عبرت مصادر محلية وأمنية في المهرة، أمس، عن مخاوفها من سقوط المحافظة في أيدي القاعدة، التي يواصل عناصرها، الفارون من أبين وشبوة، التوافد إلى معسكر أنشأه التنظيم، مؤخرا، في مديرية شحن الصحراوية والمتاخمة للحدود العمانية. وتواصل قيادات عسكرية وأمنية في المحافظة عقد اجتماعات منتظمة بدأتها، الاثنين، وتكرس لمناقشة تداعيات تدفق عشرات المقاتلين «الإرهابيين» وسبل مكافحة التهريب، برا وبحرا. وقالت المصادر ل»اليمن اليوم» إن اجتماعاً احتضنه مكتب مدير أمن المهرة، وحضره رئيس أركان حرب محور الغيضة ومدير جهاز الأمن السياسي ومدير شعبة الاستخبارات العسكرية وقادة الأمن الخاص والنجدة والبحث الجنائي والقيادة والسيطرة؛ أكد ضرورة إعداد خطة أمنية من شأنها مواجهة التحديات، الحالية، والمتمثلة بخطر القاعدة المحدق. كما أقر الاجتماع طلب تعزيزات من صنعاء لوقف زحف القاعدة تجاه المحافظة الساحلية، والممر الشرقي إلى دول الخليج. وكان عشرات العناصر «الإرهابية» تدفقت، اليومين الماضيين، إلى المحافظة قادمة من اتجاه حضرموت، التي تحتضن معسكرات ل»الإخوان» ويرجح أن تتعرض لعملية أمنية خلال الفترة المقبلة. وأفادت مصادر متطابقة ل»اليمن اليوم» بتمكن عدة سيارات، محملة بأسلحة متوسطة (معدلات، بوازيك، وبنادق) من الوصول إلى معقل التنظيم في شحن، مشيرة إلى أن تلك السيارات تسللت عبر طريق ساحلي يمر بمناطق (السائلة- العبري). كما أشارت إلى أن 5 حافلات نقل كبيرة وصلت المحافظة، الاثنين، وعلى متنها عدد من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة «ملتحين ويرتدون ملابس التنظيم»، موضحة أنهم اختفوا بعد وصولهم بيوم إلى مدينة الغيضة «وأبلغوا على ما يبدو بترصد الأمن لتحركاتهم». ضبط قوارب.. وفرار أخرى وقالت مصادر في خفر السواحل إنها تمكنت، اليومين الماضيين، من ضبط قوارب أجنبية بعضها وجد على متنها مواد تستخدم في صناعة المتفجرات، مشيرة إلى أن قوارب أخرى، يرجح أنها تقل أسلحة، تمكنت من الفرار. وأشارت المصادر إلى أن أحد القوارب يدعى «بوت الصفاء» ويقوده 14 هنديا فيما يقود القارب الآخر يمنيون. وضبط القارب الهندي على بعد 3 أميال بحرية من سواحل محيفيف، والقارب الثاني «أمير البحار» بالقرب منه أيضا. ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة محتويات تلك القوارب. وأرجعت المصادر أسباب تمكن القوارب من التسلل عبر سواحل المحافظة إلى قلة إمكانيات خفر السواحل ومحدودية جاهزيتها ودوريتها على شريط المحافظة. أبعاد مناطقية وسياسية وكشفت مصادر أمنية عن رصدها قيام عناصر إرهابية بشن هجمات، مساء الاثنين- فجر الثلاثاء، على منشآت حكومية في حضرموت انطلاقا من معسكر التنظيم في المهرة، المحاذية لحضرموت. وقالت المصادر ل»اليمن اليوم» إن مسلحي القاعدة، يستقلون سيارة مدرعة، أطلقوا النار على مبنى الأمن السياسي ونقطة الاستراحة في مدينة المكلا، مشيرة إلى أنه أثناء التصدي للمسلحين، توجهوا نحو المنطقة العسكرية الثانية واشتبكوا مع حراسة المنطقة مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين. وأشارت المصادر إلى أن المهاجمين اتجهوا صوب مناطق صحراوية في محافظة المهرة، ويرجح عودتهم إلى معسكر التنظيم. ومنذ بدء قوات الجيش والأمن حملة تطهير محافظتي أبين وشبوة، منتصف الشهر الماضي، أعاد التنظيم خارطة انتشاره في المحافظات بالتزامن مع تصريحات رسمية أبرزها لرئيس الجمهورية تفيد بتوسيع العمليات. وأفادت تقارير أمنية، مؤخرا، عن معسكرات للتنظيم أبرزها في محافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية، وآخرها في شحن، التي تحتضن منفذ المهرة إلى عمان، ناهيك عن معسكرات أنشأها التنظيم في المناطق الوسطى والجنوبية والغربية، غير أن معسكرات التنظيم على تخوم الخليج تأتي، وفقا لما يراه مراقبون، عقب إجماع دول المنظومة على قائمة تبنتها السعودية وتصنف جماعات إرهابية أبرزها «الإخوان». وتقول مصادر محلية ورسمية في المهرة إن عناصر التنظيم استفادت من الأبعاد الأيديولوجية والاستراتيجية للمهرة «وهذا أحد مؤشرات الخطورة بإمكانية إسقاط المحافظة». أيديولوجيا تتصارع، قوى ك»الإخوان» في مواجهة قوى الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال، وتساهم الأعمال الخيرية ل»جمعية الإصلاح» في أوساط مجتمع، معظم شرائحه فقيرة، في تغلغل الجماعة، خصوصا بعد إعلان أبناء المهرة رفض الانضمام إلى محافظة حضرموت كما تنادي بذلك الحكومة والحراك الجنوبي. وتتيح الجوامع «الإخوانية» فرصة لتجنيد الشباب، وفقا لمصادر محلية، وسبق تلك الجوامع تجنيد العشرات لقتال الحوثيين في صعدة. واستراتيجيا تتمتع المحافظة بأطول شريط ساحلي يصل إلى 560 كم، ويفتقر معظمه للرقابة الأمنية، وبما سهل تنقل عناصر التنظيم وصولا إلى مناطق صحراوية محاذية لحضرموت، ورصدت تقارير أمنية سابقة إنزال شحنات أسلحة، لصالح تنظيم القاعدة. كما تمكنها المناطق الصحراوية التي تربط المهرة وحضرموت من سهول التنقل، إضافة إلى تمكن عناصرها من التسلل إلى عمان عبر المناطق الحدودية، وأغلبها صحراوية.