صنعاء أعلنت قبائل خولان قبول الاعتذار الرسمي الذي قدمه رئيس الجمهورية، خلال لقائه أمس بعدد من شيوخها في صنعاء بشأن جريمة مقتل 74 شيخاً من شيوخ القبيلة في مجزرة بيحانشبوة التي قام بها نظام الجبهة القومية بالحزب في الشطر الجنوبي حينها، بالتنسيق مع رئيس جمهورية اليمن الشمالي عبد الرحمن الإرياني، مطلع العام 1972م، كما ورد في بيان سابق لقبائل خولان طالبوا فيه بمحاكمة مرتكبي الجريمة. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، قدم اعتذاره نيابة عن نظامي صنعاءوعدن لوفد قبائل خولان برئاسة الشيخ محمد بن ناجي الغادر، وبحضور الشيخ محمد بن أحمد الزايدي، والشيخ عبدالملك صالح حسين قاسم، والشيخ صالح ناجي عز الدين، والشيخ يحيى بن صالح الزايدي وآخرين. واعتبر هادي خلال اللقاء أبناء شهداء تلك الحادثة التي وصفها بالمؤلمة بأنهم شهداء للثورة اليمنية "وعلى الحكومة الاهتمام بهم. من جانبها اعتبرت قبائل خولان في بيان لها أعقب اجتماع شيوخها مع رئيس الجمهورية ، الاعتذار بمثابة طي لصفحة الماضي، مشيرة إلى ضرورة تجاوز الماضي كتجسيد للمواقف الوطنية وتدشينا للمصالحة "التي يتوق إليها الجميع الآن أكثر من الماضي". وفي تصريح ل"اليمن اليوم" قال الشيخ يحيى بن صالح الزايدي: "إن اعتذار رئيس الجمهورية مرحبٌ به، وذو أهمية بالغة في جبر الضرر المعنوي، غير أن هذا لا يعني إسقاط حقنا في جبر الضرر المادي". وكانت قبائل خولان قد رفعت في سبتمبر الماضي مذكرة إلى رئاسة مؤتمر الحوار الوطني تطالب بمحاكمة مرتكبي تلك المجزرة. واتهمت القبائل في بيانها نظام صنعاء بالتآمر مع نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب لتصفية شيوخها. وكما هو معروف عن تلك الجريمة البشعة التي أقدم عليها النظام الحاكم لجمهورية اليمن الديمقراطية بحق الوجاهات والشخصيات الاجتماعية آنذاك، والذي كان عددهم يزيد عن 74 شخصية من خولان ومن معهم من قبائل عبيدة، حيث وجهت لهم عدد من الدعوات الرسمية للحضور إلى عدن بحجة إجراء بعض المشاورات والتفاوض حول عدد من القضايا الوطنية التي كانت تهم الوطن شماله وجنوبه في ذلك التاريخ. وعلى هذا الأساس سافر الوفد تلبية لتلك الدعوات الموجهة من أعلى المستويات كرسل سلام، في الوقت الذي كانت الدولة المضيفة قد أعدت مخططا غادرا لقتل وتصفية كل أعضاء الوفد، وكانت تلك الدعوات جزء من الخطة التي أعدت بإحكام وعند وصول الضيوف إلى مضارب المضيف في منطقة المقصرة - مديرية بيحان - محافظة شبوة تحديدا في يوم الاثنين الموافق 21 فبراير 1972م، تم تصفية الضيوف وقتلهم بشكل جماعي وبطريقة وحشية لم يسبق لها مثيل من قبل، حيث تم تلغيم المخيم الذي كان قد أُعد خصيصا لاستقبالهم، ومن تبقى على قيد الحياة بعد ذلك التفجير المهول من مصابين وجرحى حصدت أرواحهم الرشاشات التي كانت قد أعدت لذلك على مشارف المخيم، وحدث ذلك حوالي الساعة 11 من ظهر ذلك اليوم المشئوم.