، حالياً، لفرض الشامي مديراً للضحي. والشامي، أحد القيادات التي قاتلت إلى جانب أولاد الأحمر في حرب الحصبة، وفقاً لما ذكرته المصادر، التي أشارت إلى أن قرار إقصاء "الأحمر" الذي لم يمضِ على قرار تعيينه سوى 7 أشهر تعود لأسباب تتعلق بتصفية حسابات قبلية. فهد الأحمر، عضو اللجنة المركزية للمؤتمر الشعبي العام، رفض- كما يقول- الانخراط في حرب الحصبة واكتفى بالاعتكاف في الحديدة حينها، ناهيك عن كونه أحد أقرباء القيادي في جماعة الحوثي، ياسر الأحمر، الذي ساهم في سقوط أولاد الأحمر في عمران . كما تعرض في العام 2011 لمحاولة اغتيال في الحديدة وتدمير سيارته الخاصة. وقال الشيخ فهد الأحمر ل"اليمن اليوم" إن المجلس المحلي، لمديرية الضحي، أقر بالإجماع رفض قرار الإقصاء هذا، كما أن القبائل رفضت تنفيذه وطالبت الوجيه بالعدول عن رأيه. وأضاف: أوقف الوجيه، عندما كان وزيراً للمالية مطلع العام الجاري الاعتماد الشهري المخصص للمديرية، وأوقف مستحقاتنا وأعضاء المجلس المحلي ال21، لكنني مستمر في عملي منذ ذلك الحين دون اعتراض، وكنت أعرف بوجود قوى قبلية تحاول الانتقام منا كجناح محايد في حاشد. كما اعتبر محاولة فرض قيادي "إخواني" على المديرية يأتي في سياق استعداد الإصلاح لإسقاط مديريات في الغرب لم يتمكن من الفوز بها في الانتخابات البرلمانية أو المجالس المحلية "الدائرة مغلقة للمؤتمر". وقال الأحمر "بدأ الإخوان الآن إدارة شئون المديريات الشمالية الشرقية لمدينة الحديدة انطلاقاً من جمعية الفرقان في مديرية الضحي، ويستعدون للسيطرة على تلك المديريات لتحويلها ممراً للتهريب أيضاً باتجاه معاقل القاعدة في جبل رأس".