قال أحمد العناني، الباحث في الشئون الدولية والمحلل السياسي المصري، إن العلاقات بين مصر والسعودية شهدت حالة من الجمود في الفترات الماضية نظرًا للتباين في وجهات النظر حول اختلاف الرؤية حول الأزمة السورية والتي تبعتها العديد من القرارات التي زادت الأمور توترا. وأضاف "العناني"، في تصريحات صحفية، أن رسائل السيسي لنظيره الأمير صباح الأحمد الصباح والتي تحاول الكويت لعب دور مع وسطاء في استعادة العلاقات من جديد بين القاهرةوالرياض كانت واضحة جدا وهادفة، مشيرًا إلي أنها تحاول تقريب وجهات النظر ودعوة للحوار بين الجانبين. وأشار الباحث في العلاقات الدولية، إلي أن السيسي أوضح نقاط الخلاف بداية من تصويت مصر لمشروع القرار الروسي بشأن سوريا وملف تيران وصنافير وتعليق المعونات البترولية لشركة أرامكو البترولية. وأضاف أن السيسي كان واضحًا من خلال رسائله وأن مصر تري من خلال سياساتها الخارجية ما يؤمن مصالحها. يذكر أن صحيفة "الأخبار" اللبنانية أكدت أن أمير الكويت دخل على خط الوساطة أخيرًا، ونقلت الصحيفة عن مصادر رئاسية، قولها إن أمير الكويت صباح الأحمد الصباح وعد بسرعة التدخل لاحتواء الأزمة خلال لقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي أول من أمس. وأضافت المصادر، أن السيسي طلب من أمير الكويت إيصال رسالة للملك سلمان، مفادها: "عدم الضغط على النظام المصري من أجل قضية جزيرة تيران وصنافير التي باتت أمام القضاء ولا يستطيع الحديث عنها، وضرورة احترام الرياض تباين وجهات النظر في ما يتعلق بالعديد من الملفات السياسية عربيًا وإقليميًا لأن مصر ليست دولة صغيرة تساق تابعة للمملكة". ونقل السيسي لأمير الكويت تأكيده على أنه "يحترم الملك سلمان، ويقدره، لكن ما حدث من انتقاد علني للسياسة الخارجية المصرية لم يكن مقبولًا وما حدث لاحقًا من وقف إمدادات البترول أظهر العلاقات المصرية السعودية بشكل سيئ، وأحرجه داخليًا بشكل كبير وبصورة غير مقبولة". وأكد في الوقت نفسه، بحسب الصحيفة، أنه لن ينسى مواقف الخليج والسعودية بعد ثورة 30 يونيو ودعمهم لبناء الدولة المصرية، ولكن لا يمكن أن يكون المقابل هو الانتقاص من مكانة مصر. تُجدر الإشارة إلى أن مصر والسعودية من أكبر الدول الداعمة لوجود في الشرعية في اليمن، وإنهاء الانقلاب الحوثي.