لنقل –مثلا– أن مسئولينا وقادة أحزابنا ومشايخنا الدينيين والقبليين، تافهون في الغالب ورضعوا من ثدي "الذئبة"بنت الكلب، حتى لم يعد شأن انهيار مفهوم "الدولة"يعني أحدهم لأنهم -أساسا- أولاد "ذئبة". لم نعد نخاصم شخوصاً بعينهم، أو أحزاباً بعينها، أو أفكاراً وتوجهات بعينها.. بل اعتمت علينا، وصرنا نخاصم ونعادي "الدولة". مفهوم "الدولة"عموما، أصبح لدى غالبية اليمنيين–مع الأسف- يعني "سير دور بقرة تلحسك". وهذه هي الكارثة الأكبر، أننا "الشعب"نفسه، وهم المعنيون –أساساً- بأهمية وجود كيان اسمه "دولة"، صرنا – مع الأسف- نفرح أكثر من الشيطان نفسه بأي كارثة لها -جذع سياسي- تحصل. لم نعد نخوض نزالا سياسيا مع شخوص بعينهم، أو أحزابا بعينها، أو أفكارا وتوجهات بعينها.. بل اعتمت علينا، وصرنا نخاصم ونعادي "الدولة "نفسها. صرنا شعبا -بلاعيون أو قلوب- نتسلى -جميعا- بأخبار أي قارح، وذلك –فقط- لأننا سنجد عبر القارح الفلاني مادة جيدة للتندر على خصومنا المفترضين، ونحملهم –دائما- السبب. ونعيش –مع القارح ذاك أو الموت هذا- يومين ثلاثة ونحن منتعشون نلعن سنسفيل أهالي أهلهم، غير مدركين -أساسا- أن انهيار "الدولة"يعني مزيدا من "الديولة". ومزيدا من العيش وسط غابة يحكم بكل خيراتها عيال السوق وأبناء الذئبة؟! لم نعد يمنيين أبناء بلد.. كما لم نعد طيبين، وما حصل في العرضي -وقبله في السبعين وفي التواهي وفي شبوة وفي المكلا– وما يحدث في كل يوم من اختطافات واغتيالات.. كل هذا الموت المتكاثر والخراب لمفهوم "الدولة" وهيبتها، ولمفهوم الحياة برمتها، لا يهدد عبدربه منصور ولا علي صالح ولا علي محسن ولا بيت عيال الأحمر ولا المؤتمر الشعبي العام ولا أحزاب المشترك، إنما يهدد أمن وسلامة ابني وابنك.. ابنتك وابنتي.. زوجتي وزوجتك.. يهدد أهلنا الطيبين في الشارع وفي البيت وفي المصنع وفي المسجد وفي الوظيفة العامة ويهدد حتى استرخاء الناس على أسرة نومهم. هذا إذا كان هناك من ينام على السرير.. ما أعرفه جيدا أن اليمنيين كشعب و"دولة" كلهم مطروحون أرضاً. مسكينة هذه الدولة، لا نصير لها ولامعين، وستحتاج بعد وقت قليل جدا لأن تستخدم أبراجاً لتقوية إرسالها لكل طرف من أطراف اللعبة...! الدولة بكامل أجهزتها وكامل مؤسساتها، وكامل تفاهاتها، هي ملك اليمنيين كلهم، مش ملك أبو أحد ، عشان نفرح وهلل لأنها... تتكسر؟! أن تتسكر الدولة، يعني أحلام تتكسر.. وما أصعب أن يعيش المرء بلا حلم؟! وأصعب منه أن يعيش بلا دولة، ولنا في الصومال أياد سمر تمسح السيارات لتأكل بعد أن أهانها أبناء الذئبة هناك. [email protected]