"لقد اختطفتُ فتياتكم، وسوف أبيعهن في السوق، وفق شرع الله.. ستتم معاملتهن ك"سبايا".. سيتم بيعهن وتزويجهن بالقوة: يوجد سوق لبيع البشر.. الله أمرني ببيعهن.. وسوف أبيع النساء"! هذا القائل ليس نخَّاساً ولا وحشاً ولا قاطع طريق، فقط، ولكنه أيضاً الداعية المجاهد "أبوبكر شيكو" زعيم المنظمة الإسلامية (بوكو حرام) في نيجيريا، ظهر مؤخراً في تسجيل مصوَّر، ليحدد دوافع وأبعاد عمليته الإرهابية الأخيرة المتمثلة باختطاف أكثر من 200 طالبة، من إحدى مدارس نيجيريا!! لم نكن- قبل التأكيدات الرسمية التونسية- نصدق الأخبار المتواترة عن التغرير الديني بالفتيات، وزجِّهن في ثكنات الإرهاب للترويح عن "المجاهدين" في سوريا، تحت ما سُمِّي "بجهاد المناكحة!. كنا نحسن الظن بأنفسنا، وهذه فضيلة لها ضرائبها، لقد افترضنا أن الإرهاب في موسمه الإسلامي، لن يصل في نزقه إلى هذه الدرجة، ومع ذلك فحتى هذه الدرجة المنحطة تم تجاوزها، من قِبَل حركة "بوكو حرام" في نيجيريا.! نحن في عصر الإرهاب بامتياز، إنها مرحلة داعش والنصرة والجيش الحر وجماعة بيت المقدس.. وهناك أسماء كثيرة وشعارات أكثر، لكن المصطلح الأدق والأكثر تعبيراً عن طبيعة المرحلة هو مصطلح (بوكو حرام). بخطف الفتيات من المدارس وتحديد مصيرهن كسبايا وملك اليمين، وإعادة سوق النخاسة من جديد، حققت "بوكو حرام" طفرة مهمة على صعيد المشروع الإسلامي، وتجاوزت إبداعات الحركات الإرهابية الأخرى في العراقوسوريا ومصر واليمن.. لكنها قد لا تحتفظ بالريادة طويلاً، فالنزوات الإرهابية عاهة روحية وعقلية وخلقية، لا حدود لتردياتها.! وكلما ارتفعت وتيرة الترديات، اقترب وقت الأفول، الأفول بالنسبة لهذه الحركات المتطرفة مصير حتمي، كل الحركات المتطرفة التي ظهرت في التاريخ آلت في النهاية إلى ذكرى وصارت نسياً منسياً، وحسب تعبير أحد البابوات: "المقابر مليئة بأناس كانوا يظنون أن الرب يقاتل معهم"!.