أحرزت الحملة العسكرية والأمنية المشتركة، في يومها السادس، تقدماً كبيراً ضد تنظيم القاعدة في جبهة شبوة وجبهة البيضاء التي دخلت على خط المواجهات أمس، فيما ساد الهدوء جبهة أبين، عدا من قصف الطيران على وادي ضيقة، المعقل الرئيسي للتنظيم الإرهابي في المحافظة. ففي شبوة محور عتق، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري مشارك في الحملة إن قوات مشتركة من اللواء 21 ميكا ووحدات عسكرية أخرى من المنطقة العسكرية الثالثة، بقيادة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، ورئيس جهاز الأمن القومي، اللواء علي حسن الأحمدي، تحركت في الصباح من مدينة عتق مركز المحافظة، وتمكنت من دحر عناصر القاعدة في مثلث الصعيد (17 كيلو عن عتق) وواصلت القوات تقدمها إلى مفرق النقبة، همزة وصل استراتيجية بين عناصر تنظيم القاعدة في محافظتي أبينوشبوة، ومن شأن السيطرة عليها قطع الإمدادات وتمزيق أوصال التنظيم عن بعضه، والاستعداد أيضاً لاقتحام مركز مديرية حبان التي تتواجد عناصر التنظيم في الجبال المحيطة بها، والزحف من جهة الغرب نحو وادي عزان المعقل الرئيسي للتنظيم في شبوة. فيما تستعد قوات الجيش في محور ميفعة لاقتحام عزان من الشرق. وأضاف المصدر أن مواجهات هي الأعنف جرت في منطقة بين مثلث الصعيد ومفرق النقبة تسمى (الضلعة) تكبَّدت فيها عناصر القاعدة خسائر فادحة في الأرواح وآلياتها العسكرية قبل أن تجبر على الفرار. وأكد المصدر اعتقال 2 من عناصر القاعدة تم نقلهما بطقم عسكري إلى عتق وسيتم نقلهما لاحقاً إلى العاصمة صنعاء. فيما حصلت "اليمن اليوم" على معلومات استخباراتية أن القاعدة نقلت، بعد ظهر أمس، إلى مستشفى حكومي في مدينة الصعيد (مستوصف جمال عبدالناصر) 6 من عناصرها أصيبوا في مواجهات أمس، توفي 2 منهم على الفور، ووصفت المعلومات حالة البقية بالخطرة. وكانت القاعدة حاصرت المستشفى ذاته واقتحمته في 21 يناير المنصرم، بعد يوم من الضربات الجوية على المحفد أبين لعلاج جرحاها. وفي السياق، أكدت وزارة الدفاع في موقعها الرسمي أن "المقاتلين الأبطال من منتسبي الوحدات العسكرية والأمنية المرابطة في محور عتق تمكنوا أمس من تدمير سيارة للإرهابيين في منطقة النقبة، كان على متنها عدد من الإرهابيين". وأضافت أن اثنين لقيا مصرعهما، وتم إلقاء القبض على 4 آخرين بعد إصابتهم بجروح بالغة، كما تم إلقاء القبض على أحد العناصر الإرهابية البارزة في منطقة كريف قرناو. يذكر أن الحملة العسكرية في محور عتق تعرضت لنكسة في أول أيامها عندما تعرضت القوات لكمائن إرهابية في مفرق الصعيد، أسفرت عن استشهاد عدد من الجنود وجرح آخرين، وأسر 8 ما أجبر الحملة العسكرية على التراجع والانسحاب إلى عتق حتى وصول تعزيزات كبيرة، وإعادة التكتيك الحربي بما تقتضيه تضاريس أرض المعركة لضمان النجاح وتجنب الخسارة في الأرواح، وهو ما تم أمس. وفي شبوة، ولكن في محور ميفعة الذي حققت فيه قوات الجيش تقدماً كبيراً منذ اليوم الثالث للحملة العسكرية وسيطرت على جول الريدة مركز المديرية وتعدت ذلك إلى المناطق المتاخمة، معوان، كولة باكر، ومنطقة الطلح، استشهد في وقت متأخر من مساء أمس الأول 6 جنود وأصيب آخرون في كمين إرهابي، فيما لقي العشرات من الإرهابيين مصرعهم بين قتيل وجريح. