سلطت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، الضوء على مواضيع عديدة شملت الأوراش الكبرى التي تنتظر حكومة مانويل فالس، وحرب الغاز بين روسياوأوكرانيا، وإعلان وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وقف القسم الأكبر من العلاقات مع روسيا، باستثناء مشروع المحطة الفضائية الدولية، والانتخابات الرئاسية في أفغانستان وأهميتها بالنسبة لمستقبل البلاد. ففي فرنسا، كتبت صحيفة (لاكروا) أن الحكومة تبحث عن إرفاق دعم المقاولات بإجراءات لفائدة الأجراء، مضيفة أن من بين الاتجاهات المقترحةº التخفيض من مبالغ الاشتراكات الاجتماعية التي تثقل كاهل الأجراء بهدف تحسين قدرتهم الشرائية. وأشارت الصحيفة إلى أن تمويل عملية التخفيض من التكاليف، مع الاستمرار في مراقبة العجز العمومي، يتطلب توفير عشرات الملايير من الأورو من نفقات الدولة والجماعات المحلية وهيئات الحماية الاجتماعية، محذرة في الآن نفسه من مخاطر استمرار هذه السياسة التقشفية وتأثيرها على الظرفية الاقتصادية. ومن جهتها، قالت صحيفة (لوفيغارو) إنه ما بين ملف التقاعد الذي يراوح مكانه، وجهوية مؤجلة، وعدم تبسيط التشريعات الاجتماعية، "ليس لنا ما نتعهد به تجاه شركائنا الأوروبيين"، متسائلة عما إذا كانت رياح الإصلاح الكبير ستهب على فرنسا. أما صحيفة (لوموند) فتطرقت إلى التغيير الذي حصل على رأس وزارة الاقتصاد والماليةº مع ذهاب بيير موسكوفيسي، مشيرة إلى أن الخيار الذي اعتمد في حكومة مانويل فالس مختلف بشكل جذري من خلال جعل وزارة برأسين ميشيل سابان في المالية والحسابات، وأرنو مونتبورغ في الاقتصاد وتقويم الإنتاج والاقتصاد الرقمي. وأضافت الصحيفة أن وزارة الاقتصاد والمالية أعيد تنظيمها وفق النموذج الألماني، مشيرة إلى أنه لم يسبق لفرنسا أن اعتمدت مثل هذا التنظيم. وفي بولونيا، ركزت الصحف على حرب الغاز القائمة بين روسياوأوكرانيا، ومساعدة الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في المجال الفلاحي على حساب الاقتصاد البولوني. وتحت عنوان "غير مقبول"، نقلت صحيفة (بولسكا) البيان الصادر عن رئيس وزراء أوكرانيا، ارسيني ياتسينيوك، حول قرار موسكو الزيادة المرتفعة في سعر المتر مكعب للغاز الذي تصدره إلى أوكرانيا. ولاحظت الصحيفة أن هذه هي الزيادة الثانية في سعر الغاز الروسي منذ ضم شبه جزيرة القرم إلى موسكو، متوقعة أن تتواصل الحرب التجارية بين البلدين . وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالانتخابات الرئاسية في أفغانستان وأهميتها بالنسبة لمستقبل البلاد التي تسعى منذ سنوات إلى إقرار السلم والأمن. وكتبت صحيفة (إلباييس)، في هذا الصدد، أن "رفض مستقبل يطبعه العنف يهيمن على الانتخابات الرئاسية في أفغانستان"، مشيرة إلى أن ثلاثة مرشحين هم الأوفر حظا في انتخابات يوم غد السبت. وأضافت اليومية أنه في غياب الرئيس الحالي حامد كرزاي، المحروم من الترشح لولاية ثالثة بموجب الدستور، سيتعين على أفغانستان مواجهة عدد من التحديات من أجل ترسيخ وتعزيز الأمن الهش والاقتصاد شبه الغائب. أما بالنسبة لصحيفة (أ بي سي) فإن أفغانستان تستعد لحقبة جديدة من دون كرزاي وحلف شمال الأطلسي الذي سينسحب تدريجيا من البلاد، مشيرة إلى أن أولوية الرئيس القادم ستكون مواصلة مهمة حلف شمال الأطلسي لتعزيز الأمن وخلق أسس المصالحة بين الأفغانيين. وأضافت اليومية أنه، بحسب الاستطلاعات، فإن أيا من المرشحين لن يحصل على 50 في المائة من الأصوات لكي يتم انتخابه في الجولة الأولى التي ستجري تحت مراقبة العديد من المنظمات الدولية. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بالإصلاحات والتدابير التي اتخذتها الحكومة للحد من الإنفاق العمومي، وأيضا بالتصريحات التي أدلى بها رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، بعد قرار هذه المؤسسة عدم تغيير أسعار الفائدة، وكذا الزيارة الخاطفة إلى إيطاليا للملكة اليزابيث الثانية. وكتب (المساجيرو) أن زعيم فورزا ايطاليا، سيلفيو برلسكوني، يحافظ على الاتفاق مع رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، لمتابعة الإصلاحات الدستورية، بما في ذلك مجلس الشيوخ، مؤكدة أن الحكومة على وشك اعتماد الوثيقة الاقتصادية والمالية وكذا الخطة السنوية للإصلاحات. وأضافت الصحيفة أنه من بين الإجراءات الأخيرة التي أعلنت عنها الحكومة لخفض الإنفاق العام يبرز مشروع خفض الأجور للدبلوماسيين الايطاليين في الخارج، الذي سيقدم لمجلس الشيوخ من قبل وزير الشؤون الخارجية، فيديريكا مكيريني . وفي البرتغال، واصلت الصحف التركيز على سيناريوهات محتملة لإخراج البلاد من مخطط الإنقاذ، وإمكانية إخراجها على الطريقة الأيرلندية. وفي روسيا، ركزت الصحف، بشكل خاص، على إعلان وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وقف القسم الأكبر من تعاملاتها مع روسيا، باستثناء مشروع المحطة الفضائية الدولية. وذكرت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) أن (ناسا) لم تفرض عقوبات مماثلة خلال عملية الجيش الروسي الخاصة بإلزام جورجيا الجنوح إلى السلام في غشت 2008. ونقلت الصحيفة عن مصدر في وكالة الفضاء الروسية (روس كوسموس) أن (ناسا) قامت خلال تلك المواجهة في 2008 بتزويد روسيا بصور لأراضي جورجيا التقطتها الأقمار الاصطناعية الأمريكية. وفي حديث للصحيفة، قال الكسندر فوروبيوف، الرئيس المناوب سابقا لمجموعة العمل الدولية للبلدان المشاركة في المحطة الفضائية الدولية، إن روسيا لن تفقد أي شيء بسبب هذا التصرف من جانب "ناسا"، متوقعا أن تضطر قيادة (ناسا) في القريب العاجل إلى التراجع عن هذا الموقف. ولاحظت (كوميرسانت) أن المركبة الفضائية المأهولة "سويوز" تعد الطريقة الوحيدة في الوقت الراهن لنقل رواد الفضاء الأمريكيين إلى المحطة الفضائية الدولية، ولتحقيق ذلك وقعت "ناسا" في عام 2013 على عقد مع "روس كوسموس" بقيمة 424 مليون دولارº يتضمن نقل ستة رواد فضاء إلى المحطة الدولية ذهابا وإيابا إلى غاية يونيو 2017 ، مشيرة إلى أن الاتفاق السابق، الموقع في 2011 ، كان قد كلف الجانب الأمريكي أكثر من 753 مليون دولار. ومن جانبه، لم يستبعد مصدر رفيع المستوى من الحكومة الروسية، في حديث مع الصحيفة، أن يكون هدف "ناسا" من تصرفها هذا (فرض العقوبة على روسيا) الحصول من الكونغرس على زيادة في التمويل، إذ كان مخططا ، بحسب الصحيفة، أن يتم تخصيص 848 مليون دولار ، خلال 2015 ، لاستئناف عمليات الإطلاق الفضائية التجارية، إلا أنه بعد الإعلان عن وقف التعاون مع روسيا تأمل "ناسا" في الحصول على 171 مليون دولار إضافية. ومن جهة أخرى، أشارت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) إلى ارتفاع سعر الغاز الروسي المصدر إلى اوكرانيا، من 268,5 إلى 485 دولارا لكل ألف متر مكعب. وفي تركيا، واصلت الصحف تعليقاتها على الوضع السياسي المتوتر في البلاد بعد الانتخابات المحلية التي أعطت الفوز لحزب العدالة التنمية، الحاكم ولرئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان.