ركزت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الإثنين، على تطورات الأوضاع الأمنية في العراق والحملة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، عقب اختفاء ثلاثة مستوطنين ، فضلا عن مواضيع تهم الشأن المحلي في كل من البحرين واليمن والسودان ففي مصر تابعت صحيفة (الشروق) آخر تطورات الأوضاع في العراق، وذلك بعدما تمكن الجيش العراقى من وقف تقدم المسلحين التابعين ل" تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام" ( داعش) . ونقلت عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء قاسم الموسوى قوله إن الجيش الحكومى استعاد زمام المبادرة وشن عمليات نوعية على جبهات مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية. وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة(المصري اليوم) كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى أمام الاجتماع الطارىء لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، الذي عقد أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة برئاسة المغرب، والمخصص لبحث الأوضاع المتوترة في العراق. وقال العربي إن اجتماعا تشاوريا لوزراء الخارجية العرب سيعقد خلال اليومين القادمين في جدة على هامش اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي، لبحث الخطوات المطلوب اتخاذها للتعامل مع الوضع الخطير في العراق موضحا أن الجامعة العربية تعبر عن قلقها البالغ من تصاعد العمليات الإرهابية ضد العراقيين واستهداف عدد من المدن العراقية. وفي موضوع ذي صلة، أشارت صحيفة (الأخبار) إلى تأكيد مصدر دبلوماسي مصري بالعراق أن البعثة المصرية في بغداد مستمرة في عملها، مشيرا إلى أن القنصلية العامة المصرية فى بغداد تمكنت من مساعدة 850 مصريا يعملون في شركات مصرية بالعراق على المغادرة. وفي الأردن توزعت اهتمامات الصحف بين الحملة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، عقب اختفاء ثلاثة مستوطنين، والأوضاع الأمنية بالعراق. وهكذا كتبت صحيفة (الدستور)، أن الحملة التي شنتها أجهزة أمن الاحتلال الليلة قبل الماضية في حق قادة وأطر حركة (حماس) كانت من العيار الثقيل، إذ طالت حوالي مائة من العناصر والقيادات، بمن فيهم أعضاء في المجلس التشريعي، ووزراء سابقون. وهي حملة تذكر بحملات كثيرة مشابهة منذ تأسيس (حماس) كانت تتم غالبا على خليفة عمليات كبيرة تنفذها (كتائب القسام). و أضافت في مقال بعنوان "حول حملة نتنياهو المسعورة على حماس في الضفة"، أنه من الواضح أن نتنياهو قد حسم موقفه في اتجاه تحميل حركة (حماس) المسؤولية عن خطف المستوطنين الثلاثة، وقد قال ذلك صراحة، وهو الخطف الذي رد عليه بحملة الاعتقالات ، أولا بهدف "معاقبة" الحركة وثانيا على أمل الحصول على بعض المعلومات عن عملية الخطف، وبالطبع عبر عمليات التعذيب البشعة التي سيتعرض لها المعتقلون، وثالثا من أجل إرضاء الشارع اليميني الذي يترقب الأخبار حول مصير المستوطنين. وبخصوص التطورات الأمنية في العراق، قالت صحيفة (الغد) إن "الجميع يلقي بالمسؤولية على أمريكا على ما آلت إليه الأوضاع في العراق. هذا استخلاص صحيح، لكنه ليس كافيا لتفسير ما يجري هناك.