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري مشارك في الحملة إن كميناً نصبته عناصر القاعدة لطقمين عسكريين للقوة المشتركة من اللواء الثاني مشاه جبلي، واللواء الثاني مشاه بحري أثناء مرورهما بالقرب من مزرعة الصقر، أحد معاقل القاعدة في تخوم مركز مديرية ميفعة (جول الريدة) والتي تواصل قوات الجيش تمشيطها منذ أمس الأول. وأضاف المصدر أن قصفاً بالطيران والمدفعية استهدف المزرعة عقب الكمين، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 من عناصر القاعدة وإصابة العشرات، أغلبهم يحملون جنسيات أجنبية، فضلاً عن إعطاب آليات عسكرية. وأمس، دخلت جبهة محافظة البيضاء المحاددة لمحافظتي أبينوشبوة خط المواجهات، حيث مشطت قوات الجيش من اللواء 26 ميكا (حرس جمهوري سابق) ووحدات أمنية الخط الرئيسي الممتد من مدينة البيضاء مركز المحافظة حتى مركز مديرية ذي ناعم (40 كيلو). وتعد المناطق، على طول الطريق أوكاراً للقاعدة، ونصبت، السبت، كميناً لموكب عسكري يضم قائد المنطقة العسكرية السابعة، اللواء علي محسن مثنى، ومحافظ البيضاء، العميد الشدادي، وعدداً من المسئولين المدنيين والأمنيين، أسفر عن استشهاد 3 جنود وإصابة آخرين. وقال مصدر عسكري في اللواء 26 ميكا ل"اليمن اليوم" إن قوات الجيش المشاركة في الحملة مشطت كل الطريق، من مركز المحافظة إلى ذي ناعم، واستحدثت موقعاً عسكرياً في جبل (السماء) ونقطتين أمنيتين في مناطق استراتيجية لتأمين الطريق. وفي الأثناء، سقطت طائرة مروحية من علو منخفض في منطقة (حيكل) ذي ناعم كانت تقل قائد المنطقة العسكرية السابعة، والعميد جبر الماوري، رئيس عمليات المنطقة. وقال مصدر رفيع في قيادة المنطقة العسكرية السابعة ل"اليمن اليوم" إن قائد المنطقة ورئيس العمليات توجها بمروحية إلى منطقة حيكل بعد تمشيط قوات الجيش للمنطقة، إلاّ أن خللاً أصاب الطائرة أثناء محاولتها الهبوط، وأدى إلى سقوطها، ولكن من علو منخفض جداً، أسفر عن إصابة قائد المنطقة (مثنى) بإصابات طفيفة في الرأس، وأصيب رئيس العمليات (الماوري) وكابتن الطائرة بكدمات طفيفة، وتم نقلهم إلى المستشفى العسكري بصنعاء. وتوقع المصدر أن تكون المروحية تعرضت لإطلاق نار من أحد الجبال التي لا تزال تتمركز فيها عناصر القاعدة. وكانت وزارة الداخلية قالت، السبت، إن اجتماعاً لقادة تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء أقر استهداف أية تحركات عسكرية وأمنية لمساندة الجيش في جبهات القتال بمحافظتي أبينوشبوة. وأشارت الوزارة، في مذكرة أمنية لمدير أمن البيضاء، إلى أن عناصر القاعدة توجهت عقب اجتماعها في مديرية الصومعة على متن 3 سيارات باتجاه مدينتي البيضاء ومكيراس، بغية نصب كمائن للوحدات العسكرية والأمنية بهدف قطع إمدادات الجيش إلى محافظتي أبينوشبوة. وقالت الوزارة إن المسلحين ينتمون إلى قبيلة آل عبيد. وتجمع عدد من قادة القاعدة، بشكل منفصل، في منطقة الحيكل ومشبعة، الكائنة في الخط العام (البيضاء- ذي ناعم). وقالت الوزارة إن تلك العناصر أقرت تعزيز عناصرها التي تنفذ هجمات على الوحدات الأمنية والعسكرية في المحافظة. وكانت عناصر من القاعدة، وفقاً لوزارة الداخلية، انتشرت، الأسبوع الماضي، على الخط الذي يربط عدن- أبين- شبوة، بغية قطع الإمدادات القادمة إلى المنطقة. وفي جبهة أبين ساد الهدوء، أمس، محوري القتال عدا قصف بالطيران والمدفعية استهدفت وادي ضيقة بعد النجاحات التي أحرزتها قوات الجيش خلال الأيام الماضية من الحملة. حيث وصلت قوات الجيش، بقيادة اللواء محمود الصبيحي، إلى منطقة سيل بمديرية المحفد (ثالث منطقة يسيطر عليها الجيش بعد المعجلة ومعوان)، ويستعد مواصلة السير نحو منطقة سناج والالتحام بقوات الجيش القادمة من أحور بقيادة حيدر هطل، ومن ثم الزحف واقتحام وادي ضيقة المعقل الرئيسي للقاعدة في المحفد أبين.