محافظات سجلت المواجهات الدائرة بين الحوثيين والإخوان في حاشد وأرحب أمس تقدماً حوثياً خطيرا ًينبئ بدنو ساعة الحسم وفق ما أفادت به (اليمن اليوم) مصادر محلية عديدة. وقالت المصادر إن مسلحي القبائل الموالين للحوثيين في حاشد محافظة عمران واصلوا أمس قصفهم على قرية الخمري، معقل أسرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وطال القصف المدفعي منزل (العائلة) الكبير والذي يتواجد فيه حسين وحمير الأحمر. وأضافت أن مسلحي الحوثيين أحرزوا تقدماً نحو مدينة حوث (تبعد 5 كيلو مترات عن الخمري) بعد سيطرتهم على الجهة الشرقية من ذو عناش وموقع استراتيجي في ذو مطيع. وفي الساعات الأولى من المساء شهدت ذو عناش اشتباكات عنيفة أسفرت عن قتلى وجرحى بالعشرات من الجانبين، ولا يزال مسلحو الحوثيين في مواقعهم في الجهة الشرقية الشمالية من ذو عناش، فيما دفع أولاد الأحمر كامل مسلحيهم إلى الجهة الجنوبية الغربية وكذا الجبال المطلة على الخمري، كونها المعركة الأخيرة في حال أكمل الحوثيون سيطرتهم على الأجزاء المتبقية من ذو عناش وذو مطيع أهم المواقع المطلة على الخمري، وفقاً لمصادر الصحيفة. وأضافت المصادر أن قصف الحوثيين طال عدة منازل تابعة لقيادات قبلية تابعة لأولاد الأحمر منها منزل عبدالله باقي عمران المتهم بقتل أسرة حوثية داخل أحد مطاعم مدينة حوث قبل أشهر، وأصيب المنزل بتشققات. وفيما تناقلت مواقع إخبارية أمس خبر مغادرة حسين وحمير الأحمر من منزلهم في الخمري إلى موقع بن حمزة في طرف مدينة حوث غرباً بصحبة دبابتين (بي إم بي) نفى مصدر قبلي محايد صحة الخبر. وقال المصدر ل"اليمن اليوم" -وهو من مشايخ العصيمات- إن حسين وحمير لا يزالان في منزلهم الكبير في الخمري، مشيراً إلى أن المنزل المكون من 3 طوابق وبدروم أرضي تعرض لقذيفة مدفعية أصابت أحد أركانه، إلا أن القصف المدفعي لا يشكل تهديداً على حياتهم، أو كما قال. وأضاف: حسين وحمير نشروا منذ صباح أمس مسلحيهم على الجبال المحيطة بالخمري ويخوضون معركة مصيرية ولن يغادروا الخمري، لأن مغادرتهم تعني سقوط مديرية حوث بالكامل بيد الحوثيين لتضاف إلى جانب مديرية قفلة عذر وحرف سفيان. ولفت المصدر –اشترط عدم ذكر اسمه- إلى أن إحجام السلفيين عن القتال مؤخراً مع أولاد الأحمر في حاشد أحدث إرباكاً لصالح الحوثيين وخذلان لأولاد الأحمر، أو ما أسماهم (قبائل العصيمات). وقال إن عدداً من أنصار السلفيين انسحبوا من الجبهة في حاشد بعد خروج زعيم جماعة السلفيين من دماج، مشيراً إلى أن المعلومات لديه بأن هناك إحجاماً سلفياً أيضاً في جبهة أرحب. وكان قد تم تهجير السلفيين من دماج محافظة صعدة مطلع الشهر الجاري بناء على وثيقة صلح بدأ التوقيع عليها في حاشد بعد أيام من المفاوضات بين الرئيس عبدربه منصور هادي واللواء علي محسن الأحمر وحميد الأحمر، ويشعر السلفيون بأنهم كانوا ضحية مؤامرة حكومية وقيادات حزب الإصلاح. وفي السياق هددت اللجنة الرئاسية التي يقودها اللواء فضل القوسي طرفي المواجهات في حاشد بعقد مؤتمر صحفي وكشف الحقائق ليعرف الرأي العام من هو المعرقل. وقال عضو اللجنة الشيخ بكيل حبيش ل"اليمن اليوم" إن هناك خروقات من الجانبين ولكننا قد نضطر لعقد مؤتمر صحفي لكشف الخروقات. قصف حوثي على زندان أرحب وفي مديرية أرحب محافظة صنعاء شدد مسلحو القبائل الموالون للحوثيين الخناق على (غول زندان) آخر معاقل حزب الإصلاح هناك، بعد إحكام سيطرتهم على جبل الشبكة في بني سليمان وبيت صيفان أطراف كولة الرجو التي انسحب مقاتلو الإصلاح إليها أمس الأول. وتعد كولة الرجو الدفاعات الأخيرة لغول زندان وسقوطها بيد الحوثيين يسهل سقوط زندان وحسم المعركة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين قصفوا أمس قرية القيادي في حزب الإصلاح منصور الحنق في غول زندان بثلاث قذائف إلا أنها لم تصب منزل الحنق، فيما رد مسلحو الإصلاح بقصف على قرية فارس الحباري الذي يتولى قيادة مسلحي الحوثيين في أرحب، ولم تصب المنزل. وارتفعت حصيلة المواجهات الدائرة على مشارف (زندان) أمس وأمس الأول إلى 25 قتيلاً وعشرات الجرحى من الطرفين. وحذرت مصادر قبلية من وقوع مجزرة بشرية في حال أصر الحوثيون على اقتحام زندان. وقال مصدر قبلي مقرّب من الحوثيين في أرحب ل"اليمن اليوم" إن القيادي في حزب الإصلاح الشيخ منصور الحنق غادر عصر أمس الأول معقله (غول زندان) إلى العاصمة عقب سيطرة الحوثيين على جبل الشبكة وبيت صيفان واقترابهم من كولة الرجو. من جهته أكد مصدر قبلي محايد في أرحب -اتصلت به الصحيفة مساء أمس- تواجد الحنق في صنعاء منذ عصر أمس الأول، غير أن المصدر لا يرى في ذلك هروباً، رغم تضييقهم الخناق على مقاتلي الإصلاح في كولة الرجو، الدفاعات الأخيرة لزندان. وأضاف: أنا تواصلت أمس بالشيخ منصور الحنق في إطار ما نبذله مع آخرين من مساعٍ لوقف القتال تجنباً من مجزرة بشرية قادمة في حال أصر الحوثيون على اقتحام زندان، مشيرة إلى أن الحنق أبلغه أنه في صنعاء وسيعود اليوم. وأشار المصدر إلى أن الطريق من زندان إلى صنعاء لا تزال مؤمنة بالنسبة لمسلحي الإصلاح ما يسهل للحنق دخول صنعاء والعودة إلى أرحب متى ما أراد، فيما أكمل الحوثيون سيطرتهم على كامل مناطق الشمال الشرقي للمديرية حتى حرف سفيان. ولفت المصدر إلى أن (محمد جابر البحيص ومحمد نوفل وعبدالخالق الجندبي) هم من يقود مسلحي الإصلاح في أرحب حالياً.