صحيح أن الاحتلال الذي دام عشر سنوات، لم يجلب للعراقيين سوى المزيد من الويلات والدمار، عزز الانقسام الطائفي، ومكن الفساد والإرهاب، وترك العراق ساحة لنفوذ القوى الإقليمية". واعتبرت في مقال بعنوان "هل ينقرض العراق¿"، أن "المفجع في المشهد العراقي اليوم أن الساسة والنخب من مختلف الطوائف والمذاهب، والتي ثارت في وجه الاحتلال الأمريكي، تمني النفس بتدخل سيد البيت الأبيض لينقذ ما تبقى من مظاهر الدولة العراقية"، لكن أمريكا اليوم، تضيف الصحيفة، ليست أمريكا بوش والمحافظين الجدد. فطلعات الطائرات من دون طيار أقصى ما يمكن أن يقدمه باراك أوباما للعراقيين، ووعود بتسريع شحنات أسلحة، رغم القلق من سقوطها بيد تنظيم (داعش) كما حصل في الموصل. وبدورها تطرقت الصحف في لبنان إلى الوضع الأمني بالعراق والتخوف من ارتداد هذا الوضع على لبنان ، وكذا بمؤتمر روما الذي سيعقد غدا والمخصص لدعم الجيش اللبناني. فقد كتبت (السفير) أن "لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الثالث والعشرين على التوالي...ولأن الفراغ مخالف لقانون الطبيعة، فإن الخشية تزداد لدى المراجع الأمنية والسياسية من احتمال أن تملأ (داعش) وأخواتها، هذا الفراغ، على طريقتها، لا سيما أن تداعيات أحداث العراق من النوع العابر لحدود معظم دول المنطقة". وأضافت "فيما تستمر العين الأمنية مفتوحة على الداخل اللبناني وصولا الى الحدود مع سوريا، لاحتواء أي هزات ارتدادية قد تترتب على (الزلزال العراقي)، تزدحم رزنامة الأسبوع الحالي بمواعيد بارزة، بدءا من المؤتمر الدولي حول سبل تسليح الجيش في روما غدا ، مرورا ب(الجلسة النظرية) لانتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء، وصولا الى جلسة قانون الرتب والرواتب الخميس والتي تتسم بطابع مصيري، خصوصا أن (هيئة التنسيق النقابية) ربطت تصحيح الامتحانات الرسمية والإعلان عن النتائج بإقرار السلسلة في هذه الجلسة". من جهتها أشارت (النهار) الى أنه و"مع تأكيد رئيس الوزراء تمام سلام بأن الوضع الأمني ممسوك ومضبوط، تتركز الأنظار على السبل الآيلة الى دعم الجيش اللبناني (أداة استقرار) في ظل المخاوف من تمدد ما يجري في العراق الى دول أخرى تقع في دائرة الصراع على النفوذ الإقليمي، ومنها سورياولبنان". وقالت، إن إيطاليا تستضيف غدا الثلاثاء المؤتمر الدولي المخصص لدعم الجيش اللبناني الذي يضم وزراء الخارجية والدفاع لÜ 45 دولة من أجل "إظهار الدعم السياسي الدولي للجيش اللبناني بصفته أداة لتأمين الاستقرار في المنطقة"، مذكرة بإشادة مجلس جامعة الدول العربية أمس ب"الدور الوطني المهم الذي يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في الدفاع عن لبنان لصون الأمن والاستقرار والسلم الأهلي". وفي السياق نفسه كتبت (اللواء) أن "الوضع السياسي الداخلي مفتوح على احتمالات، والأجوبة عما إذا كانت جلستا انتخاب رئيس جديد للجمهورية الأربعاء، وإقرار قانون الرتب والرواتب الخميس، ستنعقدان أم لا... في وقت لم يتقرر فيه بعد موعد دعوة مجلس الوزراء للانعقاد، وفي ظل موقف متقدم لوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أكد أنه من غير المسموح التطاول على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، مؤكدا أن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لم يقصر لحظة واحدة في صلاحياته، ومن يملك القلم للتوقيع ليس بحاجة لرفع الصوت". وفي البحرين، أبرزت صحف (البلاد)، و(الوطن)، و(الوسط)، و(أخبار الخليج)، و(الأيام)، طلب الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس خلال ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء، وزارات الدولة بالتحقيق في ما ذكر عن تلقي بعض الأفراد والمؤسسات لمساعدات خارجية للتدريب على ما لا يتفق مع القوانين المرعية، ورفع تقرير بذلك لمجلس الوزراء، والمحاسبة القانونية لمن ثبت تورطه في