قال المستشار القانوني الدكتور عبد الكريم سلام انه بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء وبعد التهاوي المهين لكل من كانوا يتوعدون الحوثيين بالويل والثبور تحول الحديث عن الخلفيات التي أشعلت الحرب وعن المتسببين فيها وعن نتائجها وعن مآلاتها وهزيمتها إلى الحديث عن حكمة ودهاء قيادة الطرف المهزوم "التجمع اليمني للإصلاح " وعن حنكة قياداته وغابت عن مشهد مابعد سقوط صنعاء أي إثارة للمسؤولية عن جريمة الحرب أو المساهمة فيها من غير الطرف الذي شنها . وضاف في مقال نشره في صفحتة ب"الفيسبوك"هكذا هو حال المهزوم دائما في الأنظمة السياسية والتنظيمات الحزبية اليمنية تغيب عنها وفيها أخلاقيات وآليات وأطر المحاسبة والمسألة،وتظهر بدلاً عنها مبررات تحجب هذه المشكلة العميقة التي تنخر الأطر والمؤسسات السياسية والحزبية في هذه البلاد . لافتا الى ان حزب التجمع اليمني الإصلاح الذي سلم نفسه لمراكز النفوذ العسكري والقبلي داخله لا تريد قيادته أن تعترف بخطأ ارتهان الحزب وتبعية قراراته ومواقفه وسياساته لتلك المراكز ولذلك بدلاً من أن تخضع تلك القرارات والمواقف للتقييم والمسألة والمحاسبة فإنها تروج لحديث أخر يمتدح حكمة الحزب ويثني على عبقرية قيادته لأن قيادته الفذة والمحنكة حسب ما يردده اصحاب هذا التمويه السياسي تجنبت الفخ الذي نصب لها واجتازت عتبة التأمر عليها وعلى بقاء الحزب واستمراره .وفق ما يروج له . وقال سلام :الحكمة والعبقرية والدهاء الحزبي كان يجدر بها جميعها أن تحضر قبل الوصول إلى النتائج المدمرة وقبل وقوع الفأس في الرأس،لكن لأن ساسة هذه البلاد بمقتضى الفكر السياسي الشائع هم فلتات زمنهم ولا يتكررون فإنهم يتحولون إلى حكماء وهزائمهم وفشل سياساتهم واخفاقاتهم تتحول إلى نصر بصورة أخرى كما اتفق . مشيرا الى ان الحقيقة أن هؤلاء الساسة وأطرهم السياسية والحزبية لا يرغبون في تحمل المسؤولية عن أخطائهم ،ولذلك لا يقولون الحقيقة،ولا يقدرون على تحمل نتائجها لأن سياستهم تقوم على منطق التضليل والتهويل،لا منطق المسؤولية والمسألة عن التقصير فيها . مؤكدا بان هذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يلجاء فيها حزب سياسي كان طرفاً رئيسياً في المشكلة التي تواجهها العاصمة خاصة واليمن عامة لمثل هذه التبريرات كي يداري بها هزيمته ويواري فشله،إذ فجأة يتحول من مستودع للفشل والإخفاق إلى مستودع للحكمة والتعقل ومنتصر على كل المؤامرات والدسائس كما تروج قياداته وأعضاؤه لذلك. وقال:الهروب من المحاسبة يحول المهزومين والفاشلين ومن يسيئون استخدام سلطاتهم إلى أبطال وناجحين منتصرين بالحكمة،لأن السياسة لدى هؤلاء ليست إلا مرادفاً للحيلة والمكر وخداع وتضليل الأنصار قبل الخصوم،ولأنها ممارسة لمسؤولية لا تسأل ولا تخضع للمحاسبة فإنها ستدعي ليس ما فيها. موضحا بان عمق المشكلة أن البنى الهيكلية والتنظيمية لحزب الإصلاح وغيره من احزاب هذا البلد لا توجد فيها آليات مؤسسية وإجرائية للمسألة والمحاسبة لأن الهيئات العليا للحزب وقياداته ترى نفسها فوق المسألة وفوق الاستجواب والحساب لذلك تلجاء هذه القيادة إلى تهويل حجم المؤامرة وإلى التضليل عن الهزيمة والفشل بانتصار ونجاح الحكمة لأنها اتباعها في موقع المتلقي ويفتقد إلى المبادرة بسبب عدم تمكينه من أخذ زمامها واكتفائه بتسويق وتصدير وهم الحكمة التي تلقيها إليه قيادته . وقال :لاًبد من أن تفتح قضية محاسبة تلك القيادة ومسألتها عن رهن الحزب وإخضاع مواقفه وقراراته وتجيرها على لجناح النفوذ القبلي والعسكري انصرف الجميع إلى الحديث عن حضور الحكمة وقت الهزيمة مع أن تلك الحكمة ظلت غائبة طوال المدة الماضية التي أغلق فيه الحزب وقيادته كل الطرق المؤدية إلى الحل السياسي وفقاً لمخرجات الحوار الوطني .