أراد رجب طيب أردوغان أن يصلح العالم العربي بالنفخ في الربيع الدامي فانتهى به الحلم إلى وضع حجر الأساس لإقلاق تركيا والدول العربية معاً.. ومن حيث لا يدري ها هو يرى التثوير يحرق بنطلونه. تبادل النجوى مع التنظيم العالمي للإخوان حول ضرورة عودة دولة الخلافة الإسلامية، وأغرى جانباً من الشارع التركي بإمكانية استعادة دولة آل عثمان، فلا جاءت دولة الخلافة ولا حضر آل عثمان. قبل ذلك كان أردوغان نفذ مشروعاً تركياً اقترب به من الاتحاد الأوربي لكن سجل تركيا مع حقوق الإنسان جعل أردوغان يطيل الطرق عند البوابة الأوربية تحت شمس الظهيرة فلا يلقى غير حسرة الدميم عند بوابة اللئيم فراح يتقلب بين «جندرمة» دولة آل عثمان وعلمانية جيش أتاتورك. في ميدان «تقسيم» تأكد للأتراك أن رئيس وزرائهم الذي يثابر في وضع القلاقل عند جيرانه العرب بالمال والسلاح الكاتم من أجل الحرية والكرامة المزعومة ليس ديمقراطياً مع شعبه.. وهكذا توالت الأحداث عاصفة. ولقد اتسمت ردود أفعال أردوغان على كارثة منجم الفحم بالحماقة وهو يقول أن مقتل 283 تركياً وبقاء العشرات عالقين (أمر عادي ومن الطبيعي أن يحدث في مناجم الفحم). تعاظمت الكتل البشرية المطالبة برحيله وتزايدت ردود أفعاله المغذية للاحتجاجات من حيث لا يدري فجمع بين الخسارة في الداخل وبين توفر مبررات إضافية لأن تبقى تركيا عالقة أوربياً رغم ما تبديه من طاعة كإحدى أدوات المشروع الغربي الإسرائيلي في المنطقة ولا تصدقوا التمثيلية التي طبلت لها الجزيرة. وأمام غضب المحتجين من سياساته اضطرت حراسة أردوغان إلى تهريبه من شارع هتف ضده فهرب إلى سوبر ماركت ليتفاجأ بشابة تركية تصرخ في وجهه «أنت قاتل» فقام بصفعها فيما كان مدير مكتبه «يوسف يركل» - هكذا اسمه - يركل مواطناً تركيا ثم يتوارى خلف التبرير (لقد شتمني وشتم أردوغان فهل ألتزمُ الصمت). هذه الروح تتنقل بين أردوغان وأطقمه فتزيد من تآكل شعبيته في الداخل بذات التآكل الذي أصاب علاقة تركيا مع شعوب عربية عديدة مثل مصر والسعودية.. واليمن.