ذلك. وأشارت الصحف إلى أن رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حدد من جانبه استراتيجية الحكومة في ما يخص الالتزام بمبدأ السيادة الوطنية وعدم السماح بالتدخل في الشأن الداخلي أو اختراقه من خلال مسميات وممارسات مختلفة. وأضافت أنه تنفيذا للتوجيهات الملكية، وعلى إثر الوثائق والتقارير التي تؤشر إلى حدوث بعض الاختراقات في الشأن البحريني عبر البرامج التي تنفذها بعض المعاهد والمؤسسات الدولية، كلف رئيس الوزراء جميع الوزارات والأجهزة الحكومية بالانتهاء من تحقيقاتها في أجل شهر ورفع نتائجها إلى رئاسة مجلس الوزراء تمهيدا لعرضها على الملك. وحول الموضوع ذاته، كتبت صحيفة (الأيام) أن جلسة مجلس الوزراء جاءت في مستوى وخطورة الحدث الذي تكشفت تفاصيله مؤخرا، إثر التقارير التي نشرتها الصحيفة والتي تحدثت عن بعض الاختراقات في الشأن البحريني وما تبع ذلك من تساؤلات عديدة من الرأي العام المحلي. وكتبت الصحيفة أنه "ليس بخاف على أحد أن هناك أفرادا ومجموعات وجمعيات ومؤسسات استغلت أبشع استغلال مشروعنا الوطني الديمقراطي والإصلاحي، وما أتاحه من مساحة كبيرة في الحرية، في تنفيذ أجندات خاصة وبالتعاون مع جهات خارجية، وذلك بغية تحقيق أهداف هي بعيدة جدا عن شعارات الديمقراطية التي تلتحف بها زيفا". وفي السودان اهتمت الصحف أساسا بإطلاق سراح رئيس حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي أمس بعد اعتقاله قبل حوالي شهر. وأشارت صحيفة ( الرأي العام) إلى أنه " من المؤكد أن الجميع سعدوا بإطلاق سراح الإمام المهدي ، فاعتقاله مثل نكسة للحوار الوطني ، ولكن مهما يكن من تداعيات حدثت في أعقاب اعتقال الإمام فإن تمسكه بالحوار وحتى وهو في حبسه يشي بأن السيد المهدي ينظر لمصائر الوطن بغض النظر عن مصيره الشخصي ، دون إغفال أن السيد الصادق المهدي ، الذي ثبت بما لا يدع مجالا للشك قدر الاحترام الذي يحظى به محليا وإقليميا ، هو رقم مهم في الحوار القومي بحيث لا يمكن تجاوزه ". ومن جهتها أوردت ( التغيير) نص بيان صادر عن حزب الأمة القومي أمس أكد فيه أن ما سبق أن ذكره الصادق المهدي بشأن قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات واتهامه لها بارتكاب انتهاكات ، "مستمد من شكاوى لمواطنين وليس بالضرورة أن كل ذلك صحيح" ، مبرزة في الوقت نفسه تصريحات أدلى بها المهدي أمام العشرات الذين احتشدوا في انتظاره لدى خروجه من السجن ، أكد فيها " أن ما حدث هو استفتاء ليس بالتصويت ولكن بموقف موحد للشعب السوداني يؤشر على أنه يؤيد الأهداف التي ننادي بها ". وقالت صحيفة ( الانتباهة) " ما يعاب على الحكومة في قضية المهدي برغم صوابية إطلاق سراح الرجل ، أنها لم تحسن التقدير فيها منذ البداية . فإذا كانت النتيجة هي التي نراها ، بعد تمخض الإجراءات لتنتهي في لمح البصر باعتذار باهت مكتوب من حزب الأمة ، فما الداعي أصلا لتصعيد الأمور ضد الرجل وإلهاء الناس بقضية كان متوقعا منذ البداية أنها لن تصل إلى نهايتها ويفصل فيها القضاء ، ولن تتحرك في أي اتجاه قانوني ، ولن تمضي السلطات نحو ما عزمت عليه لحظة توقيف وحبس السيد الإمام". من جهتها تطرقت صحيفة ( آخر لحظة) إلى ورشة المؤتمر القومي الثاني للإعلام التي تنعقد هذه الأيام بالسودان ، معتبرة أنها " إضافات بالغة الأهمية للإعلام السياسي و والاقتصادي بالبلاد ، فقد ابتعدت الورشة عن الجدل ، ولم تبتعد عن جوهر الموضوع على اعتبار أن للنقاش الدائر مغزى ومعنى ويسعى إلى الوصول إلى توصيات عقلانية للقضايا الرئيسية التي تشغل بال الإعلاميين والسياسيين والجمهور". واهتمت صحيفة ( الصحافة) على صعيد آخر بتطورات الوضع بالعراق عقب سيطرت تنظيم ( داعش) مؤخرا على مواقع هامة بالبلاد ، وما أتاحه ذلك من إمكانيات لإعادة رسم خارطة جديدة للعراق وخاصة بعد سيطرة الأكراد على مدينة أربيل التاريخية وأصبحوا فجأة أقرب من أي وقت مضى إلى هدفهم الأبدي وهو إقامة دولة مستقلة خاصة بهم ، مشيرة إلى مطالبة البرلمان الأوروبي بتنحي نوري المالكي والذي أضحى مطلبا لجميع مكونات الشعب العراقي ، وذلك تمهيدا لحل الأزمة في العراق. أما في قطر ، فواصلت الصحف انتقاداتها للحملة الاعلامية التي تقودها الصحف البريطانية ضد استضافة قطر لمونديال 2022 لكرة القدم ، وأجمعت من خلال افتتاحياتها و تعاليقها على أن هذه "الحملة العنصرية "لن تؤثر على أحقية قطر في استضافة هذا العرس الرياضي العالمي خاصة مع توالي المواقف الداعمة لها ، و التي كان آخرها تنديد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ، عبداللطيف الزياني ، بهذه الحملة" . و في هذا السياق ، لاحظت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها انه "يوما بعد يوم يتزايد الدعم الاقليمي والدولي للدوحة º ليتعاظم بذلك الانتصار للحق القطري في مواجهة تلك الحملة الشرسة المجنونة التي تقطر عنصرية وحقداº للنيل من سمعة قطر والتشكيك في قدراتها"، مبرزة أنه بعيدا عن "حملات التشويه والتشكيك التي تحركها قلوب مريضة ومسكونة بالكراهية، وأقلام معتوهة تتقن فنون الابتزاز، فإن العقلاء والمنصفين من المراقبين داخل المجتمع الدولىº يدركون تماما أن قطر إنما فازت بحق تنظيمه بكل استحقاق ومن خلال منافسة شريفة شهد بها الجميع". بدورها ، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن "الحملة العنصرية الحاقدة" ضد ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم للعام 2022، "شكلت فرصة لإبراز التضامن العربي مع قطر (..) كما بينت تلك الحملة الهوجاء، أن قطر لم تكن تمثل نفسها فقط عندما تقدمت ونافست بقوة وشرف لتنال ما تستحقه من اسناد تنظيم نهائي 2022 اليها، وإنما كانت تنوب عن كل اشقائها العرب، وكل دول الشرق الاوسط التي لم تحظ اي منها من قبل بتنظيم هذا الحدث العالمي". وفي تعليق لها ، ترى صحيفة ( العرب) ان المتتبع للأحداث اليومية وتسارع وتيرتها وشائعاتها "يشعر وكأن ساعة الزمن توقفت منذ اختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022 (..) فبين فبركة صحافية مباشرة، وهجوم غير مبرر، وعقدة البعض من عدم التنظيم، بدأت اليوم تتضح خيوطها وبوادر فشلها تدريجيا مع سقوط أقنعة الزيف والخداع والابتسامة المسمومة"، مبرزة أن التحقيق الذي يقوده الأمريكي مايكل غرسيا حول الاتهامات التي سيقت حول ملف قطر وروسيا "هي الفيصل النهائي لكل وجع الرأس هذا الذي لن ينتهي". بدورها ، عبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها عن أسفها لأن يتوجه التركيز مجددا إلى قطر في الوقت الذي تتوجه فيه أنظار العالم بأسره إلى البرازيل لمتابعة المونديال، مع استمرار وسائل الإعلام في مهاجمة قرار (الفيفا) بمنحها حق استضافة نهائيات كأس العالم في 2022، مبرزة ان "قطر عندما فكرت بأن يكون لها ملف استضافة لنهائيات كأس العالم لأول مرة، كانت تدرك أنه لم يسبق لأي دولة عربية أن نالت شرف الاستضافة رغم شغف المنطقة الكبير بكرة القدم، وأنها تؤمن أن كأس العالم في قطر ستوفøر فرصة لتغيير الصور النمطية عن المنطقة وستزيل الحواجز الثقافيøة ومنح بقية العالم صورة أفضل عن الدول العربية والشرق الأوسط".